“سيداما” قومية إثيوبية لها رثها حققت مطالب خاصة بها بأنشاء أقليم

“سيداما” قومية إثيوبية لها أرثها حققت مطالب خاصة بها بأنشاء أقليم
بقلم/ أنور إبراهيم (كاتب إثيوبي )
تعيش قومية سيداما أحدي قوميات “جنوب شعوب إثيوبيا “فس أقليم شعوب جنوب إثيوبيا ،في منطقة تقع ما بين مدينة شاشماني ومدينة ديلا مديناتان في جنوب إثيوبيا ويبلغ تعداد سكان القومية 4,717,000نسمة ، منتشرة في منطقة تقع في وسط جنوب إثيوبيا،ومدينة هواسا هي “عاصمة” الأقليم، واللغة الأساسية هي السيدامية .
ويمتد الطريق المسفلت الرئيسي من الشمال إلى الجنوب حتي يصل مناطق سيداما ، أما الطرق المتبقية فهي ترابية / صخرية تنتشر حول تواجد تلك القومية ، تتراوح من الأرض المسطحة (الدافئة إلى الساخنة) إلى المرتفعات (الدافئة إلى الباردة) .
مهن تمارسها القومية
ويمتهن معظمهم شعب القومية مهن الزراعة وتربية الماشية ، والماشية هي المقياس الرئيس للثروة لدي شعب سيداما ،مثلهم مثل بقية قبائل جنوب ووسط أفريقيا ، و البن هو اهم المحاصيل الرئيسية الذي يوجد بكثرة ، حيث توجد القهوة المعروفة بأسم “سيداما”الموجودة في السوق العالمية ، ولها قبولا كبيرا واسعارا جيدة .
يعتبر الموز و”الغوجو” أوكما يفضل البعض أن يسميه الموز الكاذب ،والذي تصنع منه مختلف الأطعمة بالإضافة إلى الذرة ، وكذلك حليب الأبقار والسمن ، من الأطعمة الرئيسية لدي شعب سيداما ، ومدينة أوسا هي أكبر مدينة تعتبر الأقرب لمناطق سيداما، وهي عاصمة أقليم شعوب جنوب إثيوبيا ، ويزداد عدد سكانها من وقت لأخر، منذ نهاية النظام الشيوعي العسكري في أثيوبيا “الدرق “في عام 1991 ،تزايد عدد السكان بشكل كبير وهناك ضغط كبير على المدارس وفرص العمل ،وقد شهدت المدينة حراك تنمويا كبيرا وهي أهم المعالم السياحية في الجنوب ، هناك أيضًا حراك من الهجرة الي الحضر والى خارج البلاد ، بحثًا عن التعليم وفرص العمل.
الديانات في المنطقة
جاءت الحملات التبشيرية الى قومية سيداما في أوائل القرن العشرين ،من قِبل بعد المبشرين المسيحيين وبعد ذلك من قِبل المبشرين النرويجيين والدانماركيين اللوثريين ،حيث تنتشر المذاهب المسيحية المختلفة في المنطقة .
الآن تعتبر قومية سيداما مسيحية إلى حد كبيروالنسب العلي منهم ، يتبع المذهب الأرثوذكسي، وهنالك المذاهب البروتستانتية والكاثوليكية ومجموعة قليلة من المسلمين .
على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية ، تبنت معظم الكنائس البروتستانتية أسلوبًا للعبادة يتمتع بالكاريزما، حيث أنتشرت بصورة كبيرة الكنائس البروتستانتية المختلفة ،التي تبنت أسلوبا خاصة في التاثير على الشباب.
“تشمبلالا ” أرث ثقافي فريد
لدي قومية سيداما أحتفالية حاصة بها ،و بعيد رأس السنة لقوميا “سيداما” والمسمى محليات ب”فيتشى تشمبلالا”، والمدرج على قائمة اليونسكو للتراث غير المادى.
والاحتفال بالعام الجديد فيشى تشمبلالا هو أحد العطلات المهمة فى سيداما، حيث يتم الاحتفال في كل عام لمدة أسبوعين ،وهي احتفالية لها طابعها الخاص لشعب المنطقة ويحتفل بها في مدينة أواسا ، وفقًا لتقويم سيدما التقليدى، يتم تحديد يوم رأس السنة الميلادية من خلال عملية فلكية من خلال مراقبة موقع القمر والنجوم.
يحتفل السيداميين بهذا العيد شعب ، وفقًا للتقاليد المعتادة، تحتفل فيتشى بذكرى سيدة سيداما التى زارت والديها وأقاربها مرة واحدة فى السنة بعد زواجها، حيث أحضرت “بوريسيمي” ، وهى وجبة أُعدت من الموز الكاذب “غوجو” والحليب والزبدة، ويتم تقاسمها مع الجيران والأصدقاء ، أصبحت احتفالية فيتشى منذ ذلك الحين رمزا موحدا لشعب سيداما.
كل عام يحدد الفلكيون التاريخ الصحيح للمهرجان، الذى يتم بعد ذلك الإعلان عنه للعشائر،و تقام الفعاليات المختلفة خلال المهرجان، بما فى ذلك الأغانى والرقصات التقليديةرالخاصة بقوميات سيداما ،حيث يشارك كل عضو بغض النظر عن العمر والجنس والوضع الاجتماعي، في تلك الأحتفالية .
الأوضاع السياسية لدي قومية سيداما
حسب المصادر المدونة أن قومية سيداما ،كانت قد طالبت في العام 1995 باقليم خاصا بها ،وذلك عقب المصادقة على الدستور الإثيوبي الأخير ،أبان فترة رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي ، وطلبت الحكومة من كبار شيوخ القومية ورموزها بالتقدم بطلب للمجلس الفيدرالي الإثيوبي للنظر فيها ، ولكن لم تكتمل الخطوات ولا توجد مصادر تؤكد أن القضية قد أثيرت بعد ذلك ألا في وقتنا الحالي، بعد أن تصاعد الموقف وقام شعب القومية بالأعلان عن اقليمهم ورفع علمهم الخاص، في كل واجهات المؤسسات العامة ، الشئ الذي أعتبر تحديا للحكومة الفيدرالية وقرارتها .
سيداما ضمن مجموعة تضم عدد كبير من القبائل
يقع إقليم شعوب جنوب إثيوبيا ،أحد أقاليم إثيوبيا التسع (تقراي ،أمهرا ،أورمو،عفار ،صومال ،بني شنقول ،هرر،شعوب جنوب إثيوبيا ،قامبيلا ) في جنوب إثيوبيا متاخما للحدو مع دولة كينيا، فيما تحده دولة جنوب السودان من جهة الجنوب الغربي، متاخما لإقليم غامبيلا الإثيوبي في الجنوب الغرب،وويحده من ناشية الشرق والشمال أورميا .
ويضم إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، أكثر من 70 قومية أبرزها (سيداما، ولايتا، وهديا،و قوراقي، جامو، وسيلطي ، وكمباتا ،وكونتا ،والدورز،) والتي تعتبر في مجملها ،من قبائل افريقية فريدة ،لها أرثها المتعدد في الفنون والتراث والثقافة وتمتلك عادات وتقاليد متنوعة وفريدة من نوعها ، وهي قبائل كوشية .
حراك السيداميين
كانت القومية قد تقدمت للمجلس الوطني للانتخابات في إثيوبيا ،بخصوص أعلان الأستفتاء في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا،وذلك تلبية لمطالب قومية سيداما بتكوين إقليم جديد، ولكن رد المجلس كان قد أكد أن الاستفتاء سيتم خلال الإطار الزمني المنصوص عليه في المادة (47/3/ب) من الدستور ،والتي تدعو إلى إجراء استفتاء في غضون سنة واحدة بعد تلقي الطلب”. من القومية أو الشعب أو الجهة التي لها مطالب خاصة .
وجاء تأكيد المجلس على أنه تلقى طلبا من مجلس إدارة منطقة سيداما في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، في 20ال نوفمبر الثاني 2018 الماضي لإقامة إقليم خاص لقومية سيداما، وبهذا الطلب لم يكمل العام بعد .
وحسب مواد الدستور الإثيوبي أنه يحق لكل الجماعات والقوميات الإثيوبية، حق التصويت وتقرير المصير في كافة القضايا ،مثل قضية سيداما التي تطالب بإقامة إقليم قائما بذاته لاعلاقة له باقليم شعوب جنوب إثيوبيا ، ويضمن لهم حقوقا مثل جباية الضرائب ورفع علم خاص الي جانب العلم الإثيوبي ،واختيار اللغة الرسمية لإقليمهم وإدارة قوات خاصة بالأقليم ،حسب الدستور الفيدرالي الذي يمنح مثل هذا الحق .
على نفس النهج والمسار الذي تحركت بموجبه قومية سيداما، بدات قوميات اخري من قوميات شعوب جنوب إثيوبيا ،مثل هديا و ولايتا بالمطالبة باقليم خاص بهم ،الشئ الذي ادي لظهور حالة من التحركات في اقليم جنوب إثيوبيا ،وخاصة مدينة هواسا عاصمة شعوب جنوب إثيوبيا ،التي شهدت تحركات لقوات الدفاع الإثيوبية ، بعد ان بدأت بعض المناطق برفع اعلام جديدة خاصة بتلك القوميات ، في مختلف المواقع من المؤسسات الحكومية ،وأنزال العلم الخاص بالولاية ورفع علم جديد الى جانب العلم الأثيوبي الفيدرالي .
أستفتاء تحقيق الحلم
عقب مطالب متعددة منذ عدة أعوام ،استطاعت أن تحقق العديد من المطالب الخاصة بأنباء القومية ،والتي سبقتها أحداث في عاصمة أقليم شعوب الجنوب ،والتي أدت لأندلأع أحادث مختلفة ،كانت الأقوي في المنطقة ومابين هذا وذالك ظل شعب سيداما يتمسك بمطالبه ،وينادي بها حتي اعترفت الحكومة بحقيتها لتلك لمطالب فيما يخص باستفتاء حول أنفصال المقاطعة عن الأقليم الجنوبي لأثيوبيا ،والأعتراف بحقها في تأسيس اقليم خاص بها في جنوب إثيوبيا يعتبر العاشر ،بعد التجربة الفيدرالية الإثيوبية التي كانت تتكون من تسع أقاليم عقب دستور عام 1995 م .
والأسبوع الماضي أعلن مجلس الإنتخابات الأثيوبي ، أن النتيجة الأولية للاستفتاء لقومية سيداما التي أجريت بعد التسجيل الذي قام به كل مواطني المنطقة ،تشير إلى أن 98.51 صوتو لصالح إنشاء إقليم جديد لهم خاص بها خارج نطاق اقليم شعوب جنوب إثيوبيا ،و إن النتائج الأولية لعملية الإستفتاء التي أجريت لقومية السيداما حول إنشاء إقليم جديد أو البقاء في اقليم شعوب جنوب اثيوبيا ، قد أظهرت أن 98.51 من الناخبين السيداما صوتو لصالح إنشاء إقليم جديد لهم.
وحسب مصادر من مجلس الإنتخابات الوطني الأثيوبي ،أن نسبة المشاركة في عملية الإستفتاء كانت 99.68% فيما بلغت عدد الاصوات 2.225.249 من جملة أكثر من 2.3 مليون ناخب تم تسجيله للإستفتاء ،واكد المجلس أن 1.48 من الناخبين صوتو لصالح البقاء في إقليم شعوب جنوب أثيوبيا.
وبهذا يكون قومية سيداما قد حصلت على إقليم جديدا ،حسب مطالب شعب السيداما ليكون العاشر في البلاد، وسيتم الإعلان النهائي للنتائج النهائية خلال المراحلة القادمة .
ويكفل الدستور الإثيوبي لكل الجماعات والقوميات الإثيوبية حق التصويت وتقرير المصير حسب المادة ال39 من الدستور الإثيوبي،وكذلك الأستفتاء على إقامة إقليم جديد إذا طلبت أو اي مطالب تتعلق بحقوق الشعوب والقوميات الإثيوبية ، ويضمن لهم حقوقا مثل جباية بعض الضرائب واختيار اللغة الرسمية لإقليمهم وإدارة قوات أمن خاصة وسن قوانين بشأن قضايا مثل التعليم وإدارة الأراضي.
علي خطي سيداما
إلى قومية سيداما كانت هنالك بعض القوميات الأخري قد طالبت كل من قومية ولاياتا وهديا من أكبر القوميات في الإقليم ،والتي هي الأخري كانت تعيش لمئات السنين جنبا إلى جنب، قبل أن تطالب السيداما بإقليم منفصل عن شعوب جنوب إثيوبيا ،كانت لتلك القوميات ايضا مطالب بأنشاء اقليم خاص بهما خارج اقليم شعوب جنوب إثيوبيا .
وعقب الأعلان الذي سيؤدي لتاسيس اقليم عاشر في إثيوبيا ،خارج اقليم شعوب جنوب إثيوبيا هنالك الأن تحولات، فيما يخص عاصمة الأقليم التي لامحالة ستكون مدينة أواسا ،وهي كانت عاصمة لأقليم جنوب إثيوبيا ،والتي تعتبر أكبر مدينة سياحية في الجنوب الإثيوبي ،والسؤال ماهي المدينة التي سيتم أختيارها لتكون بديلا لها كعاصمة لاقليم جنوب إثيوبيا ،الأختيار الذي قد يواجه تحدي من قبل الحكومة الأقليمية في جنوب إثيوبيا ، وخاصة أن اختيار اي مدينة من أي مقاطعة لتكون عاصمة الأقليم، قد تواجه برفض أو قبول من بعض القوميات التي تعود لها العاصمة القادمة .
موقع إقليم شعوب جنوب إثيوبيا ، جنوب البلاد متاخما لدولة كينيا، فيما تحده دولة جنوب السودان من جنوبه الغربي، وتنتهي حدود الإقليم مع إقليم قامبيلا الإثيوبي في الشمال الغرب، فيما يحده إقليم أوروميا من شرقه وشماله

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.