متي يخرج الفن من سياسة غدارة فاسدة؟

خرج الفنان الجيبوتي من داخل الشعب،ومن أحياء شعبية،وكان يحمل رسالة فنية وطنية إنسانية تاريخية حضارية،أما اليوم فلم يعد الفنان يمثل الوطن،بل هو يمثل الحاكم،ويرقص أينما خرج الرئيس!وعموما كان الإنسان همه،وعموما كان الوطن قضيته،أما اليوم أدار الفنان ظهره للإنسان والوطن ليصبح مثل ببغاء تغني في القفص!إنتظارا لحبة ذرة أو قطعة حلوة،أو حزمة قات!قبل 15عام قال لي أحد الفنانيين القدماء:أتعبنا النظام يريدنا أن نرتدي فنيللا خضراء،يرضيه ذلك،ولكنه يضايقني.هكذا عبر لي عن شعوره وحزنه.والفنان الجيبوتي لم يتعود مجاملة الحاكم سابقا،لكن النظام الحالي فرض علي الفنانيين سياسته ونهجه!والأغلبية من الفنانيين يسعون وراء الخبز والقات والراتب،ولا يستطيع الفنان أن يكون فنانا الا بلونه هو،والفنان فقد لونه وإنسانيته،ففي النهار ترآه حزينا لأنه فقد لونه،وفي الليل ترآه يرقص في المبارز بعد أن يدب مفعول القات في دمه. أتركوا الفنانيين للفن بعيدا عن السياسة التي جندت الفنانيين في كتيبة 4 Marc.هكذا يتأرجح الفنان بين الفن والنفاق،ويقاد قسرا الي مسرح الجريمة والنفاق والخيانة،خيانة الفن والوطن.ومتي يخرج الفن من سياسة غدارة فاسدة الي فن راقي بريئ نقي؟والفن الراقي الذي كان يمثله جيل محمد علي طلحة وحسن لعدة وهارون داود ومحمد علي عمر المعروف بسكروا وشيخ أحمد كان فنا عظيما حسيا وفكريا وجماليا،وكان له القدرة علي إحتواء رسالة الفن وقضايا الوطن،بالإضافة الي المتعة الفنية الشعورية والوطنية والقومية التي لا يمكن تحديد فعاليته وآفاقه في داخل مجتمعنا.ويقول الشاعر الروسي ماياكوفيسكي:ينبغي أن نتحدث عن الجديد بكلمات جديدة.أننا في حاجة الي شكل فني جديد،يعبر عن هموم الإنسان والوطن.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.