ورقة توت الاعلاميين اليمنيين تتساقط الورقة تلوالأخرى في زمن الشتات .

جريدة السلام – السويد
إستطلاع / عبدالرزاق الباشا-

رحل الكثير من اليمنيين في هذا الزمن،. زمن الشتات والحرب الجائرة، وتساقطت أقلامهم الإعلامية مع سقوط أرواحهم الطاهرة كماتتساقط أوراق التوت ،.
فهناك من مات بقصف طيران التحالف السعودي الاماراتي ،وهناك من مات جوعاً وذاك يرحل بمرض الكوليرا أو جائحة كورونا وهذا يموت وهو يبحث عن قسطرة تشخيصية لتنقذه من جلطة لاحقة وموت محتم،.
وكل ذلك يرافقه الحصار الجائر المفروض على اليمن بمباركة أممية وتأييد دولي ووصاية سعودية وإشراف بريطاني ودعم أمريكي.

زمن لم يعهدوه الانسان اليمني منذ أن خلق الله الارض
واليوم رحل الى الله الاستاذ القدير
والمناضل الجسور هايل انعم الاغبري
نتيجة وعكة صحة ساقته الى جلطة قلبية المت به قبل اسبوع وظل يكابر الدنيا،
لكن فارق الحياة دون اي مقدمات

وسجل أسمه في سجل المغادر الأبدي ،لينظم إلى رفاقه الإعلاميين الذين تركوا فراغاً في الساحة الصحفية ،في ظل أوضاع مؤلمة، كان يتمنى أن يصحوا اليوم التالي وأمر اليمن كما عهده قلوب متحابه ،بعيدة عن البغضاء والتناحرات السياسية والموت بالكم ويمن سعيد.

نعم فارق فارس الاعلام والصحافة
الأستاذ (هايل أنعم) وترك الوجع الكبير الذي لا مثيل له!

غادرنا بلاعودة!
من دار الدنيا إلى دار الاخرة،
رحيل متعب ،
أوجع الأفئدة
وأرهق النفوس المحبة له
مثل في عمله الأب والأخ والصديق الصدوق- والمدير- والأستاذ المربي- والمعلم- والمستشار الأمين -وسفير النوايا الحسنة، لكل موظفي إذاعة صنعاء ،
والاهل والاصدقاء والاقارب.

رحل وأخذ نصف قلوب كل من تتلمذ على يده وهم كثر، وترك فيهم النصف الآخر يتيماً،
لكنه مستأنساً ما زرع فيه من الحب والصفاء والأخوه الصادقة والحس الصحفي بإمتياز جيل بعد جيل من الاعلاميين ،
واسقيت أفكارهم بكل ما لديك من إبداع مهني وصحفي ،.يصب في مصلحة الوطن، الذي رضعت منه منذ صبابة عمرك وانت في ميدان الشرف العسكري.

نعم رحل من كان ينادى له في الوسط الوظيفي (عمو هايل )
إحترماً وتقديراً وحباً بين موظفيه ،

بدأ هذا الفارس الصحفي عمله الاعلامي الاستاذ / هائل احمد انعم الاغبري بوعي طني ووتيرة عالية وجد واجتهاد. منذ التحاقه في قسم الارشيف عام 1981م
في اذاعه صنعاء ليتدرج في عملة الى ان اصبح مدير عام للإدارة العامة للأخبار عام 2015م حتى رحل في يوم 23/6/2020 الذي فيه أراده الله ،

الحديث عنه لا يكل ولا يمل ، إلا أن جريدة السلام لم تقف ويمر هذا اليوم والحدث المؤلم في الوسط الصحفي مرور الكرام برحيل هذة الهامة الصحفية اليمنية.

وهنا توقف الزمن عند كل من عرفه أو تعرف عليه أو تتلمذ على يده بهذا الفراق الموحش .

*وكانت الوقفة الأولى مع أحد تلاميذه مدير قناة اليمن اليوم
الاخ /فيصل الشبيبي- لتسأله السلام ماذا ستقول عن الفقيد وهو أحد معلميك ومواقفك معاه؟
فيصل يقول : في زمن المواجع والفواجع،، ماذا سأقول وأكتب، عن رحيل أب وأخ وزميل وأستاذ قدير، أخذ بيدي واستقبلني منذ أول يوم التحقت فيه بإذاعة صنعاء، في نوفمبر 2001، مدرستي الثانية في عالم الإعلام، بعد جامعة بغداد؟؟

العم هائل أحمد أنعم الأغبري،، مدير عام الأخبار في الإذاعة، يغادر دنيانا، إلى جوار ربه، في زمن يرحل فيه الطيبون.

العم هائل الذي كان يحب عمله بطريقة فريدة منذ التحاقه بالإذاعة عام 1981م فقد كان مثالاً للإلتزام والإنضباط والحرص على تأدية عمله على أكمل وجه دون كللٍ أو ملل.
يحظى بإحترام وتقدير جميع زملائه ورؤسائه ومرؤسيه، كان مبتسماً على الدوام، وإذا انفعل بسبب ضغط العمل، ما هي إلاّ دقائق ويعود لابتسامته المعهودة.

لن أنسى دعمه لي في الجانب العملي ومنحي فرصة الخروج الميداني، هو والأستاذ العزيز عارف الدوش أمد الله في عمره.

لن أنسى الإفطار الجماعي في شهر رمضان، لعدة سنوات، وهو أول الحاضرين الحريصين على عملهم، ولن أنساه وهو يناديني مُمازحاً بعد أن تكمل تحرير النشرة، تعال يا شبيبي شوف (عدداً وعددٍ) يقصد مراجعتها لغوياً.
مواقف كثيرة، عشناها لسنوات معاه كأنسان وفي ونبيل، ولا تزال الذاكرة محتفظة بها.
صحيح أن التسع السنوات الأخيرة، فرقتنا، لكنه حاضر هو في وجداني وذاكرتي.

*عارف الدوش- مدير عام الأخبار الأسبق لإذاعة صنعاء البرنامج العام ،
أستضحر الزمن- وخاطب الأستاذ/ هايل أنعم الاغبري -بالقول: لقد كنت يا أستاذ /هائل أنعم الأغبري- صاحب قيم حميدة ومثل راقية في تعاملك مع جمبع زملائك في إذاعة صنعاء،. زملاء كانوا أو مرؤسين ،
وكنت محل إحترام وتقدير الجميع ..لمست هذا وعايشته معاك سنة كاملة، عند تعيني مديراً عاماً للأخبار،.
وكنت أنت نبراس الإدارة العامة للاخبار ..
مرجعنا جميعاً بما في ذلك قيادة قطاع الاذاعة ..كنت أول من يصل الاذاعة واخر من يخرج منها .. خبرتك الطويلة في أخبار الاذاعة جعلتك تتبوأ مدير عام الأخبار عن جدارة .. لن انسى لك عملك بمهنية عالية وإخلاص وتفاني خلال فترة عملي معكم في اذاعة صنعاء ،رغم الصعوبات الجمة في تلك الفترة،. إلا أنك كنت صاحب قلب كبير ومهنية عالية وأخلاق راقية وصبر لا نضير له .. وعند انتقالي للعمل في صحيفة الجمهورية بتعز بشكل عاجل ..
التقيت معالي الوزير حسين العواضي آن ذاك وطلب مني ترشيج البديل فكان ردي الاخ/(هائل أنعم )فهو من الكفاءات المتمكنة والمشهود لها .. فوافق على ترشيحي ولكن لم يتم ذلك ..لكنه تم بعد ذلك بفترة ..

لست الوحيد الذي عمل معك يحمل لك في قلبه كل المحبة والمعزة والإحترام والتقدير .. ولكني أعرف وأعلم علم اليقين أن جميع زملائك في اذاعة صنعاء يحملون لك نفس المحبة والتقدير والاحترام .. بل أضعاف مضاعفة مما أحمله لك أنا أو غيري من الذين عملنا في الاذاعة لفترات قصيرة ثم غادرناها لمواقع اعلامية اخرى .

*مجلي عثمان الصمدي – مدير إذاعة صوت اليمن – ومذيع في إذاعة صنعاء- كتب على صفحته الرسمية فيس بوك – معلقاً على صورة الفقيد :
هذا عمي (هائل الأغبري) مدير عام الاخبار بإذاعة صنعاء ،عرفته قبل 19عاماً،.
عملنا معا.. وأكلنا معاً..سهرنا معا..وضحكنا معاً.. وتقبلنا كل المنغصات معاً .. نبيل.. نزيه.. طيب.. بسيط..مرح.. متعاون.. رجل..موجوع لفراقك ياعم هائل.

*الزميل عبدالواحد الدفعي – عضو الأدارة العامة للأخبار بإذاعة صنعاء- بعد أن عَلِمَ بموت الأستاذ / هايل أنعم -يروي قصة وصوله إلى إدارة الأخبار ليصبح احد تلاميذه .
حيث قال الدفعي: ياوجعي عليك ياعم (هائل) فقد كنت نعم الأخ والصديق والأستاذ مع جميع الزملاء.
لقد كنت هائلاً في أخلاقك وجميل في إبتسامتك الدائمة، وصادقاً ومخلصاً في عملك ،ملتزماً بواجبك الوظيفي في أحلك الظروف والمواقف.
ومن ذكرياتي معك أذكر حين أنتقلت من المكتبات والتنسيق في العام 2001 للعمل في الإدارة العامة للإخبار،
كنت المدرسة التي تتلمذت فيها على فنون تحرير الأخبار، وكنت نعم المشجع والداعم لكل عمل جيد أقوم به ،
وأتذكر من ذلك تشجيعك وإشادتك بالتقارير الميدانية التي أرسلتها من محافظة الجوف أبان إنتخابات العام 2006 والتي أعتبرتها من أجمل التقارير التي وصلت إلى الاذاعة ..
كما اذكر وجبات الافطار والغداء سويا وبرفقت بعض الزملاء الاعزاء حفظ الله الاحياء منهم ورحم الله المتوفين ..
وأستطرد عبدالواحد الدفعي بالآهات : اهاااه كم من الذكريات الجميلة مرت ومر أصحابها من هذه الدنيا الفانية ..
لقد أخبرتني قبل يومين أن صحتك جيدة وأطمأن قلبي وقلت أنك على موعد مع عمل قسطرة تشخيصية خلال الايام القادمة لكن القدر وساعة الأجل كانت الأقرب.

*كان الأستاذ / هايل حلقة وصل بين إذاعة صنعاء البرنامج العام من صنعاء،ووكالة الأنباء اليمنية سبأ صنعاء،
وهنا نقف مع وكالة سبأ والأخ / يحي عسكران – أحد مدراء إدارتها،
الذي يتحسر على فراق الفقيد بالقول: يحزنني في هذة اللحظات العصيبة ونحن نودع علماً من أعلام الإعلام اليمني، وأحد أبناءه الذين قدّموا عصارة جهدهم في العمل الصحفي والإخباري.
كان وطنياً غيوراً صاحب كلمة وفعل وقول، كما كان شخصية إعلامية فذة، همّه وشغله الشاغل الاهتمام بعمله ومهامه الموكلة إليه وإنجازها والمتابعة والإشراف على العمل الإخباري في إذاعة صنعاء والتواصل معنا في وكالة الأنباء اليمنية سبأ في مجمل الأخبار السياسية والعسكرية وغيرها.
لقد كان الأستاذ الفاضل هائل الأغبري من خيرة أبناء اليمن المخلصين الذين عمّلوا بكل جد واجتهاد وإخلاص دون مراعاة لأي فضلٍ أو منّة أو كلمة شكر من مسئول بإذاعة صنعاء أو وزارة الإعلام، ما جعله محط تقدير واحترام كافة زملائه.. سأفتقد صوتك الرخيم أستاذي الكريم أثناء الحديث معك والتواصل والتنسيق في العمل الإخباري .. سأفتقد إبتسامتك وصراحتك لكن هذا قضاء الله وقدره.

*جواب العصور الذي أستجوبه الدكتور / عبدالحكيم الهجري –
كي يساعده لاستعادة الزمن الذي عاشه مع رفيق دربه ، الفقيد المرحوم إن شاء الله ،منذ أيام صباهم من المرحلة للصف الأول الإعدادي في مدينة الراهدة..محافظة تعز( مدرسة الثورة) وأصبحا أصدقاء وأخوة من ذلك الوقت الى ان انهينا دراستنا الثانوية في تلك المدرسة..
وعلى لسان الدكتور / الهجري
التحقنا بالتجنيد سنة ١٩٨٠م هو أول دفعة (سلاح المدفعية)تقريباً ..وانا التحقت بسلاح المهندسين….مكثنا سنة واحدة..
ثم أنهينا التجنيد وبدأنا، مشوار البحث عن وظيفة في ذلكم الحين ولقد كان حظنا ان التحقنا بالسلك الاعلامي بالمؤسسة العامة الاذاعة والتلفزيون عام ١٩٨١م…تم توزيعنا على اذاعة صنعاء….في الاذاعة تم توزيعنا على ارشيف الاذاعة تحت إدارة الاستاذ عبدالكريم الكريم(رحمة الله عليه )حينذاك في عام ١٩٨٢م التحقنا بكلية الاداب جامعة صنعاء قسم التاريخ…تخرجنا منه عام ١٩٨٦م…هو أنتقل بعد ذلك إلى الصباحة ليعمل في الادارة الهندسية في محطة الارسال هناك، وأنا أنتقلت الى الإدارة العامة للاخبار كمحرر اخبار…بعد سنتين من عمله في الصباحة، عاد إلى العمل بالادارة العامة للاخبار….ثم رقي بعدها إلى رئيس قسم الأستماع السياسي في بداية التسعينات من القرن المنصرم…سجلت انا وهو في عام ١٩٩٢م تمهيدي ماجستير.في كلية الأداب قسم التاريخ…إلا أنه لم يواصل مشوار الدراسات العليا وتفرغ لعمله بجد واجتهاد محباً ومقدساً لعمله..
وهكذامرت الأيام ونلت شهادة الدكتوراه في عام ٢٠٠٥م وتعينت بعدها بعام في جامعة صنعاء ٢٠٠٦م وهو أستمر في عمله، في الإدارة العامة للأخبار..إلى أن تم تعيينه عام ٢٠١٥م مديراً عاماً للاخبار..وظليت مرتبط معه في التواصل بشكل شبه يومي طيلت كل هذه الفترة….إلى أن دخل العناية المركزة في أحد مشافي العاصمة صنعاء..وخرج لمدة أسبوع وكانت صحته قد تحسنت نوعاً ما في إنتظار القسطرة التشخصية، لكن القضاء و القدر كان سباقاً واختاره الله الى عنده…
الاستاذ / هايل أحمد أنعم لقد- أرتبطت به إرتباطاً أخوياً وأسرياً نتيجة الزمن الذي شبكنا لفترة طويلة وفرق بيننا الرحيل المكروه.

كان نعم الأخ والزميل والصديق ..كان بلسماً ينحط على الجرح يطيب..
كان دمث الأخلاق..رائعاً إلى أبعد الحدود..بشوش الوجه،
كان دائماً يهون عليا هموم الدنيا هذه…..وجعي كبير برحيله..
نعم كما أن الوطن خسر إعلامياً ممتازاً، وهب نفسه وجندها لهذا الوطن…وظل هكذا يعمل بجهد وجد…الى ان اختاره الله سبحانه وتعالى..

رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك مع الأخيار- يافارس الأخبار في إذاعة صنعاء من صنعاء-

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.