أدمغة عراقية في العالم

منذ اواخر الستينات تتدفق الهجرة من الشرق الأوسط نحو دول الغرب،وخاصة الي بريطانيا العظمي وأمريكا ودول إسكندنافيا،ومن بين هؤلاء ادمغة تحمل درجات علمية في تخصصات متعددة كالطب والهندسة وجيولوجيا.ومعظم الأكاديميين الذين تركوا العراق مثلا عاشوا في غمرة الإنفجار السكاني في السبعينات،وهم اول جيل ادرك الحجم الهائل لواقع العراق،وظائف بائسة وأجر متدنية في ظل أنظمة بيروقراطية لا يوصف.وتعقيد الإجراءات في الأجهزة الإدارية كالمحاباة،والفساد المتعلق بالنواحي الإدارية والمالية والتعليمية،وزد في ذلك عدم إستقرار الأوضاع الأمنية.وهذه الأمور هي ما تدفع علماء العرب الي الهجرة الي خارج الوطن (…..)وتلك هي حق قمة المأساة بالنسبة لذوي المواهب والإختصاصات التقنية والعلمية.والعالم العراقي فاروق القاسم الذي قدم من البصر جنوبي العراق للنرويج عام 1968 إنضم مع الفريق العامل في وزارة النفط والغاز.ولم يكن في حصبان الرجل أنه سيصبح من أحد آباء النفط النرويجي،بل لم يكن يتوقع أن القدر سيجلب له شهرة كبيرة في بلاد الثلج.لكن حل العالم العراقي علي النرويج في الوقت المناسب كما أفصح عن ذلك مدير أعماله قائلا:إن بلدانا عديدة طرقت بابنا تستفسر كيف نجحنا في إدارة مواردنا النفطية؟وقد حالفنا الحظ بوجود القاسم الذي علمنا مبادئ إدارة هذه الموارد،وفوق هذا كان بارعا في الخطابة وفي نقل التجربة الي أمم أخر في العالم.وأصبح لقاسم مكانة كبيرة في الذاكرة النفطية،ويشهد بذلك متحف نفط النرويج الذي يحتفظ له بزاوية تذكارية تقديرا لدوره ونجاحاته التي جعلته يتبوأ منصب مدير الموارد النفطية النرويجية لعقدين من الزمن.”وهكذا أصبح القاسم من عمالقة النفط في دولة النرويج،وأسس صندوقا لضمان الثروة النفطية في النرويج،واليه لجئت الدولة النرويجية أثناء أزمة كونفيد 19.وهناك عالمة عراقية أبدعت في عالم الهندسة المعمارية،وبفضل ذكائها وجهدها تبوأت مقعد أفضل معمارية في العالم.ولديها أجمل 7 تصميمات هندسية أبهرت العالم.وفي تصميماتها اذهلت العالم وسلطت عليها الأضواء،وتركت بصماتها في أنحاء العالم روسيا الصين فرنسا بريطانيا قطر وأمريكا،وأسترعت إنتباه الناس علي نطاق واسع.وفي عام 1995 فازت زهاء حديد بمسابقة تصميم دار الأوبرا الجديد في مدينة كارديف “عاصمة ويلز”.واحتضنتها الأسرة الدولية لمهندسي البناء بسبب أعمالها التي جذبت الشركات الكبري في العالم.وفي الختام أشكر المفكر العفري الأستاذ يوسف ياسين محمودا الذي لفت نظري للعالم العراقي الذي يفتخر به النرويجيين بجدارة في بلدهم النفطي.
*مصدر-AL-MAJALLA
العدد-1011-1999

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

الوعد الصادق.. تحدّي إيراني وتحولات إقليمية في مواجهة إسرائيل.

ال 14 من نيسان – إبريل 2024..كانت عملية الوعد الصادق اليوم الذي كسرت فيه إيران …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.