سد النهضة!

سمير عطا الله كاتب كبير،يميل دائما الي الحق،ويكتب دائما عن السلام والحرية والعدل والديمقراطية،كما يتتبع سيرة كبار الكتاب والشخصيات التي لم تنصفهم مجتمعاتهم ودولهم . واليوم كتب أستاذنا الكبيرعن سد النهضة الذي أصبح حديث الساعة،لكنه ركز علي مصر وأنحاز اليها كعربي.كان علي الكاتب أن يتحدث عن إثيوبيا الكبيرة التي تعتبر منبع سد النهضة،بالقدر الذي تحدث به عن مصر،لكن العاطفة أخذته ليضم صوته الي صوت مصر الذي تميل لغتها الي التهديد والوعيد.ويقول الكاتب الآن جاءت دولة أخري تدعي حصتها فيه”! ويتساءل ويقول:هذه الحصة قانونية أم لا؟وإذا كان النيل بالنسبة لمصر حياة وموت.وخصب ويباس وجفاف وخطر مجاعات وأزمات كبري”.الا يعتبر النيل ومياهه ضرورية أيضا بالنسبة لإثيوبيا الكبري التي تعاني من نفس الأزمات التي يعاني منها المصريين في مصر؟ولن يحل هذه الأزمة الا دول المصب إبتداء من إثيوبيا وإنتهاء بالسودان ومصر،وأما إقحام الأمم المتحدة في القضية لن يحل المشكلة كما تتوقع القاهرة،وقد يخيب ظنهم كالعادة.وإذا كانت مصر تقول أن النيل هبة السماء لها،فكيف ينظر أهل السودان وإثيوبيا الي النيل الذي ينطلق من جبال إثيوبيا نحو السودان ومصر؟وهل النيل هبة مصر وحدها،أم أن النيل هبة جميع الدول في المنطقة؟وفي الختام أقول لأستاذنا الكبير سمير عطا الله كن منصفا وأمينا كما عهدناك،وأبذل للأمانة قلمك حتي لو كنت مصريا.والقانون الذي منح لتركيا حق بناء السدود،لا يمكن أن يقف في وجه إثيوبيا التي تسعي الي أخذ حصتها من الماء دون أن تعرض دول الجوار للعطش والجفاف.ولماذا نتحدث عن خيار الحرب،قبل أن نتحدث عن خيار الحوار بالتي هي أحسن،بعيدا عن لغة العسكر الذي لم ينجح قادتها في أي شيئ، سوي غير قمع الشعوب وسرقة أموال الدول؟والأمة العربية ليست في أقوي حالاتها اليوم فيما هي تعاني من أمراض الشرذمة علي أوسع نطاق.وعلي إثيوبيا أن تعتبر مصر والسودان شريكا لها في الماء،وكذلك علي مصر أن تعود الي طاولة المفاوضات بعيدا عن لغة العسكر،ولغة البغي والطغيان والقوة زالت،ولن تفيد أحد،لا مصر،ولا إثيوبيا الغارقة في مشاكلها الداخلية مثل مصر.واما العفر وساستهم ومفكريهم فاليهتموا أولا بنهر هواش الذي يهبط نحو 7000 قدم ليروي مزارع القطن في تنداحو-Tendaho,والأراضي المجاورة لها،والذي ينتهي في بحيرة آبي المالحة،والمعروفة محليا بإسم “أبحه بدا” إنني أكتب هذا الموضوع،بعد طويل تفكر وتأمل،هي الأشياء التي أؤمن بها،ولا أريد أن أقنع أحدا بوجهة نظري هذه،فقط أريد عرضها للمناقشة وشكرا.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” كل عامٍ وأنتم أبطال الأمة المنصورين وفرسانها الأحرار “

مئةٌ واثنان وعشرون شهيدًا وستةً وخمسين جريحًا ، يكتبون بدمائهم الزكية وثيقة شرفًا وتضحيةً وفداءً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.