جيبوتي جزء من الصومال وهي غير قادرة علي حل مشكلتنا

“جيبوتي جزء من الصومال وهي غير قادرة علي حل مشكلتنا”
عثمان عاتو
منذ سقوط نظام الجنرال سياد بري يعاني الصومال الكبير من الخلافات السياسية التي يشعلها قادة المليشيات التي تري القبيلة اهم من مؤسسات الدولة،وبالتالي كل فريق من هذه الفرق يريد النصر لعشيرته وقبيلته.فبعد طي صفحة النظام الشيوعي بات للشعب الصومالي عدو جديد:الإسلاميين في المقدمة،ولا يرون في الديمقراطية والحرية الا فساد،وهم يسعون لفرض الدين علي المجتمع بالقوة،كما يريدون لعب دور
الخالق في الأرض.أما الديمقراطية التي يطالب بها الشعب في الصومال الكبير علي العكس تؤمن بالحرية السياسية وبحق العمل والكرامة والحياة اللائقة للجميع.نعود الي المفاوضات التي يقودها نظام جيبوتي الذي فشل في بناء دولته وتطوير مجتمعة الذي تعيش أغلبيته في أحياء فقيرة تعاني من قلة الماء وإنعدام الكهرباء.وقبل أن ندخل في مناقشة هذه القضية،نقول لماذا فشلت المبادرات السابقة مثلا؟
ولماذا لم تنجح مثلا مبادرة عرتا؟ولماذا فشلت كل المبادرات التي جمعت زعماء المليشيات.ولماذا إستبعدت مبادرة غيلي قادة الفصائل المسلحة في مقابل دعوة زعماء القبائل الرئيسية وأعيان البلد والمجتمع المدني بما في ذلك المنظمات الإنسانية والنسائية وجمعيات حقوق الإنسان الي مؤتمر عقد في منتجع عرتا المطل علي المحيط الهندي.وبعد فترة بسيطة دعا الرئيس عبدي قاسم صلاد قادة المليشيات الذين تجاهلهم غيلي الي التفاوض من جديد.وكان حسين عيديد وعثمان عاتو معارضين لسياسة غيلي وقاسم.وحينها قال عيديد:نحن الشرعية الوحيدة في البلاد،والشرعية تحتاج الي مقومات كثيرة ولا يمكن فرضها من الخارج،ونحن لم نشارك في مؤتمر عرتا الذي إنتخب صلاد رئيسا”.وذلك رغم الدعاية الكاذبة بأن دعوات وجهت الي الفصائل.وأما السياسي الكبير عثمان عاتو قال عن مؤتمر عرتا ما يلي:
“مؤتمر السلام الذي عقد في بلدة عرتا الجيبوتية لم يكن يمثل مصلحة الصوماليين،بقدر ما يمثل توجهات السياسة الخارجية الجيبوتية التي سعت الي تثبيت رجال الديكتاتور الرئيس السابق محمد سياد بري في السلطة بقيادة عبدي صلاد قاسم.وغيلي الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلي أبعد الصومال أشواطا عن السلام،وزاد من حدة المشاكل التي لا يمكن أن تحل بالأسلوب الذي أتبعه غيلي”وقبل أن أختم كلمتي عن الصومال ومشاكله أذكر القارئ بجزء بسيط من تاريخ الصومال.وبعد سقوط بري تم تشكيل حكومة وطنية علي أن يكون الجنرال محمد فارح عيديد رئيسا للبلاد،وهو من كبري القبائل الهاوية في حين يكون عبدالرحمن علي تور رئيسا للوزراء وهو من الإسحاق،وأحمد عمر جيس وزيرا للدفاع من قبائل الداروود من مجموع قبائل الأوغادين.الا أن البعض من قادة المؤتمر الصومالي الموحد أعلنوا إختيار علي مهدي محمد ليكون رئيسا للصومال.والخلاف الذي كان بين علي مهدي ومحمد فارح عيديد أدي الي إشتعال نار الحرب في الصومال”والي يومنا هذا لم تحل الخلافات القبلية والحزبية والطائفية والعشائرية وقبل أن تحل هذه المشاكل،سيكون الصومال كما هو عليه.المهم أن يأتي الحل من المجتمع الصومالي،ويجب أن يكون الخيار،خيار الشعب،لا خيار الأفراد والأحزاب.ومتي ما توفرت النوايا السليمة ستعود هرجيسا الي أختها الكبيرة مقديشوا،وآن الآوان ليدرك الشعب والقوي الوطنية أنه لا بد من الوحدة،لبناء صومال جديد ديمقراطي إنساني ليعم الإستقرار والأمن في ربوع الصومال.بعيدا عن التدخلات التي تأتيه من دول الجوار.وحكومة جيبوتي كما هو معروف حاولت مرتين من قبل في عهد رئيسها السابق حسن غوليد أبتيدون “حين جمع أطراف النزاع للمصالحة بينهم في حزيران (يونيو)من العام 1991 في العاصمة جيبوتي،لكن الحرب إستمرت بعد ذلك لأكثر من تسع سنوات”
إبراهيم علي
* المصادر
*Al Quds Al Arabi-26 Feb,2000
*Al nuur,no-113-Okt-2000

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.