السلام المفقود في اليمن،.وبيان الإنتقالي من أبو ظبي، يرفضه بيان الشرعية من الرياض .

عبدالرزاق الباشا

شيءٌ مؤلمٌ ووجعٌ كبيرٌ،عندما يدرك الإنسان الوضع الذي يعيشه،.ومايدور حوله من أحداث موجعة، تقودها مغالطات إعلامية وتدليس أممي .
لكنه في نفس الوقت شيء ممتع عندما يحاكي قلمه عامة الناس بكل صدق وصراحة، بعيداً عن الحزبية والفأوية والمناطقية والعنصرية،. ويكون حزبه الكبير وقبلته الأولى هي اليمن.
وهاهو يطل علينا شهر رمضان الكريم للعام السادس ومايزال إصرار التحالف العربي الذي لم يتبق منه سوى السعودية والإمارات العربية في حربيهما على اليمن باسم تحرير صنعاء وإعادة الشرعية- نعم الشرعية التي تسكن حي السعادة في الرياض -تاركاً وراءها مآسي اليمنيين بلاحدود واللا مبالها ضاربة بأقلام كتّاب التاريخ خلف زمانها الأسود.

-عموماً لا نريد الإطالة في المقدمة،.ما سنكتبه أشياء كثيرة ومتراكمة،إنطلاقاً من الممبادرة الجديدة التي تقدم بها المبعوث الخاص إلى اليمن (مارتن غرفيث) مطلع ابريل الماضي لإنهاء الحرب اليمنية ،..إثر نداء الأمين العام للأمم المتحدة لتطبيق وقف شامل لإطلاق النار..مع الترحيب بإعلان التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية وقف اطلاق النار أحادي الجانب لمدة أسبوعين في جميع أنحاء اليمن.

وكان التحالف السعودي الإماراتي الداعم للشرعية اليمنية قد أعلن مسبقاً وقفاً شاملاً لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين ثم لحقه بعد ذلك تمديد لشهر كامل ..
في المقابل كشف أنصار الله( الحوثيون)مبادرة مماثلة مشروطة تقدموا بها للمبعوث الأممي بشأن رؤيتهم للحل الشامل لإنهاء الحرب باليمن أهمها:
1-إيقاف كل الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية.
 2-إنهاء الوجود الأجنبي في كل الأراضي اليمنية وإنهاء أي وجود عسكري يمني بالأراضي السعودية.
3-فتح جميع المطارات في اليمن و فتح المنافذ البرية والبحرية والجوية.
4-إنطلاق عملية سياسية يمنية يمنية تؤسس لمرحلة إنتقالية جديدة.
 5-دعوة الأمم المتحدة الأطراف المعنية إلى طاولة حوار تحدد مكانه وزمانه في أجواء حرة ومستقلة.
 
-وبعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار تناقلت الأخبار العاجلة عدم التزام الأطراف بالهدنة التي لم تدم ساعات .

ومازال السلام مفقود وحروب متكررة لاجديد فيها سوى تقدمات حوثية وتلاشي الشرعية على أرض المعركة ومازالت الحكاية مستمرة،..

غضبت السماء فأمطرت مائها حتى جاء إعلان الأمم المتحدة، عن تضرر أكثر من 100 ألف شخص جراء سيول وفيضانات،ضربت اليمن منذ منتصف أبريل الماضي في (صنعاء وأبين ولحج ومأرب وعدن) .
وقررت حكومة الشرعية العودة من الرياض إلى عدن كي تنقل المساعدات الإنسانية والتبرعات للأسر المتضررة،وما إن أعلن رئيس الحكومة(معين عبدالملك) جاهزيته وإنطلاقه إلى عدن،. لاقى رفضاً مطلقاً من سلطة الأمر الواقع ( المجلس الإنتقالي)

-ودقت طبول الحرب بين سلطة القوات الشرعية المسيطر عليها جناح حزب الإصلاح (تنظيم جماعة الاخوان المسلمين في اليمن) من خلال الحشد العسكري إلى محافظة شبوة لإقتحام عدن وإفراغها من الإنتقالي المدعوم إماراتياً ،.إلا أنه تم تشكيل لجنة وساطة بين الطرفين حتى توصلت إلى اتفاق إيقاف التصعيد العسكري على محافظة عدن،.وتنفيذ إتفاق الرياض الذي عُقد في نوفمبر 2019 للتجنب من خوض معارك عسكرية من شأنها إضعاف قدراتهما لمصلحة طرف آخر “.
لكن لم يدم الإتفاق كسابقيه،وأعلن الإنتقالي الإدارة الذاتية وحالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، من ليل السبت 25/4/2020- حتى توالت ردة الفعل من قبل الشرعية من الرياض ببيان يحمّل المجلس الإنتقالي المتواجد رئيس قيادته( عيدروس الزبيدي) في أبوظبي، المسؤولية الكاملة عن عدم تنفيذ بنود إتفاق الرياض، وصولاً إلى الإنقلاب الكامل على مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن.
******
*وهكذا مازالت اليمن تعيش على بيانات وإنقلابات وحروب متكررة منذ 2015 -تحمل أوزارها المواطن اليمني لا دونه، نتيجة ممارسة الشرعية الدولية النفاق السياسي للقضية اليمنية.

*وهنا يتوقف المتأمل لما يحدث من مجريات صعبة ليرصد التنديدات والشجب والإدانة،ما أقدم عليه المجلس الإنتقالي من إعلان الإ ارة الذاتية للمناطق الجنوبية التي حارب الحوثي وأنفرد بها،والذي يرى من حقه إدارة شؤن مناطقه كغيره .

-كل تلك الردود المحلية والإقليمية والدولية المكثفة دليل واضح على أهمية الخطوة التي أقدم عليها المجلس الإنتقالي وخطورتها المستقبلية ،

*فهنا رأي بعض المتابعين لتلك الخطوة بأنها خطوة في الوقت والزمن المحدد والمطلوب ،.خاصة بعد سقوط الجوف تحت سلطة إنصار الله ودق أبواب مأرب لإسقاطها التي تعد آخر معاقل الشرعية المسيطر عليها حزب الاصلاح العائق الأول والأساسي لتنفيذ إتفاق الرياض ،..واعتبر بيان الإنتقالي بمثابة شدالخناق على حكومة الشرعية المتلاعبة بتنفيذ إتفاق الرياض الشبيه بإتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي عُقد في صنعاء بين أنصار الله والحكومة آن ذاك.

*وأيضاً هناك من يرى ما أقدم عليه المجلس الإنتقالي خطوة خطيرة جداً وسحب البساط من تحت السعودية وحليفتها أمريكا من خلال دفع أبو ظبي الإنتقالي نحو روسيا بإتصال هاتفي من رئيس بحث رئيس المجلس الإنتقالي(عيدروس الزبيدي) مع نائب وزير الخارجية الروسي (ميخائيل بوغدانوف)ليحادثه عن آخر التطورات في المحافظات الجنوبية إثر إعلان الإدارة الذاتية وحالة الطوارئ العامة .
وجاءت تلك المحادثة بمثابة قطع الطريق على السعودية التي تحاول أن تحل محل الإمارات في عدن، بعد تقليص وجودها العسكري والسعي وراء تنفيذ اتفاق الرياض.
ومن المتوقع ستشهد الأيام القادمة في جنوب اليمن حرب سعودية إماراتية أبطالها يمنيين جنوبيين .

*وهنا رأي مغاير للرأي السابق بأنه قبل إعلان الإنتقالي بيانه للإدارة الذاتية ظهر أحد المحللين السياسيين السعوديين على قناة سعودية يقول إن تركيا متواجدة في تعز ومارب وبعض المناطق التي تحت سيطرة الإحوان ،.وكذاتأكد الأمير( تركي الفيصل) رئيس الإستخبارات السعودية الأسبق،في حواره مع جريدة الشرق الأوسط( أنه لا يمكن الوثوق في الإخوان المسلمين)،
ولهذا كان بيان مايسمى التحالف العربي بياناً ناعماً وعبارة عن خطاب وإعتراف رسمي بشرعية الإنتقالي وظهور الرياض متواطئة إن لم تكن من حاكت هذة العملية للتخلص من إدارة الإخوان للشرعية وكل مفاصل اللادولة.

وختاماً يقف اليمنيون على ساقٍ واحدة ولسان حالهم يقول
للمتحاربين فرضتم علينا سلام مفقود وحروب متكررة فامنحونا حلماً نعيش فيه،.فهذا الواقع يقتلنا.

ورمضان كريم !!!!

الكاتب والإعلامي
عبدالرزاق الباشا
مدير القسم اليمني لجريدة السلام – السويد –
‏20bsha20@gmail.com

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.