إسأل المجرب،ولا تسأل الطبيب.

هناك مثل عربي يقول:إسأل المجرب،ولا تسأل الطبيب،وأنا أقول:إسأل العفري إذا كنت تريد أن تعرف حقيقة النظام الحاكم في جيبوتي،لأنه أكثر من ظلم،لأنه أكثر من تضرر!ومع ذلك هناك فريق عفري يساند الظالم علي ظلمه للعفر! وفيهم رجل دين يتظاهر بالصلاة والصوم والحج!وفيهم الفئة المثقفة!وفيهم الشعراء!وفيهم الضباط!وهناك أيضا عيساوي مقهور ومظلوم وعيساوي مساند للظالم!وهناك عربي مظلوم،وعربي مساند للظالم!هذا هو واقع المجتمع الجيبوتي! الوطن يجمع بينهما،ويفرق بينهم الظلم!والدين يجمع بينهما،ويفرق الحق بينهم!وليس كل من ينتمي الي الوطن وطنيا يحب الوطن والمواطنيين،وليس كل من يخطب في المساجد ويؤم العباد ويتظاهر بالدين مخلصا لله سبحانه وتعالي،بقدر ما هو مخلص للظالم المستبد الذي يقهر خلق الله في الأرض!ومن يعتقد أن بعض رجال الدين في جيبوتي في رحاب الله مخلصين لله ودينه ورسله وملائكته وكتبه،مخطئين،لأن رجل الدين المقرب من السلطان يعيش حالة من التناقض،وبالتالي يضع خلق الله أمام غموض ولغز وحيرة! لأنه يجعل من الظلم عدلا،ومن العدل ظلما!وصورة رجل الدين المقرب للنظام هي صورة النظام الظالم،فالنظام بالنسبة له منبع الخير والرزق والثراء!والدين بالنسبة له مثل السيبرماركت!يأخذ منه ما يريد!وهكذا تنازل رجل الدين عن الدين،لينقذ نفسه عن الفقر والظلم!وإذا خطب ترآه يحمد السلطان قبل خالقه،وإذا شكر،يشكر سيده،قبل أن يشكر رب العالمين!وهذا ما جعل عليه الحياة أقل قسوة وظلما وفقر! وفي الختام أتساءل وأقول:هل يجوز لرجل الدين المتاجرة بدين الله سبحانه وتعالي إرضاء للسلطان الظالم الذي وضح الحق في خزانته!!! أطرح هذا السؤال علي ذوي الإختصاص،في علوم الدين والشريعة!والمعروف أن بعض رجال الدين هم من ينحازون الي السلطان لتحقيق مكسب مادي أو معنوي،وهكذا تمكن البعض منهم من تثبيت سلطة دينية الي جانب سلطة ديكتاتورية تقهر خلق الله في الأرض! وعندما يحصل رجل الدين علي قليل من المال،يوظف آيات الله علي حسب هوي السلطان،وفي هذا الحال ينطبق عليه قول الله :يحرفون الكلم عن مواضعها،وليس لديه شيئ غير هذا الدين ليتقرب به الي السلطان!وهل يجوز له أن يحرف كلمات الله إرضاء لصاحب النعمة؟وهل يجوز لي كمسلم أن أخذ الدين من رجل دين يساند الظالم علي ظلمه للعباد؟ولماذا أصبح رجل الدين مثل جندي في الحرس الجمهوري؟وبدل أن يدافع عن الحق والمظلومين،ترآه يساند الظالم!
وكأن الظالم هو المظلوم!وأين هو المجتمع الجيبوتي من الظلم الذي يتعرض له والد الناشط السياسي فهمي محمد؟ولماذا يهدد عبدالله عبدي والده،ووالدته؟ ولماذا يسكت رجال الدين عن هذه التجاوزات اللا أخلاقية،ولا إنسانية ولا دينية؟وكيف يسمح لنفسه الكلونيل عبدالله عبدي
أن يهدد رجلا في مقام أبيه؟ولماذا هدد المواطن المسن بالحرق وهو حي؟هذا النظام وقادته يعيشون في العبث،ويعبثون في كل شيئ،لا القانون يمنعهم،ولا الدين يمنعهم،وثمة سؤال هام:ولماذا نحمل أخطاء فمهي،لوالده إن كانت له أخطاء مثلا؟علي أي حال يجب علي المجتمع الجيبوتي أن ينتفض ليقول (لا) لعبدالله عبدي الذي يهدد كبار السن دون رحمة،بإعتبارهم مواطنيين أبرياء،بإعتبارهم مسنيين لا علاقة لهم بالسياسة،يحزنني جدا ما يتعرض له والد فهمي،ويحزنني جدا صمت المجتمع الجيبوتي،والي متي سنتفرج علي الظلم والذل؟حقا نحن شعب منافق وجبان!وقريبا ستدعسون بالأقدام إن لم تنتفضوا وتتحدوا جميعا لمواجهة أمثال عبدالله عبدي.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” كل عامٍ وأنتم أبطال الأمة المنصورين وفرسانها الأحرار “

مئةٌ واثنان وعشرون شهيدًا وستةً وخمسين جريحًا ، يكتبون بدمائهم الزكية وثيقة شرفًا وتضحيةً وفداءً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.