هكذا يفكر الطغاة في العالم الثالث!

في خلال 43 عاما تغيرت الخريطة السياسية في داخل المؤسسة العسكرية في جمهورية جيبوتي،وجنرال الجيش من قبيلة سيادة الرئيس،وقائد الحرس الجمهوري دموي من قبيلته أيضا..ظلم كبير تبلورة بقوة في صورة دراماتيكية خلال ثلاثة وأربعون عاما!وكثير من الضباط الكبار طرد وأبعد عن هذه المؤسسة،وحل محلهم ضباط من صنف محمد جامع كولينيل يدير ويخطط لكل العمليات الخطيرة،سواء كان ذلك في الداخل أو في محيط دول الجوار خاصة في الصومال وإثيوبيا.. فإنحراف المؤوسسة العسكرية مؤلم جدا لكل المواطنيين،لكنه درس قاسي يكشف لنا بشاعة القيادة الحالية،متمثلة بجنيرالها العجوز زكريا شيخ إبراهيم الذي يقود هذه المؤسسة منذ ثلاثة وأربعون سنة! بينما الضباط الكبار في الجيش يفر أو يطرد خارج الجيش لأسباب قبلية! ويعتبر محمد جامع منبع الشر والمكر،وفي عام 1993 قتل العديد من المواطنيين،وهو من يحرك ويدعم المافيات التي تشن الحرب في داخل المدن العفرية الثلاثة في إثيوبيا أو ما جاورها..ومهما طال الزمن يجب ملاحقة هذا الرجل لمعاقبته وتقديمه للمحاكم الدولية،ومعظم الجرائم التي راح ضحيتها الأبرياء،هو من دبرها ونفذها بأوامر عليا!! وكذلك لديه ملفات سرية لها صلة بجرائم إرتكبها الجيش في شمال جيبوتي أثناء إنسحاب الثوار من ساحل مولحولي عام 1993..والي يومنا هذا لم تقم أية جهة جيبوتية أو دولية بتقديم دعاوي قضائية أمام أية قضاء أوروبي لملاحقة هذا الرجل علي جرائمه المتعددة!!ومنذ إرتكابه لمجزرة أرحبا وغيرها،وهناك جرائم أخري إرتكبها خارج حدود الوطن،وعدم تقديم أية ملف ضده لا يعفيه ولا يعفي المسؤولين في الدولة.وفي الأوساط الجيبوتية نفتقر الي منظمات مدنية تعتني بمثل هذه القضايا الكبري لتقديم أصحابها الي المحاكم الدولية،بناء علي إفادات ضحايا الإنتهاكات أو عائلاتهم.وتقصير المنظمات المدنية هو ما يشجع أمثال هذا الكولونيل علي إرتكاب المزيد من الجرائم،ولكن لا يعفي أيضا بعض الحكومات الغربية التي لديها قواعد عسكرية في جيبوتي،مثل فرنسا والمانيا وأمريكا والصين وغيرهم.وعدم إثارة هذا الملف يسيئ حتما الي هذه الدول الكبري التي تعتبر من الدول الديمقراطية في العالم..ومهما كان موقف الدول من جرائم نظام جيبوتي،فالمجتمع الجيبوتي لن يتركه بآمان،طال الزمن،أم قصر.. ومن العجيب والغريب أن هناك مجموعات عفرية تافهة لا تخجل من أن تظهر أمام الكاميرات مع شخص لديه سوابق إجرامية!.ومهما كان موقف التافهين منه،فإنه سيبقي مجرما كبيرا في نظر المجتمع الجيبوتي.ومن خلال تصرفات القادة المسؤولين في الدولة يتضح لنا كمتابعين لسياسة الدولة أنها تتجه نحو التفكك والإنهيار،والصراعات السياسية حول المناصب والثروة إتخذ طابع المافيا،وكل واحد من هؤلاء يتصرف كأمير ولاية،والأمراء عادة يميلون الي حياة الترف والبذخ.وهذه المجموعة هي من تدير شؤون الدولة،وتتصور أنها الفاضلة،وتتشكل من الناس الفاضليين.هكذا يفكر الطغاة في العالم الثالث،يفكرون بالمال والسلاح،وهذا النظام القبلي يحتاج الي ثورة شعبية واعية تطهر البلاد والعباد من دنس الحزب القبلي،الوطن بحاجة الي ثورة شبابية واعية تستطيع أن تتحدي روتين الحزب الحاكم،ثورة أكثر عقلانية وتقدمية،وأكثر وطنية.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.