مَا هَكَذَا يَا سَعْدُ تُورَدُ الإِبلُ

كتب الدكتور عبد الودود مقشر في موقعه مقالا يبحر فيه عكس المنطق وعكس التاريخ والحقائق في جيبوتي!وهذا النوع من الكتابة يسيئ الي أصحابها،قبل أن يسيئ الي العفر ودورهم السياسي في تحرير جمهورية جيبوتي.وكان علي الكاتب أن يكون أكاديميا محايدا ليتناول مادة تاريخية تخص الجميع،عربا وعفرا وعيسي بما فيه القبائل الصومالية بكل أطيافها وفروعها.فعلي المستوي الشخصي لا أعتقد أن الكاتب يجهل دور القيادات العفرية،لكنه تنكر لدور كبار الشخصيات العفرية مثل أحمد ديني أحمد وشيخوا أحمد عيسي والرئيس علي عارف برهان وغيرهم.ودلف الكاتب بدهاء ومكر لتناطح الحقائق وإخفائها عن القارئ..وإذا كان ذلك لحساب من هم علي سدة الحكم،فلن يفيدها أي عكاز ولن تسترها كل الأردية الزائفة يا دكتور..ويثير عطفي فعلا أعتمادك علي جريدة تصدر من مؤسسة قبلية لا علاقة لها بالمصداقية.وأنا في هذا المقال البسيط لا أريد أن أرد علي الكاتب بعينه بقدر ما أنتهز الفرصة لتبيان الحقائق للرأي العام،وعلي الكاتب أن يعتذر أولا للقراء،لأن مقاله دعائي يستفز عقل القارئ،والدعاية في مثل هذه الأمور غير مقبولة،ودور العفر في تحرير الوطن يا دكتور لم يكن أقل من دور الشخصين اللذان أشرت إليهما.كان عليك أن ترجع الي أرشيف بعض المؤسسات كمراكز الأهرام،وهناك مجلات دورية عريقة كمجلة السياسة الدولية،وهناك عدة صحف عربية وغربية،وهناك مجلات عريقة تناولت الحدث في حينها،بعيدا عن جريدة القرن التي تديرها مجموعة شبه مأجورة لا تهمها الحقيقة بقدر ما يهمها الراتب الشهري.وكان عليك أن ترجع الي أرشيف جريدة “الطليعة” السورية التي تناولت القضية بمصداقية عام 1976.وهناك مقال طويل،وعمود صغير تحت عنوان:فرنسا تعلن نهاية علي عارف،وفي هذا الساحل يا دكتور لم يكن غير العفر والصوماليين،وهنا أعني القبائل الإسحاقية والغدابورسي وقلة من الذين تفضلتم بذكرهم كمناضلين وأسياد يا دكتور!! وهناك مجلة العربي التي صدرت عام 1975وفيها تصريح ممثل فرنسا كريستيان دبلون حيث يقول:( إن شؤون البلاد الداخلية هي بأيدي أبناء البلد منذ عام 1958 ويمكنك الرجوع اليهم في هذا الأمر،فهذا من إختصاصهم )..وهنا نتساءل ونقول:من الذين يفترض أن يكونوا أصحاب الأمر يا دكتور،وخاصة في تلك المرحلة؟وهناك دراسة كتبتها الأستاذة نبيه الأصفهاني سكرتيرة تحرير مجلة السياسة الدولية في مركز الأهرام حيث تقول:-“وخلال الأيام الأخيرة من عام 1975 كان قد تم الإتفاق بين الرئيسين جيسكار ديستان وعلي عارف برهان رئيس المجلس التشريعي في جيبوتي علي الكيفية التي سيمنح بها الإقليم الإستقلال بل أن التصريحات التي أدلي بها الرئيس علي عارف،إثر اللقاء الذي تم بينه وبين الرئيس الفرنسي في باريس كانت تفيد بأنه في يونيو عام 1976،عقد مؤتمر الوحدة الإفريقية سيكون الإقليم قد حصل من فرنسا علي كافة الضمانات التي ستؤكد إستقلاله علي مرحلتين: الأولي هي موافقة البرلمان الفرنسي علي إجراء إستفتاء جديد،والثانية الأخذ بنتائج هذا الإستفتاء والإنسحاب الفرنسي من الإقليم.”وهذا دليل علي أن السيد علي عارف كان لاعبا أساسيا في تحرير الوطن مهما حاولنا إخفاء دوره كسياسي أدار دفة الحكم بحنكة سياسية لفترة طويلة من الزمن.ومن الغريب أنك لم تتناول (الإتحاد الديمقراطي) للعفر الذي كان يتزعمه المناضل المخضرم الراحل شيخو أحمد عيسي! ولا أعلم متي يتخلي بعض الكتاب الموالين للدولة عن نظرتهم الدونية التي ينظرون بها الي قادة العفر الذين لعبوا دورا أساسيا في تحرير جمهورية جيبوتي.والسيد أحمد ديني أحمد هو من ساعد غوليد ليتربع في سدة الحكم،وكان من المفروض أن نعطي للرجل حقه علي الأقل إحتراما لعقل المواطن ومادة التاريخ الغير قابلة للتزوير،إن لم نقدر شخصه ونحب العفر،والسيد أحمد دين يعتبر أشهر شخصية جيبوتية عفرية دولية لعبت دورا كبيرا في المحافل الدولية،وكسب إحترام الناس في مجال العمل السياسي بمهنية بعيدا عن القبلية والطائفية،وله الفضل الكبير في ظهور أحزاب سياسية معارضة في الساحة الجيبوتية..ويعرف من يتابع السياسة الجيبوتية أن ديني لم يفعل ما فعل الا من أجل وطنه وشعبه،ناضل وكافح من أجل تحرير الوطن وخدمة إنسانه،مات الرجل وهو مناضلا ومطالبا بتحقيق العدالة الإجتماعية.ومع ذلك نحاول أن ندفن تاريخه كما تدفن الأموات!!! وفي الختام أختم مقالي ببيت من الشعر:”أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مشْتَمِلٌ.. مَا هَكَذَا يَا سَعْدُ تُورَدُ الإِبلُ” ولكم مني كل التقدير والإحترام،ولو أني زعلان لتهميشك لدور العفر يا دكتور عبد الودود.
***
1- المصادر:مجلة-السياسة الدولية،يناير 1977
2- مجلة العربي-العدد،199-يونيو 1975
3- الطليعة السورية،12- مارس،1976

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.