أتري يذكرونه أم نسوه؟!

1-2
في الساحة العفرية شخصيات كبيرة،كبيرة في إنتاجها الفكري ومحترمة في وسط مجتمعها الذي تعيش أغلبيته في فقر فظيع.في الساحة الجيبوتية شخصيات مثقفة عظيمة لا نقدر قيمتها الأدبية،كنوز منسية تسكن في أحياء فقيرة!ومن هذه الشخصيات العظيمة الفنان الكبير الأستاذ عباس دوجلي الذي أبدع في عالم التمثيل في الثمانينات،يعتبر أسطورة فنية شعرية تمثيلية نضالية في الساحة العفرية،بزغ نجمه في الثمانينات،لكن الدولة القبلية العنصرية لم تقدره كفنان،ولم يعتني به المجتمع كقامة فنية تستحق التقدير والتكريم.والأستاذ دوجلي صنع عالمه في عالم التمثيل والغناء،لديه لغته ومعجمه الشعري في ساحتنا.أتري يذكرونه،أم نسوه**هم سقوه الهوي،وهم أسكروه.ولغة دوغلي الشعرية تختلف عن لغة معاصريه.علينا ان نتذكر مسرحية ( يبسوما ) التي عرضها في سالين.. شاعر شعبي يحمل هم الإنسان،وقضي عمره خادما لقضية شعبه ووطنه،مناضلا وفنانا،إنه حالة فريدة من نوعها في تاريخ الفن والمسرح،يعتبر دوجلي جزء من تاريخنا الثقافي العفري المعاصر،بل هو جزء من تاريخ الثورة والمناضلين،وله بصمات هنا وهناك،تختلف ملامحها،لكن لا تختلف في مطالبها في تحقيق الحرية والعدالة والمساوة.هو في الحقيقة مدرسة متحركة في تنمية الفكر البشري بمعناه الشامل،ولا يمكن أن يتطور الفن قبل أن نقدر مثل هذه المواهب الكبيرة والعظيمة. يجب أن نفكر بهم كبشر أولا وكفنانين ومواهب ثانيا،يجب أن نحس بأحاسيسهم ومتطلباتهم،يجب أن نساعدهم قبل يوم الرحيل.كل هذا يدخل في بناء الثقافة وفي تطوير مشروع الثقافة التي يعتبر الفنان عمودها الفقري،يجب أن نفتخر بمثل هؤلاء الكبار الذين أهملوا وهمشو ودمروا..أين هي وزارتنا الرشيدة من هؤلاء الكبار-عباس دوجلي محمد أحمد فردا والسيد أحمد مالكو الذي أقعده المرض في الفراش؟وأين هو نادي القلم العفري الذي أصبح ضد الثقافة والمثقفين العفر؟لماذا لم تمنح لهم الرتب العسكرية الكبيرة التي منحت سابقا لعلي جاب الله يرحمه؟ولماذا لم تمنح لهم الرتب العسكرية التي منحت لغيرهم؟الانهم عفر؟نعم لأنهم عفر..! تكالبوا عليهم ليقلعوهم عن وطنهم،دفنوهم وهم أحياء،ومع ذلك نتحدث عن الثقافة والمثقفين!ومع ذلك نتحدث عن الحرية!ومع ذلك تتحدثون عن الإنتخابات! ومع ذلك نتغني بالمساواة والوحدة!!! وأية مساواة تتحدثون عنه،وأية وحدة تتحدثون عنها! وأية ثقافة تتحدثون عنها؟ثقافة،أم سفاهة؟أتري يذكرونه أم نسوه؟! ربي يحفظكم ويرعاك.

بقلم:إبراهيم علي

 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” كل عامٍ وأنتم أبطال الأمة المنصورين وفرسانها الأحرار “

مئةٌ واثنان وعشرون شهيدًا وستةً وخمسين جريحًا ، يكتبون بدمائهم الزكية وثيقة شرفًا وتضحيةً وفداءً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.