وما هو الفرق بين غيلي وسياد بري يا نور الدين فارح؟ 1-2

أكثر من وشيجة تجمع بين الرئيس الجيبوتي وبين الفنانين في القرن الإفريقي،وخاصة الفنانيين الصوماليين الكبار،ومنهم الفنان الكبير ذو الشهرة الواسعة حسن سمتر الذي إستقر في الآونة الآخير في حي هراموس الراقي في ضفاف البحر الأحمر!وفجأة إنضم سمتر في نادي القلم الجيبوتي الذي إنضم اليه لاحقا الروائي الصومالي الكبير نور الدين فارح الذي حاز بجائزة نيوستاد الأدبية عام 1998،وهي جائزة تمنح كل سنتين وتعد ثاني أهم جائزة أدبية في العالم بعد نوبل.وكما هو معروف دوليا وإقليميا لنور الدين حجم كبير يفوق حجم بعض الكتاب والشعراء الذين يعتبرون من شيعة الرئيس غيلي،وأكيد أن غيلي لم يقرأ روايات نور الدين فارح،وإذا قرأ لم يفهم،ولم يستوعب ما ذهب اليه الروائي الصومالي الكبير الذي كان سابقا ضد النظام الماركسي في عهد زياد بري.وأنا أستغرب سبب غرام الرئيس غيلي بكاتب كبير في حجم نور الدين فارح،وكل ذلك يرجع الي خبث نظام غيلي الذي ينتهز الفرص ليجلب كبار الفنانيين والكتاب والوعاظ الي صفه! لكن هل يريد نور الدين
فارح أن ينضم الي قافلة الفنان الكبير سمتر الذي لحق مؤخرا بسفينة غيلي التي تزحف علي اليابسة؟شخصيا إنصدمت بوجود نور الدين في جيبوتي،والذي صدمني أكثر،هو تواجده من ضمن المثقفين والشعراء الذين حضروا خصيصا لطلبية دعوة نادي القلم الجيبوتي الذي
ليس له علاقة بالثقافة والشعر والأدب! وعلاقة الرئيس بالشعر والأدب مثل علاقة العبد بسيده،لا أكثر،ولا أقل.وليس سرا أن دولة جيبوتي وقائدها القبلي إستعد من زمان لغزو الفضاء الثقافي والأدبي والشعري والأمني والعسكري،بل إن هذا ليس بالأمر المفاجئ ولا الغريب بالنسبة لمن يعرفون هذا النظام.وهكذا ركب بعض الشعراء والكتاب في سفينة نظام غيلي من فرط ما عبث بهم المغرضون والجهلة بقيادة وزارة الأوقاف الجيبوتية.ونور الدين فارح صار روائيا عالميا يقرأ له الجميع في أنحاء العالم،وحماسه وحبه للكتابة والحرية دفعه الي نحو منابع الأدب والثقافة والعلم والأدب،الي أن صار الرجل مع إشتداد العود واحدا من الكتاب العالميين،ذلك أني قرأت له بعض الروايات في التسعينات مثل رواية الغبراء العارية وغيرها..الشعراء والأدباء والفنانيين في جمهورية إسماعيل لعبة في يدي وزير الثقافة الذي يعتبر دمية بيد الطاغية،يزعم الوزير أنه يخدم الأدب والأدباء بمثل هذه الحفلات بتفويض من الدولة والشعب،لكن البعد الأخلاقي للمفهوم الثقافي غائب عن هذه الوزارة التي تفرض قيودا شديدة علي الحريات وبخاصة حرية التعبير تحت أسباب وحجج واهية مثل إدعاء المحافظة علي أمن الدولة.وإذا كانت الدولة حقا تولي إهتماما كبيرا بالكتاب والروائيين،لماذا لم يشارك الروائي الجيبوتي عبدالرحمن وابري وزميله الذي عذب سابقا في سجون جيبوتي بالحفل الذي شارك فيه الكاتب الصومالي نور الدين فارح وغيره؟وهل نجح غيلي في تجنيد بعض الكتاب والفنانيين الكبار؟ولماذا أصبح هؤلاء الفنانيين مسمارا بيد غيلي ليدك به الوطن والمواطن بإسم الثقافة؟أية ثقافة هذه التي تفرق بين نور الدين فارح وعبدالرحمن وابري؟ومتي تعيد حكومة غيلي الإعتبار لكتابها وشعرائها مثل الشاعر العظيم محمد أحمد فردا؟أقف حائرا أمام هذا الروائي الصومالي الكبير نور الدين فارح،لأني أجد فيه تناقضا رهيبة،وأتساءل كما تساءل الصحافي الصومالي عبدي جود الذي قال:لماذا تحول هؤلاء القوم الي بسامير بيد نظام غيلي؟الا يخجل هؤلاء القوم من مصاحبة ديكتاتور يضع خصومه في السجون؟الم يسمع هؤلاء القوم بالتهديدات التي تعرض له هذا الصحافي الشجاع بمجرد حديثه عن الديكتاتور السوداني والجيبوتي؟ومن غير المعقول أن يتعرض صحفي لمثل هذه التهديدات لمجرد تطرقه لموضوع الديكتاتورية التي هي شأن كل صحفي ومثقف وأديب وفنان.قال عبدي أن ذنبه الوحيد هو الحديث عن الديكتاتورية الأفريقية في القرن الإفريقي.إن صمت كل مثقف وأديب وكاتب وفنان وشاعر يدمي قلوب الجيبوتيين أينما كانوا..وفي الختام أتساءل وأقول:وما هو موقف نادي القلم الجيبوتي عن حكومة غيلي التي تسجن المواطنيين بسبب رأي هنا،وهناك؟وما هو موقف وزارة الثقافة التي تقول أنها حريصة علي الثقافة والمثقفين؟وما هو رأي الروائي الصومالي الكبير نور الدين فارح في حكومة غيلي التي أعتبرها أنا أسوأ من نظام سياد بري الشيوعي الذي عارضها نور الدين في السبعينات؟وما الفرق بين غيلي وسياد بري يا نور الدين فارح؟أتوجه بهذا السؤال الي الفنانيين والمثقفين والروائيين والكتاب عامة،خاصة وعلي رأسهم الأستاذ الكبير والأديب الأريب نور الدين فارح.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.