وكرمنا بني آدم

بعد الإستقلال مباشرة إنتقلت الجمهورية الجيبوتية من الإستعمار الفرنسي الي إستعمار قبلي عشائري عنصري في عهد أول رئيس للجمهورية الجيبوتية،وتميزت فترة غوليد بتوتر سياسي بين العفر والجماعة التي كان يقودها الرائيس الراحل،ووصف ديني تلك المرحلة بالإنقلاب الأبيض.والرئيس الحالي هو من كان يشجع إقصاء العفر وإبعادهم عن الأماكن الحساسة في الدولة،وكذلك وضع شبابهم في السجون وقتل بعضهم في التعذيب الوحشي،وها هم العفر اليوم يرقصون أمام ذلك الوحش الذي يعتبر دمويا في تاريخ جيبوتي،وأصبح القتل والسجن أمر شائع خاصة عندما أصبح غيلي رئيسا للمخابرات!وفي ظل هذا الوضع الكئيب عرفت الساحة العفرية الشبابية مناضلين كبار في الحقل الإنساني،وإرتبط إسم المناضل الكبير عمر علي عوادوا بحقوق الإنسان،وذلك من أجل حقوق المواطن الجيبوتي الذي يطارده الأمن من هنا وهناك..ولعل هذا ما سيجعل عمر علي رمزا لحقوق الإنسان بعض رحيل المناضلين الكبار سيكوا أحمد عيسي والمناضل الكبير الراحل عبدي جمبول.وكما يعلم الجميع طرد السيد عمر علي عن وظيفته في حقل التدريس في التسعينات،ومن يومها إنخرط عمر في العمل الإنساني،وذهب بعيدا يبحث عن معاناة الإنسان الجيبوتي وعذاباته في سجون نظام جيبوتي،ولم يرضخ عمر لمضايقات نظام غيلي ووحشيته،صبر بثبات علي مقاومة الظلم رغم تجربة السجن والتعذيب الذي تعرض له في الثمانينات،والسيد عمر علي عوادوا يعتبر أيقونة حقوق الإنسان في الساحة الجيبوتية،ويوما بعد يوم يكشف للعالم تجاوزات هذا النظام القمعي العنصري الذي حول جيبوتي الي سجن كبير يقبع في داخله مليون إنسان.وليس المواطنيين وحدهم في السجون،بل الحكومة ومن يتبع لها في سجن نفسي مريع،لأن النظام الحاكم في جيبوتي هو من يدير عقلية الوزير الذي يعمل في ظل حكومة قبلية،يديرها رجل قبلي بحت.وحقوق المواطن الجيبوتي الإجتماعية والسياسية والإقتصادة والأمنية والتعليمية والصحية مهدورة في ظل حكم القبيلة،ولم يوجد أي حقوق من حقوق الإنسان،بل هناك تمييز فظيع بين المواطنيين العفر وعيسي والعرب،وهذا النظام القمعي لا يعترف بتاتا لحرية الناس،كما لا يعترف لمواطنية المواطنيين بقدر ما يعترف للقبيلة التي ينتمي اليها الرئيس!وهذا النظام يلاحق كل فرد لديه فكر مخالف لفكر الحزب الحاكم منذ 42 وأربعين عاما،والسيد عمر علي عوادو يعيش في ظل دولة عدوانية لا تعترف بحقوق الإنسان الذي كرمه رب العزة في كتابه العزيز،ومع ذلك لم يستسلم الرجل للضغوطات والمضايقات التي يتعرض لها منذ 40 عاما.ومن هنا أقدم لهذا الرجل الكبير كل تقديري ومحبتي،بسبب أدواره الطلائعية في مجال حقوق الإنسان،وفي خدمة الشأن الإنساني الذي كرمه الله حيث يقول:”وكرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا.”أي الله سبحانه وتعالي جعل للإنسان كرما وشرفا وفضلا.لكن كل هذا الفضل والكرم والشرف الذي منحه الرب للإنسان منزوع عنه في ظل نظام غيلي الغشيم الذي يرقص له البعض.وكأن رضي الحاكم فوق رضي الله بكل جبروته وجلاله قدرته وعظمته..دخيلك خالقي.

بقلم:إبراهيم علي

Omar Ali Ewado, fondateur de la ligue djiboutienne des droits de l’homme

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هل ستنتهي معركة غزة كما يريدها الصهاينة؟

إختلافنا مع المقاومة الفلسطينية،لا يعني أننا نعرف مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر من المقاومة الفلسطينية،كما لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.