ذهبت الرواية الإرترية،أبعد مما ذهبت اليه الديبلوماسية الإرترية.

في صالة كبيرة تقع في قلب العاصمة السويدية إستوكهلم،وبالتحديد في المنطقة الراقية-Kista،أقامت رابطة سمهر الإرترية ندوة ثقافية وتراثية يوم الأحد الماضي بعنوان:واقع الرواية الإرترية،وكان ضيفها هو صاحب سمراويت،الروائي الكبير حجي جابر،والي جانب هذه الأمسية الثقافية تابعنا معرضا فنيا إرتريا متنوعا،ومن خلاله تعرفنا علي آخر إبداعات الفنانيين الإرتريين في المهجر،في مجال الرسم والتلوين،بما فيها الحرف اليدوية.إستوقفتني عدة لوحات جميلة،بموضوعاتها المتنوعة في أروقة المعرض.وكذلك إستمتعت بالنقاش الذي دار حول رواية سمراويت التي كانت بمثابة جسر يربط إرتريا بالعالم الخارجي!وهذا الروائي الشاب حفر إسم إرتريا بأحرف من ذهب في عالم الرواية،وكذلك في عالم الديبلوماسية!لأن روايته ذهبت أبعد مما ذهبت اليه الديبلوماسية الشعبية! لقد قرأت في نظرات الحضور في الحفل تساؤلا وإستغرابا ولسان حالهم كان يقول:من أين طلع لنا حجي جابر وسمراويت ورغوة سوداء؟وها أنا إستسلمت لعوالم حجي جابر الأدبية الأخاذة كما جسدتها سمراويت الإستثنائية.ونظام الشعبية الذي يعتقد أن نظامه هو من يمثل إرتريا،سيري العكس بعد قرائته لسمراويت وإخواتها.وعالم سمراويت أكبر وأوسع وأعمق من أن يستوعبها عقل الأخ الكبير الذي أفرغ إرتريا من سكانها!والقيمة التي نلمسها في إنتاجات حجي جابر،وخاصة في سمراويت وغيرها تعكس ذلك العمق الأدبي والفني لدي الكاتب علي الصعيدين الجمالي والفني.وعندما تتحدث الرواية عن نفسها،للقارئ له الحق في أن يعبر عن رأيه،إنطلاقا من مبدأ الإعتراف بالتعددية وبحق الإختلاف.وملامح الأدب الإرتري تستحق الإهتمام والتقدير.والجالية الإرترية في السويد لم تقصر في الحضور وتكريم صاحب سمراويت.وفي نهاية عرضي أتساءل وأقول:هل السياسة هي من تفرق بين الإرتريين في المهجر؟وهل ستنجح الرواية الإرترية،بما فشلت به المعارضة الإرترية في المهجر؟ومن يريد أن ينظر الي إرتريا وواقع إنسانها وأرضها،فالينظر اليها بعدسة سمراويت التي تحكي عن واقع الإنسان والأرض والتاريخ.وإذا كان الروائي الراحل غائب طعمة فرمان صاحب “النخلة والجيران”هو من أرسي القيمة التأريخية،كأسلوب أبداعي فني وجمالي في الرواية العراقية،فالأستاذ حجي جابر يعتبر عميد الرواية الإرترية التي تعكس معاناة الإنسان الإرتري في الداخل والخارج.مبروك لإرتريا أرضا وشعبا علي هذا الراوئي الكبير،فتحية خاصة لهذا الكاتب الذي نهض بهذه المهمة الأدبية وحاز علي جائزة كتار للرواية العربية التي فازت به روايته الآخيرة،وتحية حارة لرابطة سمهر في السويد،وتحية لكل من شارك من بريطانيا والنرويج.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هل ستنتهي معركة غزة كما يريدها الصهاينة؟

إختلافنا مع المقاومة الفلسطينية،لا يعني أننا نعرف مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر من المقاومة الفلسطينية،كما لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.