كفاية ظلم،وكفاية صمت،كفاية إستفزاز.

هل نحن مع الحق،والا مع الباطل؟وهل نحن مع النقد،أم ضده؟يا تري لماذا نحن ضد النقد والنقاد؟وفي السابق كانت الدول تجند مؤسساتها الإعلامية لتحارب النقاد،أما اليوم يتعرض الناقد للهجوم من قبل المظلومين!ومن حق المظلوم أن يعترض ويطرح ما لديه من آراء،لكن ليس من حقه أن يسد باب النقد أمام النقاد.قبل أكثر من 28 عاما من هذا الوقت لم تكن تيارات شباب العفر المؤيدة للظلم علي هذا النحو! أما اليوم تكاثر عددهم في جروبات التواصل الإجتماعي! لأسباب وظروف بعضها يتعلق بمصالحهم الشخصية،وجانب الحس الوطني عند هؤلاء شبه ميت!وأنا شخصيا مستغرب علي هذا السلوك المؤيد للأنظمة القمعية!ونحن بحاجة ماسة الي وحدة البيت العفري لتحريكه لخدمة قضية العفر،بعيدا عن المصالح الشخصية والعشائرية.وبعض الشباب المستفيدين من الأنظمة الإستبدادية يؤيدون إطالة عمر النظام الذي يهدم الإنسان ويغتصب حقوق المواطن!وهذا النوع من البشر يلعب دورا سلبيا في داخل مجتمعه،لأنه يقف مع الطرف الظالم لأهله وناسه وديرته ووطنه،والبديل في نظرهم هو الكف عن النقد!هل النقد مضر الي هذا الحد،أم أنه مفيد؟إن أزمة العفر اليوم ناجمة عن جملة أمور،من أبرزها غياب المؤسسات الإعلامية الحرة التي تنتقد المسؤولين،يضاف الي ذلك ضعف الكادر المعارض في الساحة العفرية،وفي عموم مثلثنا المغضوب عليه،نتيجة الخلافات الحزبية بين المعارضين العفريين.وإستمرار هذه السياسة في كل من جيبوتي وإرتيريا وإثيوبيا يشكل خطورة علي المواطن العفر،ومع كل هذا الوضع البائس يطالبوننا بالكف عن النقد!ويقولون لنا لا بد أن نأت بالحل مباشرة من السماء قبل أن نتناول مشكلة النظام الحاكم وخطورته وتجاوزاته!ومتي كانت الحلول تسبق النقد والبحث والتحليل؟ان المرحلة الحالية بكل سلبياتها وتطوراتها ومخاطرها تفرض علي الجميع منطقا واقعيا بعيد عن المديح الفارغ مع التركيز علي الجوانب السلبية لعرضها امام القارئ،بمنطق يسقط حاجز الخوف التي أقامتها الأنظمة القمعية لزرع الخوف في صفوف المعارضين والمحافظين،ومن هنا يأت الفكر المحرم للنقد!وكما نعلم جميعا تعرض حالة المريض علي الأطباء المتخصصين في حالته،ثم بعد ذلك تعرض نتائج الفحوصات علي طبيب آخر،أكثر دراية وخبرة،ثم بعد ذلك تشاركه كوكبة من الأطباء لتحديد علاج يناسب هذا الداء،وهذا المريض.لا بد من النقد،وإن كان قاسيا بعد الشيئ.ورفض النقد بمبدأ عدم التعرض لشخص الحاكم ونظامه الداخلي لا ينسجم إخواني وأخواتي علي الإعلام الحر،كما أنه لا ينسجم علي المواثيق الدولية لحرية الصحافة،إضافة الي أن إنتهاك حرية الإعلام من قبل العديد من الدول بدأت تشكل عائقا أمام الإعلام والإعلاميين.والغرض من النقد هو الدعوة الي حق المواطنة بمعني المساواة بين المواطنين دون أي إعتبار للفروق،بالإضافة الي ضرورة النظام الديمقراطي حيث تكون الولاء للوطن فقط.والقارئ الذي يبحث عن الحل،قبل النقد،مثل المريض الذي ينتظر الدواء قبل أن يعرض نفسه علي الطبيب.وفي الختام أختم كلمتي بقول فرانك كلارك الذي يقول:( النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيرا بما يكفي ليغذي نمو الإنسان دون أن يدمر جذوره.) وأنا شخصيا أسعي الي إظهار الوجه الحقيقي للحاكم بقليل من التشققات التي لا بد من عرضها أمام الجمهور بمرور الزمن.كفاية ظلم،وكفاية صمت،وكفاية إستفزاز.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.