اليمن…منازلة الإنتقالي مع حكومة الشرعية،وأكثر من 111 قتيلاً في مأرب ،والحوثي يدق أبواب مملكة عرش بلقيس بعد عودة طارق عفاش من الرياض .

اليمن…لا سلام دائم،ولا حرب فاصلة،لاهدنة ولا تهدئة،.هكذا تعود اليمنيون منذ أكثر من خمس سنوات،عندما أعلن التحالف العربي حربه على اليمن،.وتدمير المقدرات اليمنية بكل إشكالها، وحرب كر وفر،.بين كل الأطراف المتصارعة على كرسي السلطة، لكن الأيام القليلة الماضية كانت ربما هي الفاصل لرسم خيوط المستقبل اليمني.

*تدريجاً نبدأ من منازلة الإنتقالي مع الشرعية المتهالكة، التي أوقعت نفسها في شباك التوقيع ،وإعترافها الرسمي ومنح المجلس الإنتقالي الجنوبي،الشرعية المكتملة الأركان في إتفاقية الرياض،تحت إشراف جارة السوء والوصية على اليمن العربية السعودية وحائكة التدبير والتدابير الإمارات المتحدة، بموافقة وترحيب أقليمي ودولي .

-شروط ونقاط وضعتها إتفاقية الرياض،لحل إشكالة الحرب التي دارت بين المجلس الإنتقالي الجنوبي وقوات حكومة الشرعية وبعض أعضاءها في عدن، أنتهت بسيطرة الإنتقالي على جنوبه،ومنح أعضاء حكومة هادي الكرت الاحمر للمغادرة،
ولا داعي لتكرار تلك الأحداث المؤسفة، التي أنتهت بإتفاقية الرياض المزمنة ،والتي لم يتحقق منها حتى هذة اللحظة سوا عودة رئيس وزراء حكومة الشرعية (معين عبدالملك) لاغير الذي عجز عن صرف مرتبات موظفي حكومته خاصة النازحين من مناطق سيطرة الحوثي ،.
ثم يطل على الجميع من شرفة فسبكته الرسمية الدكتور/ أحمد بن دغر- المقال والمدان رسمياً بقرار جمهوري- فكانت سابقة وفريدة منذ إعلان الجمهورية اليمنية ،.ليعود من جديد مستشاراً لرئيس الجمهورية (هادي) ،.ويظهر بتصرحاته أمام العلن ،بأن توقيع مصفوفة الإنسحابات وعودة القوات ،يضع إتفاق الرياض على طريق التطبيق الشامل في شقه العسكري.
وأوضح دغر أنه “سيتم في منتصف الخطة التي يبدأ تنفيذها في الساعات القادمة، سيصدر رئيس الجمهورية قراراً بتعيين محافظ ومدير أمن لعدن بعد التشاور، كما نص على ذلك الإتفاق في شقه السياسي، وهي خطوة مهمة تؤسس للمرحلة القادمة”.
حسب فسبكته،..التي كان يهدف من ورائها ترميم وجه إتفاقية الرياض البائس الذي أصابه الجدري وأعمى بصر الشرعية وبصيرتها .
-وتسارعت الأحداث عسكرياً لكن هذة المرة بعيداً عن المناكفات السياسية القائمة في عدن،.. بل من مأرب معقل القوات المسلحة الموالية لشرعية الرئيس (هادي) والأكثر ولائاً لنائبه (علي محسن الأحمر) قائد الجناح العسكري لحزب الإصلاح (تنظيم إخوان المسلمين في اليمن).
ومن مأرب عاصمة أقليم سبأ تم أستهداف المصلّين بصاروخ باليستي لأحد المساجد القريبة من معسكر التدريب أسفر عن مقتل (111)وإصابة العشرات (من منتسبي اللواء الرابع حماية رئاسية ومن الوحدات الأخرى معظمهم من المناطق الجنوبية ولا ينتمون لحزب الإصلاح) وتقول المصادر إنهم كانوا على إستعداد لإنظمامهم إلى معركة نهم.

لحقه مباشرة تصريح الناطق الرسمي للقوات الموالية لشرعية (هادي )عبده مجلي -أتهم فيه جماعة الحوثي وتوعدهم بالرد القاسي، الذي أعتبره بعض المحللين العسكريين بمثابة كلام توجيه معنوي يرفع من معنوات قوات الشرعية لاغير ،.قابل ذاك التصريح النفي القاطع من جماعة انصار الله .
ثم شن الأنصار بعد ذلك هجوماً شرساً وتمدداً واسعاً أستطاعوا من خلاله سيطرتهم على جبهة نهم، وصولاً إلى مفرق الجوف وأصبحت مدينة مأرب قاب قوسين أو أدنى وعلى مرمى حجر لقوات الجيش واللجان الشعبية للحوثيين،. وإسقاط مديرات في الجوف حسب البيان الذي أعلنه الناطق الرسمي لقوات أنصار الله الحوثيون ،الموثق بالصوت والصورة العميد /يحي سريع ، تحت مسمى عملية( البنيان المرصوص) قال فيه إن قواتهم تمكنتْ من تحريرِ كافةِ مناطقَ نهم.. وتقدمت وصولاً إلى غربِ مدينةِ مأربَ، إضافةً إلى تحريرِ عددٍ من مُديرياتِ مُحافظتي مأربَ والجوف، بمساحةٍ إجماليةٍ تقدرُ بأكثرَ من 2500كم مربعٍ طولاً وعرضا , ودحر القوات المتمركزةِ في نهم المكونةِ من سبعةَ عشر لواءً عسكرياً وعشرينَ كتيبةً واغتنامِ عتادِها بالكامل.ودحرِ لواءينِ مما يُسمى بالمنطقةِ العسكريةِ الثالثةِ المتمركزة في مديرية صرواح بمأرب، وثلاثةِ ألويةٍ مما يسمى بالمنطقةِ العسكريةِ السادسةِ المتمركزةِ في الجوف،.وأضاف سريع في بيانه الصحفي أن القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ نفذت عملياتٍ نوعيةً استهدفتْ شركةَ آرامكو في جيزانَ ومطاراتِ أبها وجيزانَ وقاعدةَ خميس مشيط وأهدافاً حساسةً في العمقِ السعوديِّ بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ والطائراتِ المسيرة.

ومن منطلق هذا البيان نجد أن السعودية لم تثبت ولم تنف صحة ماقاله سريع حول إستهداف أرامكو وقاعدة خميس مشيط، إلا أن بعض المحللين السياسيين صف البيان بمثابة إعلان رسمي لنسف العملية السياسية، وإنهاء لإتفاقية (ستوكهولم)،
ومن جانب آخر أكتفى المبعوث الأممي إلى اليمن السيد( مارتن غريفيث) بعدم التصعيد مع وصول سفير الإتحاد الأوروبي لدى اليمن، هانس جروندبرج، ومعية سفير فرنسا، (كرستيان تستو)، وسفيرة هولندا، (إيرما فان ديورن )إلى صنعاء والتشجيع على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة”.
التقوا فيه رئيس المجلس السياسي لانصار الله (مهدي المشاط) و(محمد علي الحوثي) رئيس اللجنة الثورية عضو المجلس السياسي، الذي أستقبلهم من على دراجته الهوائية، وكان ذلك الإستقبال له الكثير من الدلالات والرسائل التي بعث بها (محمد الحوثي) إلى المجتمع الاوربي،..
***********************
هكذا يبدوا المشهد اليمني على أرض الواقع هذة الإيام التي تمر على اليمنيين بحالاتها العصيبة والبائسة مخضبة باليأس، والبحث عن أيام قادمة حاسمة وقاسمة لعلها تكون الفرج المنتظر.

**اكثر من قراءة لتلك الأحداث عند المتابعين عن كثب،..فعلى غرار إتفاقية الرياض يرى القارئ، بإنها وصلت إلى طريق مسدود مما سيؤزم المشهد ويُفجر الوضع عسكرياً،.بين الشرعية والمجلس الإنتقالي ،.محملاً الإنتقالي عدم النية للتنفيذ وإدخال اليمن (حرب داخل حرب) والتخلص من الشرعية كما أرادها المخرج لينفرد المجلس الإنتقالي بالجنوب ويصبح نداً للحوثي وتدخل اليمن مرحلة ومساراً جديداً ترسمها الأمم المتحدة بين المجلسين المسيطرين على أرض الواقع ( المجلس الانتقالي الجنوبي بعدن – والمجلس السياسي بصنعاء) وخير شاهد على ذلك التصعيد العسكري الأخير التي تشهده المناطق الجنوبية .

*وهنا قراءة آخرى تدعم القراءة السابقة مع تمدد الحوثي في الشمال وإسقاط مناطق كانت بيد ماتسمى بقوات الشرعية وصولاً إلى أبواب مأرب معقل حزب الإصلاح (جماعة إخوان اليمن)،.الذي من المتوقع إنقلاباً داخلياً في مدينة مأرب يطيح بالإخوان ويعفي الحوثيين من مشقة اقتحامها.
ويؤكد هذة القراءة إعلان التحالف وبعض قيادات الشرعية’ القابعة في فنادق الرياض فتح مطار صنعاء -كمكافئة للحوثيين
لإنقاذ جرحاه من قياداته وجنوده ! بمناسبة سيطرتهم على نهم ومعظم مناطق الجوف وهزيمة القوات الموالية لحزب الإصلاح المستظلة تحت مظلة الشرعية .

**وهنا يقف متابع آخر متأملاً زيارة المبعوث الأممي (غريفيث) ولحقه سفير الإتحاد الأوروبي وفرنسا وهولندا، موخراً إلى صنعاء- وإستقبال عضو المجلس السياسي الأعلى لانصار الله الحوثيون بدراجته الهوائية الأستاذ /محمد علي الحوثي-وتداعيات الأحداث المتلاحقة في فرضة نهم ،.حيث رأى المتابع إلى تلك الزيارة بأنها إشارة واضحة وضوء أخضر لسلطة الأمر الواقع بصنعاء الى القيام بعملية عسكرية مباغتة في نهم حيث المساحة الشاعة والعتاد العسكري الذي كان يهدد أبواب سلطة صنعاء ونقل المعركة إلى أبواب عرش مملكة بلقيس مأرب، وإسقاطها وتأمين العاصمة صنعاء ،.
وفيما يتعلق بإستقبال عضو المجلس الساسي لسفير الإتحاد الأوروبي وهولندا وفرنسا على الدراجة الهوائية،التي أثارت الكثير من السخرية من هذا الموقف ،الذي كان الهدف من وراءه بعث الرسائل إلى المجتمع الخارجي وخاصة الأوروبي ،أن صنعاء تعيش أمن وإستقرار منقطع النظير،على عكس المحافظات التي إستقبلت السفراء من مطار عدن إلى مقر إقامتهم بمواكب حماية كبيرة خوفاً على حياتهم كون عدن تشهد فوضى أمنية غير مسبوقة ..
ولهذا كانت زيارة الوفدالأوروبي لصنعاء، بمثابة إقرارٍ رسميٍ لإعادة فتح سفاراتها في صنعاء نتيجة الإخفاقات السياسية للشرعية وفشلها في توفير الأمن والإستقرار بالعاصمة المؤقتة عدن،.ودخول البلاد عامها السادس دون تحقيق الهدف الذي كان سبباً رئيسياً للحرب وهو إستعادة صنعاء ودحر الحوثي وإعادة الشرعية، لا سيما وقد أخذت الحرب منحاً اخر، وانعكست نتائجها على الوضع الإقليمي وبات لدى الحوثين قوة لا يستهان بها.

*وهنا من ذهب إلى عمق الحدث ،الذي وصف معركة نهم بالمعركة الوهمية والمحاكة بين الحوثيين وحزب الإصلاح من خلال التنسيق المسبق مع قيادات رفيعة في الجيش الموالي لشرعية (هادي) لكونها منطوية تحت حزب الإصلاح (جماعة الاخوان المسلمين في اليمن) نكاية ما يسمى بقائد المقاومة في الساحل الغربي (طارق عفاش )،بعد زيارته مؤخراً للسعوديةولقائه( خالد بن سلمان) نائب وزير الدفاع السعودي- خوفاً من العدو اللدود القديم المتجدد،.وعودة قيادات مؤتمرية عفاشية التي أحرمته من الوصول إلى زمام السلطة طيلة سيطرة الرئيس السابق الشهيد /علي عبدالله صالح -وعودتهم مرة آخرى إلى السلطة من جهة-
ومن جهة آخرى كشفت معركة الأيام الخمسة في نهم .الخلاف الحقيقي بين الإصلاح من جهة وبين التحالف وبقية القوى العسكرية المناهضة للحوثي كالقوات الجنوبية وحراس الجمهورية والوية العمالقة في الساحل الغربي، معتبراً أن حرب التحالف ضد الحوثي هي حرب لأذرع إيران في المنطقة ولسيت حربه،إضافة إلى ذلك تفرغه للقفز فوق ما يتم تحريره من التحالف أوبقية القوى العسكرية الآخرى في الميدان بالساحل الغربي أوالمناطق الجنوبية،
حتى جائت معركة( نهم) لتكشف القناع الحقيقي لحزب الإصلاح المسيطر على حكومة الشرعية سياسياً وعسكرياً .
وسلم سلسلة جبال نهم بالعتاد والعدة لتسقط الميمنة والقلب في الجبهة حتى مفرق الجوف ،..ولم تبق إلا الميسرة التي يقودها (صغير بن عزيز) الرجل الموالي والمخلص للرئيس( هادي والتحالف )،.والذي كان من أهم الاهدف للإنسحاب الإخواني لإسقاط (بن عزيز) من الميسرة الذي وقف وقاتل مع جنوده وسانده طيران التخالف حتى جائه الدعم ما يسمى بالنكف القبلي من مارب والجوف.

*في المقابل يرى آخر أن الحوثيين يديرون معاركهم حسب إتاحة الفرصة ،.وتهدئة المعارك في الساحل الغربي-وإن وجدت بعض المناوشات،.فهي عبارة عن تنبيهات لا ترتقي إلى معركة حسم حتى يأتي الدور والوقت والمناسب ،.وسيكون الوقت المناسب بعد إسقاط آخر معاقل الشرعية (مأرب) ليضعوا القوات المتواجدة في الساحل الغربي أمام الأمر الواقع مع عدم غطاء شرعوي وتخاذل أقليمي ومماطلة أممية وتقاعس من التحالف،. لتكون تلك المعركة الأخيرة للحوثي وفرض سيطرته الكاملة على المناطق الشمالية دون أي منافس أومنازع ،.من ثم يأخذ الإعتراف الدولي الرسمي ليصبح الشمال من نصيب الحوثي والجنوب من نصيب الإنتقالي ويلتقيان في تسوية سياسية بعد إزاحة الشرعية وبعض القوى الشائكة من طريقهما ،
ليقول قائل (أُكلت يوم أكلَ الثور الأبيض ).

والله من وارء القصد
الكاتب والإعلامي
عبدالرزاق الباشا
مدير القسم اليمني – جريدة السلام – السويد –
‏20bsha20@gmail.com

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.