العفرية أهم وأقدم عهدا من القبلية.

قبل أن تطلع الشمس لا يمكن أن نتحدث عن طلوع الشمس،وقبل أن تغرب الشمس لا يمكن لي أن أقول أن الشمس غربت.وكذلك لا أستطيع أن أحكم علي الإنسان قبل أن أتأكد من أقواله وأفعاله وأخطائه،وإذا فعلت ذلك سأكون ظالما لذاك الإنسان.الظلام يخيم فوق مؤتمر ADAMA الذي أنعقد بين العفر وعيسي،ولم يكن الفجر قد لاح في الخارج،ولا الضوء الذي يسبقه،ومع ذلك نتحدث عن طلوع الشمس وإرتفاع الحرارة الي مئة بالمئة.نحاول بقدر الإمكان الإبتعاد عن تناول أخبار لم تتضح معالمها،مكتفين بتركها الي أن تتضح الأمور بوضوح تام،الي أن يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض.والمعلومات المتوفرة لحد الساعة،غير كافية،وهي شبه ضبابية،نلتقط ذبذبات مستمرة،وموجات غير مرئية تتكاثف عليها الغموض،حتي لا نكاد نبصر بوضوح.وبالأمس سمعت خروج القوات العفرية من هضبة جرني!وكان وقع الخبر علي كالصاعقة،وقد تيقنت بعد ساعات أن الخبر كله كان كذب وفبركة،ولولا عناية السماء لأنقطع نفسي لأكون في تعداد الأموات.بدأت بحك رأسي والتفكير مليا قبل أن أقول:هل دخلت القوات العفرية الي هضبة جرني،لكي تخرج منه بسهولة؟وإذا كان ذلك صحيحا،فلماذا دخلوه إذن؟أود أن أشير هنا الي نقطة أعتبر توضيحها علي درجة كبيرة من الأهمية،وهي أن بعض رواد التواصل الإجتماعي يحاول التمييز بين القوات العفرية المتعددة،لكني أعتقد أن (العفرية)أهم وأقدم عهدا من القبلية.أتركونا مع المصالح العفرية،بعيدا عن القبلية،لأن القبلية عمرها ما بنت دول،والعفارزم مثل سفينة نوح،من ركبها نجي،ومن تخلف عنه فقد هلك والعياذ بالله.ومن يريد الخير لأمته ووطنه فاليقدم مصالح الوطن علي مصالح القبيلة،وإن لم نفعل ذلك سيتحول إقليم العفر الي صومال آخر.وأكاد أجزم بأنه لا أحد علي هذه الكرة الأرضية علي إستعداد بأن يتنازل عن أرضه لشعب آخر لا تربطه به الا علاقة سطحية.وسيكون من الحمق والأنانية أن نعرض وطننا للخطر مجددا بعد كل هذه التضحيات.وأعتقد أن هذه المفاوضات بحاجة لوساطة طرف ثالث محايد ذو خبرة في التاريخ والخرائط الحدودية لتحديد الحقوق والإلتزامات ليحظي بالقبول من الجميع.يتعين علي المتفاوض الماهر الإستعانة بجهات خارجية حتي وإن كانوا علي غير منهجه ومبادئه من أجل الوصول الي حل مرضي للطرفين.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هل ستنتهي معركة غزة كما يريدها الصهاينة؟

إختلافنا مع المقاومة الفلسطينية،لا يعني أننا نعرف مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر من المقاومة الفلسطينية،كما لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.