أري الناس كيف تحترم القبيلة،وأري القبيلة كيف تهين البشر في جيبوتي!

 

عندما تعم القبلية في الأوطان يضيع فيها حق المواطن،وبالتالي يتحول فيها المواطن الي عبد يسجد ويركع لخدمة القبيلة،كما يتحول فيها الوطن ملك للقبيلة التي بيدها مقاليد الحكم! القبلية مثل مرض السرطان،متعبة للإنسان،تنخر فيه كما ينخر الدود في جسد الميت،ليس لها علاج،الا بالكيماويات المنهكة للجسم،وبالكيماويات تقل مناعة الجسم،وبالكيماويات يتحول الإنسان الي هيكل عظم يتحرك بصعوبة ويتنفس بجهد.ومأساة القبلية مستمرة،وستبقي متواصلة الي أن تندلع ثورة شبابية واعية لخطورة مأساة داء القبلية.يعترض بعض المستفيدون من القبلية علي التغيير ومحاربة التمييز العنصري في الدولة،والقبيلة الحاكمة بنظرهم هي كل شيئ،هي التي تقود البلد نحو التقدم والإزدهار والتطور والبناء!وعدد هؤلاء ليس كبير،غير أن السلطة تصغي لما يقولونه،إنهم الأشد حماسة لشن حرب علي المعارضة والديمقراطية والحرية والثورة!وهذا الفريق نجح في رسم صورة شيطانية لكل إنسان يختلف مع الحاكم،ولو لم يكن هذا الإنسان سياسيا!وكأن الحاكم ممثل الرب في الأرض! لكن نفوذ هذا الفريق في تراجع مستمر بسب ظلمه للعباد،والحل لإنقاذ البلد يمر عبر محاربة القبلية المنتشرة في داخل كل مؤسسات الدولة القبلية،تلك الدولة المفترسة للإنسان الذي صلبت حقوقه في داخل الوطن.وتحرير هذا الوطن سيتطلب التضحية بقسم كبير منه.وهذا النظام اللا نظامي يحتل أرض العفر في غرب البلاد-Hanle Gobad Bakarre،وعملاء النظام ساكتين ومتفرجين علي العصابة التي تزاحم المواطن العفري علي أرضه!وقانا الله شر القبيلة والقبلية التي حلت محل القانون والدولة في بلاد العفر وعيسي في منطقة القرن الإفريقي.أري الناس كيف تحترم القبيلة،وأري القبيلة كيف تهين البشر في جيبوتي!!وكأنها هي الدولة،وكأن الدولة هي!وفي ختام هذا المقال أترحم علي روح الزعيم الراحل أحمد ديني أحمد الذي كان مثلا للإنسان المستنير الذي ينبذ القبلية والعشائرية،لذلك لم يكن من هؤلاء الصنف الذين وضعوا علي رأس كل وزارة رجل ينتمي الي قبيلتهم!ويضيقون علي غيرهم ويحاسبونهم علي كل صغيرة وكبيرة.كان رحمه الله إنسانا نزيها وصريحا،وكان يميل الي التواضع والبساطة في تعامله مع الناس،وكأن أحب شيئ اليه هو العدالة الإجتماعية والحرية والديمقراطية،الا أنه مع بساطته،كان رجل دولة،وكان مفكرا عميق الفكر،متصل الحوار مع من يختلف معهم في قضايا سياسية.ومن حسن حظي أنني تحاورت معه كثيرا في التسعينات يوم أن كان مقيما في صنعاء،وأكتسبت منه فوائد جمة لا تحصي،كان سياسيا محنكا يعطي ويأخذ،وكان عقلا كبيرا مضيئا،وروحا تقية تسعي الي إسعاد الناس جميعا،دون أن يعرف إنتماءتك القبيلة والحزبية والعشائرية والمناطقية.رحمك الله يا زعيم بلاد العفر وعيسي، وعيسي،تركت وراءك بلدا بلا قيادة،وشعبا تعيسا جاهلا يجهل أن تكمن مصالح الوطن والمواطن!

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هل ستنتهي معركة غزة كما يريدها الصهاينة؟

إختلافنا مع المقاومة الفلسطينية،لا يعني أننا نعرف مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر من المقاومة الفلسطينية،كما لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.