دعونا نلزم أنفسنا بالحقيقة ككوننا بشر.

في مثل هذا اليوم من العام 1991 قام الحزب الحاكم بتنفيذ أبشع مجزرة في تاريخ جيبوتي في حي أرحبا،ولحد هذا اليوم لم يقدم أية مسؤول الي المحاكمة،وكأن الذين قتلوا هناك ليسوا من البشر!ولا هم من أهلنا!وسقط حوالي 59 قتيل،ويعتبر الحزب الحاكم المسؤول الأول عن المجزرة البشعة،وكل من يتعاطف ويدافع عن هذا النظام يعتبر شريكا بالجريمة.ويمر العفر في جيبوتي بمراحل صعبة في خلال حكم قبيلة مماسان،وأجبر هذا النظام العفر علي ترك قرآهم في شمال البلاد وغربها،وكانت النساء يتعرضن للإغتصاب،وما زال الوضع علي هذا الحال مستمر!حتي الصياد منع من الصيد السمكة في مدينة أبوك الواقعة في شمال البلاد،ناهيك عن نقد الدولة البوليسية!ووضع المواطنيين العفريين في غرب البلاد صعب،لا مدارس ولا مستشفيات ولا كهرباء ولا ماء،ويجلبون الي مناطقهم لاجئيين من إثيوبيا!ولماذا يزرع في أرض العفر أناس مجهولي الهوية؟يا تري ما هو الغرض من ذلك؟وبعض المناطق في الغرب تم تحويلها الي ثكنات عسكرية!وما الهدف من كل ذلك أيضا؟وإذا كان بعض المسؤولين العفر يستحيون من إحياء ذكري مجزرة أرحبا فلا يستحي التاريخ من إحياء الذكري الذي سقط فيها الأبرياء من العفر.دعونا نلزم أنفسنا بالحقيقة،إحتراما بحق الإنسان الذي قتل، دعونا نلزم أنفسنا بالحقيقة التزاما بالقانون الدولي الذي يحرم القتل،دعونا نلزم أنفسنا بالحقيقة ككوننا بشر،ككوننا مؤمنين بكتاب الله الذي حرم قتل النفس.دعونا نلزم أنفسنا بالحقيقة،الي أن يعاقب الجناة الذين نفذوا العملية البشعة بحق العفر،وغير هم.وهذا ما يجب القيام به الي أن تأخذ العدالة مجراها.وهذا النظام وقادته الأحياء منهم والأموات سيتركون وراءهم عار وظلم،وقتل وإرهاب وعنصرية وحقد وكراهية وقبور جماعية يصعب محيها من ذاكرة الشعب!مجزرة بشعة خلفت وراءها أيتام وأرامل،ولم يفكر النظام بمحاكمة الجناة،كما لم يفكر بمصير الذين سقطوا ظلما،وهذه المجزرة وغيرها من المجازر ستبقي عالقة في مخيلة الشعب الجيبوتي عفرا وعربا وعيسا طويلا طويلا.وأنا أتألم لصمت العفر الذين يشاركون بجهلهم وحشريتهم في استمرار هذا النظام القمعي وتقبلهم له،بل والمشاركة فيه دون ادني شعور أو إستنكار..وهذه الأمة بحاجة الي مثقفين ومناضلين حقانيين يكشفون لهذا المجتمع مقدار الظلم الذي يمارسه النظام ضد الشعب والوطن.وكم هو ضحل تفكير الموالين لنظام غيلي الذي نفذ مجزرة أرحبا وبولدوغو وحنلي وقوبعد وراند وأبوك وعساغيلا،فهو تفكير ناتج عن القبلية والحزبية والنفعية والمصلحية،وقلة إدراك وغياب مخيلة،ومأساة تلك المجازر التي إرتكبها العسكر في جيبوتي ماثلة أمامي،وكأنها دارت بالأمس،وهذه المجازر البشعة تذكرني بمجازر سيبرينتشا في سرايفوا وبورندي وغيرها من المجازر التي إرتكبتها الأنظمة القمعية البوليسية في التسعينات.وفي الختام نسأل الله العلي القدير الرحمة والمغفرة والجنة لشهداء الوطن،والمجد للشهداء.

 

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

فالإتحاد الجديد أمامه الكثير من التحديات.

“شيطان يأخذ جميع هؤلاء الرهبان،فليس لديهم سوي مظهر خارجي إكتسبوه عبر قرون،أما في الحقيقة فليس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.