الثائر اليمني (علي ابن الفضل) في عيون الزمن.

بقلم الكاتب /مــصــطفى مــحــمــود -اليمن-
خاص جريدة السلام.

الثائر الانساني والبطل الوطني
(علي بن الفضل الخنفري الحميري)

منذ الف سنة وحتى اليوم لم ينقطع الجدل والإختلاف حول البطل اليمني العظيم ،
أبو الفتح (على بن الفضل الخنفري الجيشاني الحميري)،، وحول دعوته ومذهبه،

وبما أنه لايوجد حتى، الآن مؤلف خاص بسيرة (علي ابن الفضل) وانما في شتات كتب التاريخ ، فقد كدحنا في تتبع ورصد بعض من ذاك الشتات، ماأستطعنا ،

أستندنا على أوثق واعدل المصادر التاريخيه المعتمدة علمياً و أكاديمياً ،،بغية كشف الجوانب الحقيقية من شخصية (علي بن الفضل) ، الرجل المثير للجدل والخلاف خلال الف سنة وحتى اليوم،
فما صحة تشيع (ابن الفضل) بالدعوة الإسماعيلية والفاطمية،، التي سماها خصومها بالباطنية والقرامطة وغيرها من التسميات ،

وماذا عن إتهام (علي ابن الفضل) بالقرمطة والزندقة والطغيان والفجور والإنحلال،،
فما هي معالم حقيقة ذلك كله ؟ ..
– كان (على بن الفضل من بني خنفر بن سيار بن زرعه بن صيفي بن حمير الأصغر بن سباء) .. وهم بقية بيوت ملوك حمير التبابعة ومن أذواء وأقيال حمير بعد الاسلام .. وفيهم قال الشاعر (محمد بن ابان الخنفري الحميري) :- {{ .. من أبناء صيفي ذوى الملك والحجا * وأهل المساعي والحلوم الرواجح جروا في نظام المُلك من إرث جدهم * على رغم أنف من حسود وكاشح }} اما نبوغ (علي بن الفضل) وتبحره بشتى العلوم ، فهو محل إجماع المؤرخين لم يشذ عن ذلك حتى خصومه،، وكان شاباً وسيماً لفت نبوغه وذكاه أنظار العلماء والدعاه في مكه حين شد رحاله لآداء ، فريضة الحج سنة 266هجريه، وهو شاب لم يتجاوز العشرين إلا بقليل،،
أستقى علي ابن الفضل معارفه وعلومه من ثلاثة مراكز علمية وهي..
( جيشان ، الجند ،، ابين )،، فقد جمع في تحصيله العلمي بين أفكار المذهب السني، والمذهب الشيعي، دون أن يتآثر بروح المذهبيه الضيقه لآيهما،،
ونجد في حياته اللاحقة أنه تآثر بفكر المعتزلة، وفلاسفة، المسلمين إلى حد بعيد وقد أتخذها فيما بعد أساساً لدعوته الوطنية اليمنية التي حمل لواءها تحت شعار (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)

كان التيــار الوطني المناهض لطغيان الدخلاء على اليمن آنذاك يتكون من الأسر الحميريةالتالية:
-بنوخنفر (في سرورحمير )
-بنوشهاب(في صنعاء )
-بنوعباد الاكيلى الخولاني (في صعده )
-بنوالدعام ( في بكيل / همدان )
-بنوطريق الكباري الحاشدي ( في حاشد )
-بنوالضحاك الحاشدي ( في ريدة )
-بنوطريف الحكمي ( في عسير )
-بنوالحارث بن كعب ( في نجران )
-أبو الفتوح الخولاني ( في خولان ) .
{{يمثلون الزعامة الوطنيةاليمنية في ذلك العصر }} ..
وقد سقط العشرات من بني خنفر وبني شهاب في المجزرة البشعة التى قام بها (الإمام إبراهيم العلوي الجزار) في صنعاء، ولقب بالجزار لكثرة مجازره الدموية التي أرتكبها في أهل اليمن،،
للإطلاع ع تفاصيل المجزرة المذكورة إرجع لــكتاب الاكليل ( جـ 2 )
وكان بينهم عدد من عمومة وأقارب (على بن الفضل) ..
أما (بنو عباد) فكان منهم { أحمد بن عباد الاكيلي الخولاني } الذي تصدى للإمام الهادي في صعدة وحاربه عدة سنوات وله قصائد في ذلك،،،
و( بنوشهاب) فكانوا يتصدون للابناء ( الفرس ) بصنعاء وللعمال العباسيين الأعاجم ويمثلون زعامة أدبية وفكرية وسياسية للتيار الوطني،
وفصل القول، إن توحيد اليمن بزعامة شخصية يمانية قحطانية كان يمثل هدفاً من أهداف التيار الوطني اليمني – آنذاك ،

*الأوضــــــاع اليمــنيه الداخليه-

كان اليمن مقسماً إلى عدة دول وكيانات ،أهمها:

أ – الدولة الزيادية في تهامة وعاصمتها (زبيد) وتمتد إلى الليث ( جنوب مكه ) وترتبط بالعباسيين في بغداد.

ب – مملكة (ابن أبى العلأ الأصبحي) (وتشمل عدن ولحج وابين وسرورحمير وسرومذحج وحضرموت) [ وترتبط ببني زياد ]

ج – مملكة جعفر المناخي – صاحب ابن زياد – وتشمل (الجند ومذيخرة والعدين) إلى قرب ذمار وعاصمتها مذيخرة.

د – إمارة بني المغلس وعاصمتها ( الجوُه / بالمعافر ) وإمارة بني الكرندى وعاصمتها ( جبا ) المعافر .

هـ – الدوله اليعفريه – المرتبطة بالعباسيين – في صنعاء ومخاليفها مع وجود زعامات مستقلة بمناطقها .

و – الدولة الهادوية – في صعدة ونجران – ويعارضها بنوعباد الخولانيين – وهكذا …

وإلى جانب ذلك الواقع السياسي الممزق كانت الحروب تعصف باليمن – ( خاصة في محور صنعاء صعدة ) بين اليعفريين والهادويين وآل الدعام وبني عباد الخولانيين وبني طريف وكان الصراع داخل صنعاء بين الابناء( الفرس ) وأشياعهم،
وبين بني شهاب يكاد لا ينقطع، وقد سجلته قصائد ومعارك في بعض المصادر التاريخة،
وقد كان لتلك الحروب والصراعات أو المنازعات تأثيراتها الخطيرة على الواقع الإنساني و الإقتصادي والإجتماعي اليمني،، وصل إلى حد المجاعة في بعض الأحايين ، بينما كانت قلة من الزعامات والأمراء تكتنز من الأموال ماقد {{ تنؤ بمفاتيحه العصبة أولوا القوه }} خاصة ابن أبى العلأ الأصبحي وجعفر المناخي وابن زياد والأبناء ( في صنعاء ) .. ناهيك عن الظلم والمظالم التى كان من نماذجها أن { جعفر المناخي قام بقطع ايدى ثلثمائة شخص من أهل عزلة دلال في بعدان }} – ظلماً وعدواناً –
وأن الامام الهادي (يحى بن الحسين) كان يقطع رقاب الرجال ويسبي النساء ويحرق المزارع والقرى ويقطع الأعناب ويهدم المآثر في صعدة وصنعاء كما تحدثت ( سيرة الهادي ) .

*الــــــــوضع الخــــــارجي-

أما على الصعيد الخارجي فكانت الدولة العربية الاسلامية الكبرى قد تفككت وأصبح الخلفاء العباسيين في بغداد مجرد واجهة شكلية والعربة بيد الترك والعجم الذين كانوا الحكام الفعليين للعراق والمناطق التى ماتزال مرتبطة بالخلفاء العباسيين،
وعلى سبيل المثال، لا الحصر في تحكم العجم بالدولة العباسية،
(الخليفه المنتصر) الذي قام الترك والعجم بتنصيبه عام 247 هـ ثم عزلوه ونصبوا (المستعين) عام 248 هـ ثم قتلوه ونصبوا (المعتز بالله) ولكنهم حبسوه في سرداب حتى مات جوعاً ثم نصبوا (المهتدي) الذي مالبث أن خلعوه ثم قتلوه عام 256 هـ ،…

وهكذا بينما كان الترك والموالى والعجم يحكمون البلدان الآخرى ( إلى جانب العراق ) مثل الدولة (السامانية) في خراسان وغيرها ( 261 – 395 هـ ) والدولة (الصفارية) في فارس وغيرها ( 253 – 298 هـ ) والدولة (الطبرستانية) ثم (الزيارية) في طبرستان .. والدولة( الطولونية) في مصر وبعض الشام ( 254 – 292 هـ / 868 – 904 م ) ثم (لاموالى الاخشيديين حكام مصر واغلب الشام) ( 324 – 359 هـ ) وبنو (بويه الفرس )المسيطريين على الخلفا العباسيين والعراق وغيرها ..
إن ذلك الواقع هو الذي دفع الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي اليماني الاصل ( 303 – 354 ) الى ان يقول {{ لاتفلح عُرب ملوكها عجم }} … والى ان يقول {{ ولكن الفتى العربى فيها * غريب الوجه والفم واللسان }} .. **
ولقد أختفى الدور اليمني القيادي الذي رأينا معالمه في عصور الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين الأوائل ، أختفى في هذا العصر
( العباسي – العجمي ) الذي فيه قال الشاعر يزيد المهابي الازدي للعباسيين ،
أذا قريش أرادوا شد ملكهم * بغير قحطان لم يبرح به أود
لما أعتقدتم أناساً لا حلوم لهم * ضعتم وضيعتم من كان يعتقد
ولو جعلتم على ( قحطان ) نعمتكم * حمتكم السادة المذكورة الحشد
قوم هم المجد والإنساب تجمعكم * والاصل والدين والارحام والبلد.

بل أن أحد الخلفاء العباسيين هؤلأ {{ أمر بإسقاط العرب من الديوان وقطع اعطياتهم }} وكانت ثورة قبائل لخم وجذام في مصر ، وثورة { ابوحرب المبرقع اليماني } في الاردن وثورة ابن الصفار عام 265 هـ تعبيراً عن السخط والغضب العربي من ذلك الواقع ،

ولكن تلك الثورات وأمثالها كانت سرعان ما تُخمد بسبب قوة وهيمنة العجم وبسبب أنها لم تكن ذات تخطيط دقيق ومشروع كبير متكامل،،، مما أتاح للطامحين في الحكم خصوصاً دعاه الحق الإلهي، تآسيس حركات سرية ذات تخطيط، وإعداد جيد، من بينها. الحركةالإسماعيلية،،

*الدعــــــــوة الإسماعيــلية –

بدأت الدعوة الإسماعيلية ممارسة نشاطها الدعوي والإستقطابي ،
سراً –أخذ البيعة لزعيمها،
عبيد الله المهدي – [ الذي تزعم المصادر العباسية وما إليها أن نسبه غير صحيح ، بينما ينقل (ابن كثير )عن صاحب كتاب تاريخ القيروان ، انه :- (عبيد الله بن الحسن بن محمد بن على بن موسى بن جعفر الصادق) .. وقال غيره : هو (ابن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب }}
،بدآت محاولة إستقطاب علي ابن الفضل في مكه من خلال( ميمون القداح) ،
ثم سافر معه إلي الكوفة ومكث فيها مايقارب عام، كانت تلك الفترة( لعلي بن الفضل) الشاب المتبحر بالعلوم ومتقد الذكاء كافية،.ليكتشف بطلان وخرافة الأفكار الشيعية التي قامت على أساسها الدعوة الإسماعيلية (القرامطة)، فبعد وصوله من الكوفه بصحبة( منصور ابن حوشب) ، أتجه الأخير إلي (حجه ) فيما أتجه (علي ابن الفضل) إلي جيشان، واستقر بين أهله، وصرف النظر عن أي موضوع يتعلق بمغامراته في الكوفة، ولم يقم بأي نشاط دعوي أو تحرك سلطوي لصالح الدعوه الإسماعيليه،، إلى سنة 270هــ حين ثار حاملاً لواء دعوة يمنية افرزتها معطيات الواقع، ( وبهذا يتضح أن (علي ابن الفضل) برئ من تهمة. أتباعه للدعوة الإسماعيلية، أو القرمطية)،

*ثــــورة وعهــــــد( علي بن الفضل)(290 هـ / – 303 هـ )

لقدكانت دعوة (على بن الفضل،) يمنية أفرزتها معطيات الواقع اليمني، تتضمن توحيد اليمن جغرافياً وسياسيا وهوية وإنتماء، .بعد أن يقضي على كيانات وزعامات ذات مصلحة في التجزئه،،
ولم تكن ثورة (ابن الفضل) في إطار الدعوة لعبيد الله المهدي ( الدعوه الإسماعيلية الفاطمية ) وهذا ماتؤكده المصادر الإسماعيلية الفاطمية نفسها – ( كتاب إفتتاح الدعوة للقاضي النعمان ) – أن (على بن الفضل) لم يكن يعرف شيئاً عن المذهب الإسماعيلي وأسراره وإنما كان عارفاً بالكتاب والسنّة والأدب ويتميز بالنجابة والذكاء )..،، وهذا دليل ضمن حزمة من الأدلة المؤكدة برائة( علي ابن الفضل) أن كونه إسماعيلي أو قرمطي،،

-أعلن (على بن الفضل)ثورته ،
في منطقة ( سروحمير ويافع )
بســــم الجــــــــياع تحت شعار (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ،
{{ أشترط على بن الفضل على الناس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتوبة من المعاصي والإقبال على الطاعات فاجابوه إلى ذلك وأخذ عليهم العهود بالسمع والطاعه }} – [ ص 189 ] -قرة العيون–
ثم الحق (على بن الفضل) هزيمة ساحقة بالسلطان { على بن ابى العلأ الأصبحي صاحب مخاليف لحج وابين والسروين وحضرموت }} [ ص 105[ صفة جزيرة العرب ] ووجد (على بن الفضل) في خزائن( ابن أبى العلأ) ثروة عظيمة من بينها {{ ثلثمائة كيس من النقود }} او {{ سبعين بدره ، في كل بدره عشرة الاف درهم }} وغير ذلك من النفائس والثروات …

-أخذ {{ يصرف الأموال على تحسين أوضاع الناس الإجتماعية والإقتصادية، وشراء الإسلحة ، وبناء حصون ، وهكذا كان يفعل مع كل الإقطاعين الذين يكنزوا الأموال والناس تموت جوعاً ،، يأخذ ماكنزوه ويوزعها على الفقراء والمزارعين، وأستمر على هذا النحو، حتي أمِن، الناس من الجوع،،..وأطلق الدعاة في كل مكان ، وجاء الناس إليه زرافات ووحدانا ، فعاهدوه على السمع والطاعة،.. فاشتد أزره وأتسع نفوذه }} [ ص 262 و 279 – بين المدوالجزر / مصطفي غالب ] .

-ثم أنضوت سلطنة (الجوئة والدملوئة )المعافرية تحت لواء (على بن الفضل) ، وتلتها {{ إمارة جبا وهي كورة المعافر وملكها ابن الكرندي الحميري }} – عام 290 هـ –
ثم مملكة( جعفر المناخي) الكبيرة – مطلع عام 291 هـ – فلحق (جعفر المناخي بابن زياد) صاحب زبيد بتهامة فارسل (ابن زياد )جيشه مع (المناخي) لقتال (ابن الفضل) فسار اليهم (ابن الفضل) والتحم الجيشان في وادى (نخلة )بتهامة فانهزم الجيش الزيادي وسقط المناخي قتيلاً.

-إن إنتصار (على بن الفضل) في موقعة وادي (نخلة) ( حيس / تهامة ) – كما جاء فى تاريخ ابن الديبع – {{ في رجب عام 291 هـ }} ..
وكان الجيش الذي أنهزم هو جيش ابن (زياد) حاكم قسم زبيد {{ وهو زياد بن إبراهيم بن محمد بن زياد }} فأصبح الطريق مفتوحاً (لعلى بن الفضل) لانضواء زبيد وبقية تهامة تحت لواء دولته ، وتدل القرائن على أن ذلك هو ما حدث بالفعل وأن (ابن زياد) هرب من زبيد آن ذاك ( أواخر عام 291 هـ ) وسار( ابن الفضل) من زبيد إلى المهجم فادخلها فى طاعته وذلك – كما يذكر عماره – ( عام 292هـ ) –

-وقد قام (ابن الفضل) بتولية { احمد بن على الحكمي } نائباً له في زبيد ، ثم بعد مسير( على بن الفضل) إلى صنعاء ودخولها في سلطان دولته إستعاد ابن (زياد زبيد )وتهامة بقوات بعثتها الخلافة العباسية بقيادة {{ مظفر بن حاج المُسود }} – أواخر عام 292 هـ –
[ وكان أغلبهم من الموالى والعجم لأن الدولة العباسية وخلفائها كانت قد أصبحت تحت سيطرة الموالى والترك في العراق كما هو معروف ] – فسار (على بن الفضل) من صنعاء إلى تهامة وزبيد في ربيع 293 هـ ..
حيث يذكر الخزرجى أن (علي بن الفضل) سار من صنعاء {{ في مائتىّ الف مابين فارس وراجل }} بينما يذكر (ابن الديبع) أنه سار مع (على بن الفضل) {{ ثلاثون الفاً مابين فارس وراجل }} ..
وقد الحق (على بن الفضل) الهزائم (بابن زياد) والجيش العباسي ( الأعجمي ) في ( المهجم ) ثم في ( واقر بين الكدرا وزبيد ) ثم دخل (على بن الفضل) ( الكدرا ) وذلك {{ في جماد الثاني 293 هـ }}

-ثم إنطلق إلى زبيد ودارت موقعة حاسمة [ ربما في موضع ( عرق ) وتقع ( عرق ) بمواجهة باب سهام وهو أحد أبواب مدينة زبيد ] ،…
حيث تذكر المصادر أنه {{ هاجم على بن الفضل من ناحية الشمال وذو الطوق اليافعي – قائد جيش على بن الفضل – من ناحية الجنوب ، فهزما (ابن حاج المُسعود) – ( مجيشه العباسي الاعجمي ] –
وهرب (ابن زياد) ، ودخل على بن الفضل مدينة زبيد }} – في رجب 293 هـ – وربما أن موقعة عرق بزبيد هي التى قصدها الحسن الهمداني صاحب الأكليل حين قال لخصومه من الابناء والطبرستانيين والرسيين ( عام 320 هـ ) :-

إن سيوفاً جلّت وجزه بني قحطان * لما اعتدت ذنائبهُا بسفح قران أو رُبى عرق
أيام أذكى الحروب حاطبها علىُّ ابن فضل ، وقد أطاف بهاً * في عدة كالدَّبى كتائبها إن تطلبوها فًفي عواتقنا * مُرتقبات لمن يراقبها .

أما صنعاء فكان (على بن الفضل) قد دخلها وأنضوت تحت رايته في شهر محرم عام 293 هـ بمعاضدة (بني شهاب) الذين كانوا يمثلون الغالبية اليمنية بمدينة صنعاء ،

حيث فتح (مهلب الشهابي ) وأصحابه الشهابيون باب مدينة صنعاء( لعلى بن الفضل) فدخلها في خمسة الاف فارس من فرسانه فهرب (اسعد بن ابى يعفر الحوالى) من صنعاء وهربت جماعات من الابناء والجفاتم (( جنود عباسيين عجم ))
ثم أنضوى قسم صنعاء تحت لواء (على بن الفضل) .. كما أنضوى زعماء قبائل قسم صنعاء تحت لواء (ابن الفضل )وهم بنو الدعام – زعماء همدان وحاشد وبكيل آنذاك – وابو الفتوح الخولاني زعيم خولان وابن جراح الطريفى وابن عباد الاكيلي 5 – في عام 292 هـ ( 904 م )

*حققت ثورة( علي ابن الفضل)

– توحيد اليمن بزعامته،وإزالة المظالم وتحقيق العدل ، وأمن الناس من الجوع.وحارب الإستغلال والطغيان. والإقطاعيات،
-وحققت الرفاء الإجتماعي على مستوى المواطن المعدم،
-أعلن ابن الفضل عدم إرتباطه( بالمهدي ) والدعوة الإسماعيلية الفاطمية وحارب وأخضع (منصور بن الحوشبي) ( عام 298 هـ )
وبذلك خمدت الدعوة الإسماعيلية الفاطمية في اليمن – ولوإلى حين.

-وقد أستمر( أبو الفتح علي بن الفضل الحميري) خليفة ملكاً لليمن إلى أن توفى عام 303 هـ بمدينة مذيخرة التى كانت مقره الأفضل رغم مسيرةإلى صنعاء ومكوثه فترات بها ( عام 293 هـ و 295 هـ و 297 هـ و 299 هـ ) ..

وكان نواب وولاة (على بن الفضل منهم :
(1)- {{ أسعد بن ابى يعفر الحوالي الحميري الذي قطع الخطبه لبني العباس وخطب لعلى بن الفضل وولاه على بن الفضل على صنعأ واغلب مناطقها وذمار إلى خبان }}
(2)- بنو الدعام الهمداني زعمأ بكيل وهمدان
(3)- ابراهيم بن على الحكمي ( زبيد / تهامة / إلى أعالي عسير )
(4)- أبو الفتوح الخولاني ( خولان وجهاتها )
(5)- أحمد بن عباد الاكيلي الخزلاني ( نواحى صعدة إلى نجران )
(6)- ذو الطوق اليافعى ( جهات سروحمير )
(7)- قحطان بن عبد الله بن ابى يعفر الحوالى ( تزوج معاذه بنت على بن الفضل )
(8)- المهلب الشهابى / بنو شهاب ( جهات صنعاء )
(9)- بنو طريف البكاري ( حاشد )
(10)- عدد من الأمراء والزعماء في بقية مناطق اليمن ..

*الإفـتــــــراءات ومعــالم المرحــلة التالية إلى عام 345 هـ-

لقد تعرض عهد (على بن الفضل) والدعوة التى حمل لوائها لإتهامات وإفترائات، ظالمة تشمل القرمطة والكفر والإلحاد وإدعاء النبوة ،والإنحلال ، بل ونسب أحد صنائع بني زياد والعباسيين المتعجمين وأسمه ( الحمادي ) في كتاب قام بتأليفه عام 550 هجريه ، نسب إلى (على بن الفضل) أنه قال قصيدة تتضمن إباحة المحرمات وغيرها ..
وهى القصيده التى أولها :-
{{ خذى الدف ياهذة واضربي * نقيم شرائع هذا النبىّ }} .
بينما تلك القصيدة أوردها الحافظ العلامه (ابن كثير) صاحب تفسير القرآن الكريم في كتاب ( البدايه والنهايه ) وإنها (لمسيلمة الكذاب) قيلت أيام مسيلمة – [ أى قبل على بن الفضل بمائتين وسبعين سنه ] – [ ص 341 جـ 6 / البدايه والنهايه ] – فلا علاقة( لعلى بن الفضل) ولالليمن بتلك القصيدة .

-أما الإفترائات الآخرى فيكفي لإدراك عدم صحتها قول ، الإمام (يحى بن الحسين الهادوىّ) في كتاب ( أنباء الزمن ) حيث قال {{ لم يشتهر عن على بن الفضل وأتباعه من أهل دولته شئ من إباحة المحرمات غير أنه أعرض عن التجسس على أهل الفساد ولم يعاقب }}

-وقد علق القاضي العلامه المؤرخ (محمد بن على الاكوع الحوالي) على ما جاء في كتاب أنباء الزمن قائلاً إنها :- {{ كلمة تبرئ ساحة على بن الفضل من الموبقات وما رموه به من فظائع }} [ ص 188 قرة العيون ]

-قاد (علي ابن الفضل) ثورة الجياع ،ضد الطغاه والاقطاعين لصالح الجياع،، وكان يحمل مشروعاً وطنياً، يتضمن توحيد اليمن أرضاً وانساناً وهوية، ويستدعي تحقيق المشروع القضاء على كيانات وزعامات ذات مصلحة في التجزئة
وكانت تتضمن الثورة أن يحكم اليمن حكام يمانيون قحطانيون هم أحق بحكم وطنهم مما أثار عليه الابناء ( الفرس ) والزياديين والهادويين وغيرهم،
وكانت تتضمن ثورة الجياع (لعلي ابن الفضل ) رفض وإنهاء الإرتباط والتبعية للخلفاء العباسيين المتعجمين وبني (بوية )الفرس في العراق ورفض المذاهب المرتبطة بالعباسيين والزياديين والهادوية ..

-وهنا تكتسب شهادة القاضي العلامه المؤرخ (عبد الله الشماحي) أهميتها حيث قال الشماحي {{ لقد حمل على بن الفضل دعوة تهدف إلى وحدة اليمن والقضاء على الدعوات المذهبية،.. مما أثار عليه الهادوية والإسماعيلية والزياديين ( العباسيين ) فأثاروا ضده دعاية كاذبة راجت بين الدهماء ،.وأمتدت إلى اليوم وهي لاوجودلها }} [ ص 109 / اليمن – الانسان والحضاره ] .

-إن افكار دعوة ودولة (على بن الفضل) لم تنقطع بوفاته ( عام 303 هـ ) فقد تولى الحكم بعده إبنه {{ محمد بن على بن الفضل 303 – 304 هـ }} ثم تحالفت زعامة التيار الوطني السابقه وعلى رأسها { أسعد بن ابى يعفر} الذي ولاه على بن الفضل على صنعاء } وبنو زياد والهادوية وغيرهم في القضاء على حكم { محمد بن على بن الفضل } عام 304 هـ ،.وأعادوا الوضع إلى ما كان عليه قبل عهد على بن الفضل ، ..

-ظلت أفكار دعوة وعهد( على بن الفضل) ( في إطارها الوطني اليمني ) ذات تأثير وجاذبية قوية لذلك إستمرت حيث كان من معالمها في اليمن قاد انصار عهد (ابن الفضل) حركات قوية شملت احداها كل مناطق (سروحمير ورداع) ( عام 324 هـ ) – ضد سلطة( اسعد بن ابى يعفر ) المرتبط بالخلافة العباسية المتعجمة – كما خاض بنو الدعام معاركاً ضد السلطه الهاديه في اعالى اليمن ، وكذلك { مسلم بن عباد الاكيلي الخولاني } في صعدة ونجران ضد سلطة الناصر بن الإمام الهادي في صعدة ..

وحين قام الإمام (الناصر بن الهادي) بحبس لسان اليمن (الحسن بن احمد الهمداني) في صعدة ( بسبب مواقفه الوطنية ) تلاحمت زعامات محور نجران وصعدة وحاشد وقضت على دولة الناصر وعهده في صعدة عام 322 هـ قضت على (القاسم بن الناصر) ( 326 – 345 هـ )،،

*منــجــــــــزات البــــطل
(علي ابن الفضــل الحــميري)

قاد -أول ثورة جياع في العالم ،،
-وأول من وحد اليمن ،..أرضاً وانساناً وهويةً ،،
-أول، من سن ثقافة تجريم
ولاء اليمنين لغير اليمنين، وتحرم تبعية، اليمن لدولة خارج نطاقها الجغرافي،،
-أول من أنهى نظام العبودية في نطاق مملكته،،وقام بتحرير العبيد. والجواري وتمليكهم الأراضي، ومساواتهم من حيث الحقوق والواجبات بمواطنين دولته الأحرار ،، وتجريم الرق والإتجار به،،
-أول ملك في تاريخ البشرية ثار على الظلم، وأسقط عتاه الطغيان والتسلط،، ونشر قواعد العدل،،
-أول ثري حارب الإقطاعيات والإستغلال ،بكافة أشكاله، وأمّن العيش للفقراء والمساكين والمعدمين،،
-أول من حارب الخرافة الشيعية ،
-أول من حارب الدعوة الإسماعيلية (القرامطة) في اليمن وأخمدها في مهدها،،
-أول عظيم في العالم يتم تشوية تاريخه الوطني والإنساني والأخلاقي والقومي،، من قبل خصومه المتوردين على اليمن من العباسين والهداوين والزيادين ..

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وصول 7 آلاف مهاجر إفريقي إلى اليمن 90٪‏ منهم من إثيوبيا.

جريدة السلام ــ متابعات خاصة – ذكرت وكالة الأناضول أن المنظمة الدولية للهجرة،أعلنت السبت المنصرم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.