التفاوض الحوثي السعودي إلي أين؟

✒️ مصطفى محمود -اليمن.

تبذل الولايات المتحده الامريكية جهوداً، سياسيةً بالتوجه نحو مسار “تفاوضي” بين السعودية والجماعات الحوثية، وتمارس الضغط على السعودية بالجلوس مع جماعة الحوثين المسلحة المدعومة من إيران،، على طاولة مفاوضات واحدة،،

تمكنت تلك الجهود ، مؤخراً من قبول السعودية،
نص مبادرة السلام الحوثية، التي تقدمون بها قبل أشهر، ونقلها،إلى السعودية يوم 10/11/2019 وفد يضم القياديان في جماعة الحوثين، الواء علي الكحلاني ،وحسين العزي،، مضمون المبادرة:
وقف العدوان،، مقابل وقف الهجمات الحوثيةعلى السعوديه”.

-أســباب ودوافــــع
تقديم جماعة الحوثي مبادره سلام …

لم يكن الآيعاز الامريكي، لجماعة الحوثين، بتقدمين مبادرة سلام ، هو السبب الوحيد ،، بل أيضاً
حاجة جماعة الحوثي،إلى إيقاف الحرب مؤقتاً، كان السبب الأكثر أهمية ،،
فالجماعة المسلحة بحاجة إلى إستراحة من الحرب بعد إنهاك مقاتليها على مدى خمس سنوات، ومقتل معظمهم في جبهات القِتال ولم يتبق إلا الكثير
من المراهقين يتم تدريبهم لأسابيع وإلحاقهم بجبهات القتال،،
ويتضح ذلك بشكل أكبر من إعلان الحوثيين “التجنيد الإجباري”، وزيادة حملات التجنيد بالقوة في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، ..
إلى جانب صراع المصالح بين قيادات الجماعة، والتي وصلت إلى تصفيات بعض البعض ،،
كما أن الجماعة المسلحة فشلت في إدارة المحافظات الخاضعة لسيطرتهم من حيث توفير الخدمات مع زيادة السخط الشعبي بفعل زيادة “الضرائب” و”الجمارك” والجبايات المستمرة.

لذلك، المبادرة محطة إستراحة، لتستعيد ، الجماعة إنفاسها وترتب أوراقها الداخلية،،
لتبدأ مرحلة صراع جديدة. من الحرب، لكن في المرة القادمة ، ستكون مع السعودية. بشكل مباشر،، طالما السعودية. قبلت التفاض مع جماعة الحوثين، بشكل مباشر، مستبعدة وجود الشرعية اليمنية،. عبر تاريخ جماعة الحوثين،

كل من دخل معها بتفاض مباشر واتفق معها، يكون أول من تستهدفه الجماعة بشكل مباشر،، والشواهد كثيرة، على ذلك منذ عام 2014،، إبتداءً بسلفيو دماج. وليس إنتهاء بالرئيس السابق (علي عبدالله صالح) ،، بالطبع امريكا هي أول المدركين لهذا،، لكنها تنحو منحى آخر،،
،فغوضاً. من أن تؤدي مهاجمة قلب صناعة النفط السعودية، إلى ضغوط أمريكية على الحوثيين الذين أصبحوا يهددون مصادر الطاقة وممرات التجارة العالمية توجهت الضغوط الأمريكية لبحث الإستفادة من العملية ضمن سياسة “الضغوط القصوى” ضد إيران، مبررةً ذلك بتحييد أدوات المنطقة التابعة لإيران، وتوجيه الضغط نحو النظام في طهران الذي يدعم ويمول الحوثيين، وعلى الرغم من كون هذا المبرر، واهي وضعيف، تجاه التهديد الذي تمثله حركة الحوثيين على السعودية، إلا أنه يشير إلى الرؤية الأمريكية الجديدة، في المنطقه وبالذات مع السعوديه ، أن أمريكا،لا تهتم بمصالح حلفائها ومساندتهم بل تحقيق إنتصاراً سياسياً على حساب مصالحهم ووجودهم ، لإجبار إيران على الجلوس في طاولة مفاوضات جديدة بشأن الإتفاق النووي الذي جرى إلغاءه من قِبل واشنطن عام 2018. ومن منطلق الرؤية الأمريكية الجديدة، تندفع واشنطن لصياغة واقع جديد بإدارة طاولة مفاوضات بين الحوثيين والسعوديين،،

*الموقف السعودي من الضغوط الدوليه،.

السعودية أبدت الإستجابة للحوار ، مع الحوثين دون وجود قناعة حقيقية لذلك، ستكون المسألة مجرد مراوغة لتجاوز الكثير من التحديات التي تواجهها في الظرف الراهن”.
من تلك التحديات تداعيات مقتل خاشقجي، الذي أصبح أداة ضغط خطيرة على السعودية، يتم إشعالها،إقليمياً ودولياً، كلما أرادت الدول الكبرى من السعودية. تقديم التنازلات،
كذلك،..سخط النخب الدينية بسبب الإصلاحات والإنفتاحات التي تبنتها السعودية مؤخراً ، وتواجه معارضة شديدة من قبل التيار الديني الذي كان إلى ماقبل مجيئ (محمد بن سلمان)، صاحب السلطة المطلقة في المجتمع السعودي ،، وأبرز دعائم الحكم،،
هناك إضافة إلى ما يثار حول إضطرابات داخل الأسرة الحاكمة”،
لم تجد السعودية خياراً غير الإستجابة للمطالب الدولية. بالتفاوض مع الجماعة الحوثية،، ولهذا ننصح السعودية، من بذل الدعم ” للقوات، المرابطة على الحدود اليمنية السعودية، ، ولا تقبل بأي تفاوض حقيقي، إلا عندما تجد نفسها ممسكة بورقة ضغط قوية، تفرض بها شروطها على الحوثيين”، ولتكن “هذة الورقة السيطرة على صعدة بالكامل”، معقل الجماعة الحوثية شمال البلاد.،،
سبق “للرياض أن فتحت باباً للوساطة بينها وبين طهران، بوصفها المحرك الحقيقي للحوثيين، بغرض وضع الطرفين أمام هدنة عملية غير معلنة، لكن امريكا. تمارس الضغط على السعودية للتفاوض، مع أدوات ايران. في المنطقه ، وليس مع إيران نفسها،،

*السيناريوالمحتمل لنتائج المفاوضات الحوثيه السعوديه

أن التفاوض الحوثي السعودي، مضغة ميتة قبل أن يتكون جنيناً،، حتي لو أرادت السعوديه سلاماً حقيقياً مع جماعة الحوثي، “لأن تحقيق السلام في اليمن ليس بيد السعودية والحوثيين وحدهما، مهما توهم أي طرف ذلك” فالأزمة اليمنية التي تدخل فيها التحالف بقيادة الرياض عام 2015 تعدد أطرافها المحلين والاقليمين والدولين، وأصبح لكل طرف محلي قوته العسكرية التي يحاول بها فرض إرادته السياسية، لا سيما، الشرعيه، و أطرافها التي كشفت عنها أحداث آب/ أغسطس الماضي،،

سيدخل الحوثيون والسعوديون في مفاوضات قصيرة العمر، تضغط فيها السعودي والإمارات على حلفائهما، لكنها لن تكلل بنجاح حيث ستسقط في منتصف الطريق؛ لأنها لن ترضي أي طرف، ومجرد القبول ليس
إلا للمراوغة.. من كلا الطرفين،،

*الدوافع الامريكيه.

يآتي الضغط الامريكي على السعودية بالتفاوض مع الحوثين، إنطلاقاً من إعتقاد
الولايات المتحدة أن الحوثين ليسوا أداة ايرانية كاملة، وممكن للغاية تخلي الحوثين عن إيران والإستغناء عن دعمها،، إذا ضمنت لهم الولايات المتحدة تواجد في مستقبل اليمن السياسي،، وهذا ماتسعى إليه الولايات المتحدة،
تحييّد الحوثيين وإخراجهم من العباءة الإيرانية، وتجنيدهم لصالحها ليصيروا. أداة أمريكية المستقبلية في المنطقة، مقابل تمكينهم من المستقبل السياسي لليمن، متجاهلةً أن إيران تجذرت داخل جماعة الحوثي خلال سنوات الحرب الماضية بشكل كبير بما في ذلك تدريب عشرات الخبراء في صناعة وتركيب الصواريخ والطائرات بدون طيار مستخدمة الطريقة.
الأمريكية في تغذية “المقاتلين الأفغان” ضد “الإتحاد السوفيتي” بتقديم الأسلحة والخبراء بالتدريج وصولاً للكمالية،.وبما أن العلاقة بين إيران والحوثيين “عقدية=-دينية” فإن العلاقة مرتبطة ضمن ما تسميه إيران محور المقاومة، لذلك فالعلاقة الآن أصبحت أكثر تعقيداً. بعكس علاقة “الأفغان” و”الولايات المتحدة” حيث كانت علاقة مصلحة آنية أنتهت بخروج “السوفيت” وتحولت البنادق نحو بعضهما وهذا لن يحدث بين ايران والحوثين.،،

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.