الحوثي بين التبعية لطهران وتدليل واشنطن وهشاشة الرياض.

تحليل / محمد الغابري

في الوقت الذي بدى فيه أن إيران قد أكملت تسليحها للحوثيين، وأنهم صاروا قوة يستطيعون فرض شروطهم على المملكة، خرجت من واشنطن تقارير، تظهر الحوثيين على أنهم لم يصلوا إلى تلك القوة التي أرادت طهران أن يظهروا بها ،ونشرت كبرى الصحف الأمريكية : جون وول
عن بلاغات من قبل الحوثيين إلى واشنطن والرياض، ينفون أن يكونوا هم من شن الهجمات على محطات أرامكو في بقيق وخريص ، وأنهم أعلنوا تبنيها بناء على طلب من طهران، وأكثر من ذلك أبدى الحوثيون استعدادهم لإثبات حسن نواياهم بإبلاغ واشنطن والرياض أن إيران تعد لعمليات أخرى ضد المملكة، وتطلب منهم مشاركتها، وأنهم رفضوا ودليل رفضهم العرض الذي عرضه مهدي المشاط بالامتناع عن استهداف الأراضي السعودية. هذا يبدو تحولا وان كان معتادا تدليل الحوثيي

ثمة جهود أمريكية مصاحبة للحوثيين عبر قنوات مفتوحة تفسرها واشنطن بالتنسيق لمحاربة مايسمى بالإرهاب وظهرت للعلن في 2015. الجهود الأمريكية للتعامل مع الحوثيين هدفت وتهدف لحمايتهم من جهة و لابقائهم تحت السيطرة، من الجهة الأخرى ويفسر الأمريكيون تواصلهم مع الحوثيين بالقول إن جماعة الحوثيين فيها جناحين جناح عقائدي، ويعتبر التبعية لإيران غير قابلة للنقاش، وجناح سياسي وهذا الجناح قابل للحوار والتفاوض وحتى الانصراف عن إيران والتعاون مع السعودية، وان واشنطن تشجع هذا الجناح ترجو أن يغدو أكثر قوة.

*الرياض ترحيب بعرض المشاط

كان من اللافت ترحيب الرياض بعرض المشاط وإعطائه عنوان كبير إذ وصفته السعودية بمبادرة السلام ، واستجابت لوصف عبد الملك الحوثي بأنه يقدم طوق نجاة للمملكة، ترحيبها المبالغ فيه ووصف العرض بمبادرة السلام كانت ك من ينتظر طوق نجاة، وبذلك وظف الحوثيون توظيف طهران لهم لصالحهم، ذلك بفضل المرشد الأمريكي والمبعوث الأممي.

*ماذا بعد؟
ينظر الأمريكيون للحوثيين ك جماعة عقائدية
قابلة للتوظيف أمريكيا، ومن ثم ومنذ ظهورهم وربما قبل ظهورهم جماعة مسلحة، للأمريكيين قنوات اتصال بهم، وقد تكرر في وثائق ويكليكس الإشارة إلى عنصرين في السفارة الأمريكية، أحدهما مسئول اتصال بالحوثي والآخر بالحراك الجنوبي

وتحدث ضباط مخابرات عن علاقات
بالحوثيين وأنهم مخلصون في الحرب على الإرهاب
الإرهاب لافتة لاجازة كل عمل مضر بالبلدان الإسلامية، ومبرر لعلاقات أمريكية تبدو غير منطقية.

لم يرد الأمريكيون تصديق الرواية الحوثية بتبني الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، لأن ذلك سيفرض عليهم اتخاذ إجراءات عقابية ضد الحوثيين وواشنطن لاتريد ذلك، إذ تنظر لهم باعتبارهم ورقة رابحة في كل الأحوال، ولذلك تساعدهم على حمايتهم.
وحتى الرياض، التي ترى الحوثيين من الأدوات المهمة للتدخل والحيلولة دون نجاح ثورة فبراير اليمنية، انها تنظر بامتنان للحوثيين بفضلهم دخلت الأرض اليمنية بقوة

*السلطة اليمنية
هذه الحالة تشير إلى إمكانية ذهاب الرئيس الأمريكي والرياض إلى تسوية مع الحوثيين تفرض على السلطة اليمنية فرضا بما في ذلك نقل السلطة وفقا الصيغة التي طرحها جون كيري في مسقط 2016.

وهي صيغة ستؤدي إلى التمكين للحوثيين عبر سلطة مشتركة ضعيفة يسهل على الحوثي السيطرة عليها

الاحتمال الآخر أن الأمريكيين لايثقون بالحوثيين ومن ثم لا يمكن تمكينهم من السلطة، إنما الغرض تسوية مؤقتة تجعل ترامب محرر من ضغط الحرب في اليمن عليه، وهو قادم على انتخابات رئاسية العام المقبل.

تشير الأحداث والملابسات إلى أن الهجوم على أرامكو تم بضؤ أخضر من واشنطن والرياض، أما واشنطن فقد أكدت لإيران بتصريحات رئيس الأركان الأمريكي في 7سبتمبر الجاري شيئين
الأول : أن أمريكا لديها قوة في المنطقة لردع إيران
من استهداف الأمريكيين أو مصالحهم
الآخر : لاتملك واشنطن قوة في المنطقة لردع إيران عن استهداف شركاء واشنطن في المنطقة
وهو دعوة لإيران باستهداف الشركاء في المنطقة
والسعودية خاصة.

*تحميل المسئولية

هناك إصرار على نفي مسئولية الحوثيين عن هجمات 14 سبتمبر بالمقابل فإن تحميل إيران المسئولية لم يتم اثباتها حتى الآن، وإنما تصريحات لا ترقى إلى مستوى الاتهام

*ماذا يريدون؟

تعويم المسئولية

الإقرار بأن إيران وراء الهجمات يفرض على السعودية الرد وذلك قد يؤدي إلى حرب شاملة، لاتريدها الأطراف المختلفة، بمن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تثبيت التهمة على الحوثيين، يفرض على واشنطن والرياض ، شن حرب حقيقية تفضي إلى هزيمتهم

وذلك غير مرغوب من قبل واشنطن والرياض وابو ظبي
لأن النتيجة أو المحصلة نجاح ثورة فبراير 2011
وقيام نظام بإرادة الشعب، يستحيل على أي جهة السيطرة عليه، إنه وحتى من الناحية الاقتصادية فإن أمام الجمهورية اليمنية آفاق رحبة، للحصول على تمويل واستثمار الطاقة والمزيد من الإنتاج فضلا عن موارد متنوعة وغزيرة .

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.