فمن هم رجال الرئيس؟

منذ فترة يفكر الإنسان الجيبوتي في الداخل والخارج بمن سيحل مكان الرئيس الجيبوتي الذي طال رحيله عن الحكم،وكذلك المعارضة في الداخل والخارج تطرح في إجتماعاتها أسئلة في علم الغيب مثل “من سيأت الي الحكم بعد رحيل غيلي الذي ورث السلطة عن عشيرته؟ومن أية عشيرة سيكون بديل غيلي؟ أمن نفس العشيرة،أم أن الحكم هذه المرة سيكون من نصيب عشيرة أخري؟وهل سيكون عيسيا،أم أن الدور هذه المرة سيأت علي العفر؟وأين هو موقع العرب من هذا النزاع حول الحكم في جيبوتي؟الا يحق للعرب الترشح للحكم مثل غيرهم في المستقبل،ككونهم من المجموعة التي بذلت جهدا كبيرا لبناء هذه الدولة الصغيرة الذي قامت مؤسساتها التجارية والتعليمية والزراعية والإقتصادية علي أكتاف تجار العرب،وذلك قبل ولادة الدولة الجيبوتية عام1977.فكيف يمكن لنظام جيبوتي وشعبها أن يحل أزمة الحكم التي تلوح في الأفق؟وهل النظام الحاكم في جيبوتي مستعد لمثل هذا النقاش في المستقبل القريب،وذلك قبل أن تتوسع دائرة الخلاف؟لكي لا تتحول جيبوتي من ضمن الدول التي يتحارب قادتها علي الحكم،وقبل أن تصبح قبيلة عيسي في جيبوتي مثل الطائفة المارونية المسيحية في لبنان التي تحتكر رئاسة الجمهورية منذ رحيل الإحتلال الفرنسي عام 1943،والذي نظَّم أسس الحكم في لبنان عبر «اتفاقٍ غير مكتوب»ولعب الدور المهمّ لما وصل إليه كل من «بشارة الخوري» أول رئيس جمهورية لبنان و«رياض الصلح» أول رئيس حكومة لبنانية تشكل بعد استقلال البلاد عن فرنسا عام 1943.وهذا الإتفاق يذكرنا بإتفاق غوليد ودين أثناء إستقلال جيبوتي..والآن تقع علي عاتق غيلي المسؤولية السياسية والأخلاقية والدينية والإنسانية في هذا الوقت الحرج من أجل التوصل الي إبرام إتفاق تقاسم السلطة لإزالة كون الحكم مصدر توتر قد يؤدي الي نشوب النزاعات والحروب في جمهورية جيبوتي..ولعل الصومال واليمن وليبيا خير مثال علي هذا.وعلي الرئيس الجيبوتي أن لا يتخذ أي قرار سياسي يخص “الرئاسة” الا بعد أن يكون قد حسب بدقة لإنعكاساته وتبعاته،وبالتالي يجب عليه أن يفكر بعقلية رجل دولة يقدم مصالح الدولة علي مصالح الأفراد،مهما كان موقعهم في الدولة،بعيدا عن المحسوبية والعشائرية والقبلية.وهكذا يستطيع غيلي أن يترك وراءه دولة متماسكة وشعب موحد،وجيش قوي بعيد عن القرارات السياسية التي هي ليست من إختصاص رجال العسكر.فمن هم رجال الرئيس الذين يتطلعون الي الحكم بعد رحيله،أو تركه للسلطة؟ولماذا يتدخل رجال الجيش والأمن في القرارات السياسية في جمهورية جيبوتي؟إن هؤلاء الذين إصطلح علي تسميتهم رجال الرئيس هم في الحقيقة من أقرباء الرئيس ومن عشيرته،ثبتهم غيلي في مراكز القرار الرئيسية في الدولة والحكومة،ويتوزعون علي مجالات كثيرة وحساسة يتمحور حولها برنامج الأولويات الرئاسية،وهي قطاعات الأمن والدفاع والسياسة الداخلية والديبلوماسية والعلاقات الدولية والإقتصاد والتنمية الإجتماعية.وهل سيخرج غيلي من القصر الي السجن،كما جري لحسن البشير،أم أنه سيخرج من القصر بسلام؟

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

فالإتحاد الجديد أمامه الكثير من التحديات.

“شيطان يأخذ جميع هؤلاء الرهبان،فليس لديهم سوي مظهر خارجي إكتسبوه عبر قرون،أما في الحقيقة فليس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.