الجبهتان الوياني والشعبية من حليفان لألد أعداء

الجبهتان الوياني والشعبية من حليفان لألد أعداء
أنور إبراهيم (كاتب إثيوبي)
أديس اببا – إثيوبيا
المقصود بالعنوان أعلاه هو الجبهة الشعبية لتحرير تقراي “الوياني””احدي احزاب الأئتلاف الحاكم ،والجبهة الشعبية لتحرير أريتريا “الشعبية “الحاكمة في أريتريا الأن ،والتي كانت بينهما العديد من العلاقات ،اهمها العمل المشترك للقضاء على الحكم العسكري الحمر في إثيوبيا ” الدرق”حكومة العقيد منقستو هيلي ماريام 1974-1991،وقد عملت الجبهتان معا لفترة طويلة ،وكانت الشعبية هي السباقة في النضال بعدة سنوات ،وساعدت جبهة تحرير تقراي في التدريبات ،وذلك في السبعينيات بعد ان قامت جبهة تقراي بايفاد عدد سبعة من مقاتليها الذين نالوا التدريبات الأولية في أريتريا ،والتي تواصلت بعدها مختلف مراحل التعاون حتي منتصف الثمانينيات ،وذلك عقب المجاعة الشهيرة التي ضربت شمال إثيوبيا ،وأدت لهجرة الالاف الإثيوبيين الى السودان ،في هجرة كانت القاسية والأسوا في تاريخ البشرية حيث مات خلالها عدد كبير من الجوع والعطش عمليات القصف التي قام بها الجيش الإثيوبي ،الذي كانت يتبع في وقتها لحكومة منقستو هيلي ماريام .
وبعد عمل مشترك عبر الجهات العدة التي فتحت ضد النظام الماركسي ،ظهرت خلال تلك الفترات خلافات داخلية أدت لأنقسام بين الجبهتين ،وفي فترة بدات الجبهة الشعبية لتحرير تقراي تتقدم في الأستيلاء عدة مدن في الشمال وبعض المناطق من أنحاء البلاد ،ولكن الخلافت الداخلية التي بدأت عقب منع الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا ،المواطنين الإثيوبيين الذين كانوا يتحركون الى الاراضي السودانية للأبتعاد من المناطق التي تضررت من الجفاف أن يمرو ا عبر أراضيها في وقت كانت فيها قوت الحكومة تقصفهم من أعلي بالطائرات ،فكانت معظم التحركات ليلا تفاديا لقصف للطائرات ،عقب ذلك بدأت بوادر صراع داخلي يظهر ،فتطورت عقب أن أنتهي الجانبان من تحرير الاراضي الأريترية أولا ،ومن ثم تحرير العديد من مناطق أقليم تقراي ،في شمال إثيوبيا الشئ الذي بأدت بموجبه سقوط المدن الإثيوبية واحدة تلو الأخري في أيدي الثوار من شمال إثيوبيا ،وتكوين الأئتلاف الحاكم الحالي من أربعة أحزاب أئتلافي ممثلا لأربعة قوميات إثيوبيا كبري هي ،التقراي والأمهرا والأورومو والجنوب الإثيوبي ،الشئ الذي كان لجبهة تحرير شعب أريتري راي فيها ،والذي أبعدها فيما بعد من أهم حليف ،وشريك في النضال بعد أنبدات إثيوبيا تسيطر عليه الجبهة الثورية الإثيوبية .

أنطلاقا لجبهة تقراي من أريتريا
وفي العام 1975م تم تحريك ثلاث متحركات كبيرة والتي امنت بأهداف الثورة الشعبية لتحرير تجراي من أجل نيل حقوق الشعوب ، وتحرك عدد كبير من الافراد الى اريتريا لنيل تدريبات عسكرية وعلى راسها ملس زيناوي واباي سهاي ووالتا وهيلي تطبي وسيي ابرها وأوعلوم وولدو .
وتم تحريك عدد كبير اخر الي بقية المدن لتحريك النضال والذي هدف لتأسيس جناح اخر ، ومن هؤلاء الافراد كان الفريق المكون من اينالم ارقهنج وسبحات نقا وتيدروس حقوس وملقيته الم سقد وكنفي قبرمدهن وسادقان وقبرتنسي وتولدي قبرماريام وقبرو اسرات واخرون من المناضلين الذين ساهموا في تأسيس الجناح الاخر .
وفي العاشر من شهر يكاتيت من العام1976حسب التقويم الاثيوبي الموافق م1975 تحرك الجناح الثالث من مدينة شيري الى غرب تجراي والذي يتكون من سحول وسيوم . وفي الحادي عشر من يكاتيت من نفس العام برغم الصعوبات والظروف الاقتصادية والبيئية تحرك المناضلين لمنطقة تسمي ديدبيت والتي تعتبر اولى نقاط النضال لشعب تجراي وهي تقع في غرب اقليم تجراي في شمال اثيوبيا .
وهؤلاء المناضلين حملوا القليل من الزاد والسلاح والذي يتكون من خمس قطع اسلحة من الطراز القديم وبعض المعدات وقليل من الشعير والحنطة و3 كيلوجرامات من السكر واثنين من اواني الطبخ وبراد شاي ووصلوا لمنطقة ديدبيت وهم سحول وسيوم واقازي وقلبت وغدي وبرهو وسهاي واسفها ومسقنا ومكئيلي وخوخوب .
وفي عام 1975م عقب نيل مجموعة من هؤلاء الافراد تدريبات في اريتريا والتي تحركت اليها المجموعة من قبل تحركوا لمنطقة تسمي غلاغل والتقوا ببقية اصدقائهم من المناضلين والذين تحركوا من كافة المناطق ومنهم من قاموا بعمليات تحريض لمواطنين في مدن عديدة واستنفروا شباب اخرين .
وعقب ذلك ابتداء من شهر يكاتيت من نفس العام قاموا بتقييم انفسهم على البرامج الموضوعة لمدة خمس شهور ، وعقب هذا التقييم تم اختيار سيوم وموسيي وسحول لقيادة القيادات التحتية ابتداءً من العام 1975م باتباع اول نظام ديمقراطي انتخابي لاختيار افراد يقودوا المجموعة ، وعدم توفر الاسلحة الكافية اصبح اهم المشاكل التي وقفت امام تسليح كافة القوات ، وبهذا السبب حدثت بعض المفاهيم الخاطئة والتي كان سببها تسليح مجموعة صغيرة والبقية لا يملكون الاسلحة الشيء الذي كاد ان يؤدي لخلاف داخل الحزب في اولى المراحل والتي تم حلها بالسبل الديمقراطية ، وواجه النضال العديد من المشاكل بسبب نقض المؤن والعتاد والاسلحة ، تحملا ً للبرد وصعوبة الطقس والبيئة الصعبة والامراض المزمنة وحر الصيف اصروا على مواصلة نضالهم.
ولم يجدوا أي مقاومة تذكر لمواصلة نضالهم الذي خططوا له ، ووضعوا خططاً كبيرة وتحركوا بموجبها لعدد من المناطق المختلفة ، وواجهت التحركات عقبات لم تكن في الحسبان ، وتم القاء القبض على مجموعة تتكون من ثلاث من المناضلين من قبل قوات الدرق والذين تم القائهم في سجن مدينة شيري وكانوا يحملون رسائل الى اريتريا ويقود هذه المجموعة شخص يسمي موسيي ، وحاول مجموعة من المناضلين وهم يلبسون ملابس القساوسة والمزارعين لإخراج موسيي من سجن النظام العسكري .
في مدينة شيري واجه المناضلين العديد من الصعوبات التي كان من ضمنها عبور انهار ممتلئة على اخرها وكان في سجن شيري موسيي الاسير الذي كان يقوم بدور الشخص الذي فقد عقله حتي لا يتم استجوابه ، وكاد الفيضان ان يحمل العديد من المناضلين منهم سحول مع كافة امتعته ، ودخل عدد اثنتي عشر مناضل في اول معاركهم مع الالاف من قوات الدرق التي تحمل اسلحة وعتاد كامل ضد قلة قليلة من الاسلحة والتي تعتبر اول دروب النضال المسلح، وهذا النضال عمل على تحرير موسيي من الاسر ، وبدأ هذا النضال يتسع في كافة مناطق اقليم تجراي .
العمل معا لأقصاء جبهات أخري في المنطقة
فكان أن عملتا الجبهتان لأقصاء ومحاربة الجبهة الثالثة “جبهة التحرير الاريترية “،التي سبقتهما في النضال ضد الحكم العسكري وعملتا مع بعضها البعض لمحاربة تلك الجبهة التي كانت سباقة في النضال في تلك المناطق.
ولكن مع مرور الوقت شبت بعض الخلافات فيما بين قيادات الجبهتان ،وخاصة عقب دحر القوات الحكومية في مدن مختلف ،وصولا لمدينة “دبربرهان” القريبة من اديس اببا ،وذلك عقب تحركات القوات الثورية الإثيوبية والتي كانت من ضمنها بعض القوات الخاصة بالشعبية ،خلال اتجاههم لأخضاع العامصة الإثيوبية أديس اببا،فسرعان ماشب الخلاف بين قيادات الثورية الإثيوبية ،الذين أشتموا أن هنالك نوع من التأمر على تلك الجبهة ،فكان مقترحا من عدد منهم بأن على قوات الشعبية التراجع والأبتعاد من هذا المسار ،وأن تحرير أرتيريا تم بمساعدتنا ولهذا يكفيهم ذلك ،ولكن بعض القيادات أمثال ملس زيناوي كانت لهم رؤية أخري، وهي ان تواصل قوات الشعبية معهم دخول العاصمة الإثيوبية أديس اببا ،كنوع من التعاون فكانت نوع من الخلافات التي لم تنتهي إلا بعض الأستفتاء ،الذي قرر بموجبه الشعب الأريتري الأنفصال على إثيوبيا ,ذلك في العام 1993 ،الشئ يعتبر أولي خطوات الخلاف الذي وصل للحرب الإثيوبية الإريترية .
حرب أبناء العمومة
كلفت الحرب الأخيرة التي دارت بين الحكومتين الإثيوبية والأريترية (1998-2000)،التي كانت بسبب بعض الخلافات المتراكمة بين الحزبين الذان كان لهما اليد الطولي فيها بسبب تراكمات كانت منذ فترة طويلة ، اهمهما النزاع الحدودي حول مثلث بادمي وزالمبسا ،بدأت بعد تحرير أديس اببا ،وأدت فيما بعد لعمليات أغتيال لعدة شخصيات إثيوبية داخل البلاد ،كلنت تقف للعلاقة بالمرصاد وتعترض عليها ،كلفت البلدين العديد من المواطنين وأدت لتوقف المنطقة إقتصاديا وسياسيا وعملت على قطع كل شيء بين الشعبين ، فقامت كل دولة باستضافة معارضي الدولة ألأخري، وأصبحت مهددا لأمن وسلامة الدولة الأخري عبر حشد وتحريك قوات المعارضة الموجودة في أراضيهما ،

لقرابة العشرين عاما ولم توجد خلال تلك الفترة أي تواصل بل أدي أيضا لأبتعاد اريتريا من عضوية الأتحاد الأفريقي ،وتم تصنيفها كدولة راعية للأرهاب ،بسبب الجهود الدبلوماسية الإثيوبية ،أصبحت الدولة أريتريا بعدية العلاقات الدبلوماسية مع اغلب دول الجوار ، ولم يكن لها سوي بعض الأدوار في تأجيج الصراع في المنطقة ،الشئ الذي عمل على إقصائها خارج بعض التحالفات التي قامت في المنطقة ،وظلت عضويتها معلقة لفترات طويلة في العديد من المنظمات الإقليمية “تحالف صنعاء”و”الأيغاد” والأتحاد الأفريقي،ولم تكن تتفاعل مع حراك اٌقليمي في المنطقة .
أعمال عدائية متبادلة
ظلت الحكومتين في البلدين تعملان ،على تأجيج الصراع فيما بينهما لفترة طويلة ،وكانت كل واحدة تتربص بالأخري لسنوات ،مابين أختراق للحدود وبعض المحاولات والتحركات لأختراق الحدود ،وشد وجذب ظل العلاقة في حالة اللاسلم واللاحرب ،وحاولت جهات دولية عدة لخلق تقارب بين وجهات النظر ولكنها لم تككل بالنجاح ،فظلت العلاقة مقطوعة بين الشعبين اللذان خسرا مائات الالاف من أبنائهم خلال الحرب التي أستمرت لعقدين من الزمن ،مسببة خسائر فادحة للدولتين .
توقيع اتفاقا للسلام اخيرا
وقعت كل من إثيوبيا وإريتريا في 9 يوليو2018 إعلان المصالحة والصداقة ، الذي أنهى أطول حرب في القارة الأفريقية 1998-2000 أدت إلى قطيعة استمرت لأكثر من عقدين من الزمن كانت العلاقة فيها بين الدوليتن هي حالة اللاحرب واللاسلم ،وتم بموجب “إعلان المصالحة والصداقة”، فتح السفارات بين البلدين وتطوير الموانئ واستئناف رحلات الطيران، وفتح المعابر الحدوية أمام شعبي البلدين.
وأعتبر تلك المرحلة أحدي مراحل التحول التاريخي، في سلام البلدين ، أذ بدأت تطبيع العلاقات بعد فترة طويلة من الخصومة، وإنهاء حالة الحرب.
ولكن على الرغم من ذلك لم تستمر العلاقة طويلا بل ظهرت بعض العلامات ،التي تؤكد ان الموقف مازال يشوبه بعد الضعف ،أذ قامت أريتريا باغلاق معابرها الأربعة مع إثيوبيا بدون أي سابقة أنزار ،فكانت الحركة التي طرحت العديد من التساؤلات ،وخاصة في ظل الخلاف الذي لم يطوي بصورة كبيرة بين الجبهتان اللتان ظلتا تقفان مواقف غير واضحة في التعامل مع بضعهما البعض ،فكانت هنالك بعض الهواجس الأريترية من التعامل مع الوياني ،الذي يحكم اقليم تقراي المتاخم لأريتريا ،ولم يكن بعض قيادتها راضين على عودة العلاقة مع اريتريا ،وخاصة أنهم من خاضوا وتضرروا من الحرب بين البلدين .
ويري العديد من المراقبين أن السلام الإثيوبي الأريتري ،لا يمكن أن يتم مالم يتم طئ الخلاف بين الجبهتان في الدولتين ،الجبهة الشعبية لتحرير تقراي في إثيوبيا ، والجبهة الشعبية لتحرير أريتريا ،وتصفية كل الخلافات بينهما، مالم يتم ذلك سيكون هنالك بعض التراكمات في ظل تهجس الجانبان من بعضهما البعض .

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.