ما يفكر به آبي أحمد،لا يعرفه أحد سوي آبي أحمد!

الدكتور آبي أحمد مثل الكتاب،وعدد صفحاته تتجاوز الف صفحة،وفي كل صفحة حكاية،ووراء كل حكاية قصة،ووراء كل قصة إنسان،ووراء كل إنسان شعب،ولكل شعب تضحياته وتاريخه وكفاحه وآماله وتطلعاته.وكعادة البشر لم نقرأ الكتاب جيدا،بل حملناه علي أكتافنا مثل الكتب القديمة والحديثة،لنعلن الإيمان بكل ما جاء به الكتاب وصاحب الكتاب!!!نصادف من وقت الي آخر كتب ومؤلفات عديدة،ومن العنوان نعجب به دون أن نلتفت الي مقدمته وصفحاته!،وكذلك الشعب الإثيوبي وقع في حب وتقدير وتعظيم بطلهم،وذلك قبل أن يتأكدوا من مختطاته السياسية والحزبية والمستقبلية،وهكذا حقق الرجل ما لم يكن يحلم به حتي في المنام.وكل الشعوب الإثيوبية تصورت أن آبي هدية من السماء،وكل الشعوب المضطهدة في العالم بدأت تتحدث عن إنجازاته في المجال السياسي والإنساني والإقتصادي والمعرفي والعسكري،وحتي آبي نفسه لم يعد يصدق أن من حقق كل هذه الإنجازات هو آبي العسكري الذي خرج من رحم وياني!وهكذا نال آبي جائزة نوبل للسلام دون عناء.وهذا الكتاب الذي أتحدث عنه هو آبي الذي لم نقرأه جيدا لحد الآن! وبعد فوات الآوان إكتشفنا أن في الكتاب آيات تخالف مبادئنا وعقائدنا كمجتمع إثيوبي كبير،فيه أكثر من مئة لغة،وأديان مختلفة،وفي صفحاته سطور مظلمة غير واضحة المعالم والأفكار،وفي سطوره كلمات مبهمة تحس بها ولا تفهمها تماما حين تقرأها.ونستطيع أن نقول أن آبي يبدوا مختلفا،ومخيفا بعد الشئ،بآرائه وسياسته،وأقوله،وأفعاله.وهل يهدف آبي من وراء سياسته الي تنظيم حزب لا يؤمن بما يؤمن به الشعب الإثيوبي؟وهل يهدف آبي الي إختطاف الثورة بعد أن إختطف ثمارها؟وهل يسعي آبي الي حكم إثيوبيا بالطريقة الهيلي سيلاسية لإرضاء من كانوا أسياده؟وهل يسعي آبي إلي إختطاف إثيوبيا،بعد أن إختطف جائزة نوبل للسلام؟وهل يسعي آبي الي تطبيق سياسة آمهرة الشيطانية البشعة،الذي أشرفت علي إبادة المئات من المواطنين في عهد ملكه،إنها خطة لا يتصورها العقل في فظاعته،ولا بد أن الذين خططوا لها ونفذوها،لم يكونوا بشرا،بل قبيلا من العفاريت.وهل يريد آبي محاسبة جوهر،لأنه العقل المحرك للثورة في إثيوبيا؟السيد محمد جوهر يوصف في الأوساط الإثيوبية بحق،أنه(مهندس) الثورة،هو المخطط والمحرك لهذه الثورة الشبابية التي إنضم اليها آبي بحرفة شيطانية ليكون في المقدمة خطيبها في كل منبر! آبي إنسان قبل أن يكون قائدا،آبي إنسان قبل أن يكون عسكريا،وها هو آبي الإنسان يسعي الي إستغلال الإنسان،وضع لنفسه خطة،دون أن يستشير أحدا من الثوار،فهو طموح ككل البشر،ولا تنسو أنه إفريقي،والإفريقي إذا جاء الي السلطة يكفر بكل ما جاءت به الكتب السماوية!فالحالة واحدة،والنتيجة واحدة.وكل الأوساط الإثيوبية تقول:أن جوهر هو من ترك آبي في المقدمة،وها هو آبي يعلن الحرب علي جوهر!وها هو آبي يخطط لإعادة إثيوبيا كما كانت سابقا تحت قيادة الحزب الواحد،ليضع حدا لحكم الأقاليم الضعيفة المنشغلة بنهب ثروات شعوبها وأقاليمها،وإقليم العفر بالمقدمة غارق في الفساد واللصوصية،وقادته تجار ألم العفر! فلا سبيل للأمل الا بتأديبهم ومحاسبتهم وإزاحتهم عن الحكم.وأما ما يفكر به آبي،لا يعرفه أحد سوي آبي.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

الوعد الصادق.. تحدّي إيراني وتحولات إقليمية في مواجهة إسرائيل.

ال 14 من نيسان – إبريل 2024..كانت عملية الوعد الصادق اليوم الذي كسرت فيه إيران …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.