اقتفاء الأثر وجني الثمر في سيرة ملك البر والبحر الملك العظيم ملك مسمار العفري (نجوس يسمر ( سلطان السلطنة العفرية في القرن الرابع عشر الميلادي خلال الفترة 1464م – 851 هـ

اقتفاء الأثر وجني الثمر في سيرة ملك البر والبحر الملك العظيم ملك مسمار العفري (نجوس يسمر (
سلطان السلطنة العفرية في القرن الرابع عشر الميلادي خلال الفترة 1464م851 هـ

بسم الله والحمدلله وبه نستعين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ,,,,

 

مدخل :   ظلَّ الشعب العفري ينعم بسيادته وحريّته الكاملة منذ قديم الزمان تحت ظل قيادته الوطنية من ملوك وسلاطين كان لهم دور كبير في الحفاظ على السلطنة العفرية وأراضيها التاريخية , صمدوا أمام أطماع التوسعيين من جيرانهم والغازين القادمين من خارج المنطقة، محافظاً على وحدة أرضه وحريّتها واستقلالها , حيث أن أهمية السلطنة العفرية و موقعها الاستراتيجي وخصوبة أراضيها ولما حباها الله من خيرات كثيرة
قد كانت دائماً من الأسباب والدوافع التي أدّت إلى قيام الحروب المتكرّرة بين السلطنة العفرية وبين ملوك وأباطرة الحبشة وغيرهم  من الغزاة الطامعين بأرضهم ولما اضطلع به العفر وسلطناتهم وسلاطينهم بدور بارز في نشر الإسلام وحماية الشعوب المسلمة باذلين أرواحهم وأموالهم في سبيل خدمة هذا الدين وإعلاء كلمته وتحكيم شريعة الله وتنفيذ تعاليم الإسلام السمحة والاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسول عليه الصلاة والسلام  مما جعلهم هدفاً من قبل الغزاة والقوى الاستعمارية التي حاولت بكل السبل القضاء على هذا الشعب ومحاولة تجهيله والتضييق عليه وتهجيره
 من أرضه وتهديد استقراره وضع استراتيجياتها لطمس معالمه وتاريخه وقد ظل نظام السلاطين يحكم الشعب العفري إلى وقت قريب, وهو نظام يحمل الطابع الإسلامي السلاطني القبلى والمكلي الوراثي . 

 إن التاريخ العفري مليء بالأحداث و حافل بسير وتاريخ السلاطين والملوك والأمراء والمشايخ والزعماء التاريخيين للأمة العفرية وقد كنت قد تناولت في مقالي السابق بعنوان ” سلطنة بيلول العفرية وسلطانها السلطان شحيم بن كامل الدنكلي في القرن السادس عشر الميلادي ” بعض من سيرة الملك مسمار العفري
حيث أن السلطان شحيم بن كامل من سلالة الملك مسمار
 ومن أحفاده  وقد رأيت أن أفرد له مقال وبحث مستقل لأهميته ولإبراز تاريخ هذا الملك العظيم لتمليك القارئ العربي والمهتم بالتاريخ العفري بالحقائق من مصادر موثوقة ولإزالة الغبار وكشف الغمة عن التاريخ العفري الضائع مقتنفياً الأثر وليكون بمثابة جني الثمر بعد اقتفاء أثر وبحث مثمر لأضع لكم مادة متكاملة لتعم الفائدة وسميت هذا المقال ” اقتفاء الأثر وجني الثمر في سيرة ملك البر والبحر
 
الملك العظيم ملك مسمار العفري (نجوس يسمر (
سلطان السلطنة العفرية في القرن الرابع عشر الميلادي خلال الفترة 1464م851 هـ
وأرجو أن يكون إضافة للمكتبة العربية والقارئ العربي لنضع أمامه أجزاء ضائعة من تاريخنا العفري الضائع وإبرازه بالطريقة التي تليق بتاريخ الأمة العفرية العريق  , سائلاً الله التوفيق والسداد ومني الإخلاص والعمل وتحري الدقة
 فيما أنشر والله على ما أقول وهو ولي التوفيق . 

من هو الملك مسمار العفري :-  

الملك أو السلطان (دردر مسمار ) هو أحد سلاطين العفر ( الدناكل) المعروفين ومن اشهر ملوك العفر الذين كان لهم دور كبير في الحفاظ على السلطنة العفرية واراضيها التاريخية تارة بالحرب وطرد الغزاة وتارة بعقد الهدنة ودفع الجزية وإقامة علاقات مصاهرة مع الدول المجاورة لدفع طمع الطامعين بالارض العفرية وسواحلها الذهبية حيث كانت تشهد السلطنة في عهده حروب كثيرة وأطماع وهجرات عشوائية من عدة جهات من الدول والأمم المجاورة لبلاده .

أما نسبه :هو الملك مسمار الأول بن عسى محمد الثاني بن علي الثاني (علي عبلس ) بن محمد عسى الأول بن السلطان علي الأول ( دردر أنكلي) بن السلطان حمدو بن حمد الغالي بن حمدو بن محمد بن عبدالله بن محمد بن السلطان قعدر بن شحيم مؤسس السلطنة وجد السلالة الأولى لقبيلة انكالا وهو أول من نودي به سلطاناً للسلطنة العفرية من القبيلة وقد استمر احفاده بحكمها الى عدة قرون متأخرة حتى القرن العشرين الميلادي .
وكلمة (عسى محمد ) تعني (محمد الأحمر)   – وكلمة (دردر ) تعني السلطان .

 وقد حكم الملك مسمار السلطنة العفرية في القرن الرابع عشر الميلادي أي خلال الفترة 1464-1420م
 
الموافق للقرن الثامن الهحري أي خلال الفترة 851 – 805 هـ    . 

وقد كان يطلق على  (السلطنة العفرية afar Sultanate)
 التي يحكمها الملك مسمار آنذاك (سلطنة دنكلي ( Dankali Sultanate  أو مملكة أنكالا العفرية ( Afar Kingdom Ankala )
واسم ( دنكلي ) أو ( دناكل ) وهو اسم لسلالة عفرية حاكمة سبقت سلالة انكالا الحاكمة و قد استمر اطلاقها على السلطنة العفرية  حتى القرون المتأخرة مع ان ملوك انكالا قاموا بتعديل اسم المملكة في عهدهم من سلطنة دنكلي الى مملكة أنكالا العفرية (Afar Kingdom Of Ankala) .
 حيث كان شائعاً في تلك الحقب الزمنية إطلاق اسم الأسر الحاكمة
على الشعوب التي تحكمها تلك الأسر , وأسرة أنكالا المشتق اسمها
من اسم ” أنكلي” نسبة الى جد السلالة السلطان (دردر علي أنكلي )
وهي ثالث أسرة وسلالة حكمت السلطنة العفرية لما يقارب ثمانية قرون).

 

 وقد كانت مملكة أنكالا العفرية تبسط سيطرتها آنذاك على جزأ كبير من الأراضي العفرية التي تظهر على شكل مثلث متكامل الأضلاع وتعرف بـ )المثلث العفري  Afar Triangle ويسميه العفريون (Qafar Sidiiicamo) الممتدة من زيلع جنوباً إلى ما بعد شمالي مصوع حالياً والتي كانت تعتبر جزيرة من جزر أرخبيل دهلك وخليج عدوليس وزولا والاودية والمرتفعات المطلة على سهولها بما في ذلك جزر البحر الأحمر الممتدة من أقصى جزيرة من أرخبيل دهلك شمالاً إلى مناطق وسواحل شبه جزيرة بوري وخليج إرافلي ومنطقة منقبو وبويا والجبال المتاخمة لها شرقاً وسواحل البحر الأحمر ومراسيها من معدر وهواكل وطيعو وبيلول وعصب ورحيتا وتاجوري وأوسا وباتي حتى هواش جنوباً والمنخفض العفري  (Afar Depressin) ومناطق دُكُعا (Doka) المتاخمة لأراضي تيجراي غرباً وكانت في عداء مستمر مع قبائل التجراي وكانت هذه المملكة العفرية تواجه غزوات بين الفينة والأخرى من قبل قبائل التجراي التابعة لمملكة أكسوم حيث قاومتها بنوع من الحزم والاستماتة بصرف النظر عن الهدنة التي كانت تسود علاقتهما واستطاع الملك مسمار باحتواء ذلك العداء ويقاف زحف ملوك اكسوم واباطرة الحبشة للاستيلاء على الاراضي العفرية بإقامة هدنة تارة واقامة علاقات مصاهرة تارة معهم للإحلال السلام بين المملكتين المجاورتين (مملكة اكسوم والمملكة العفرية وحفظ الاستقلال الذاتي لمملكته العفرية وعدم خضوعها للمملكة الحبشية التي تطمع باراضيه وسواحله المطلة على البحر الاحمر ) . [بتصرف من كتاب المنهل في تاريخ وأخبار العفر(الدناكل) للشيخ جمال الدين  الشامي وابنه الدكتور هاشم جمال الدين ص230, 444  ] لكن الامم والشعوب الاخرى المجاورة لهم كالعرب والاحباش استمرو بمخاطبتهم ب(دناكل – Dankil) وينادولون مملكتهم ب(دنكلي – Dankali) وهم لم يمانعوا ذلك حيث أن قبائل دنكلي وانكلي بالأساس ترتبطهما صلات نسب من قرابة ومصاهرة وكانت تكون قبل تأسيس السلطنة حلف قبلي اطلق عليه (بدي مرو) أي حلف قبائل البحر الاحمر وهذا الحلف القبلي متواجد حتى الان وان كان في الوقت الحالي لا يشمل انكلي وانكالا حيث انها مستقلة وبقي الحلف يطلق على بعض القبائل العفرية القديمة .

الملك مسمار سيداً لقبيلته ( أنكالا Ankala Tribe – ) 

 ج

تولى الملك مسمار سيادة القبيلة خلفاً لوالده وهو منصب متوارث قبل وصول القبيلة لحكم السلطنة العفرية واستمر حتى بعد زوالها ومازال احفاد الملك مسمار لديهم مشيخات متوارثة في بوري ودهلك وعصب حتى الان . 

حيث أن الملك مسمار بالاضافة الى كونه سلطاناً لعموم السلطنة العفرية خلفاً لوالده السلطان محمد الثاني الذي ورث منه عرش السلطنة
واميراً للامارة الشمالية للسلطنة العفرية (إمارة دهلك وشبه جزيرة بوري والمناطق التابعة لها)  التي كان يحكمها كأمير وولي عليها في حياة والده السلطان واستمر بحكمها بعد وافاة والده احتفظ بالإمارة التي كان يحكمها بالاضافة الى كونه سيداً وسلطاناً لقبيلة انكالا حيث كانت سلالة انكالا هي الحاكمة للسلطنة العفرية في تلك الفترة وما قبلها واستمرت فيما بعد لعدة قرون متأخرة . 

 الملك مسمار أميراً للإمارة الشمالية للسلطنة العفرية

والإمارة الشمالية للمنطقة الشمالية والشرقية للسلطنة العفرية  كانت تشمل
 ( سلطنة أو إمارة دهلك وجزرها وعمومها وشبه جزيرة بوري والمناطق التابعة لها ) .

يقول المؤرخ العفري الكبير الدكتور هاشم جمال الدين الشامي صاحب المنهل : شمل حدود تلك المملكة دهلك وشبه جزيرة بوري وبعض أجزاء المنخفض العفري في الوقت الذي امتدت فيها حدودها الساحل الغربي للبحر الأحمر من جزر دهلك إلى ما بعد طيعو وارعتا الحالية حتى بيلول(وكانت هذه الإمارة جزأ من مملكة أنكالا وإمارة من الإمارات التابعة لها ) حيث كان يحكم المناطق التي تقع بعد ذلك أمير آخر من نفس السلالة التي كانت تحكم عموم السلطنة وذلك عندما كان الملك مسمار أميراً قبل أن يتولى حكم السلطنة  .

  

مدينة عوان عاصمة الإمارة التي يحكمها الملك مسمار

كانت مدينة عوان عاصمة الإمارة الشمالية للسلطنة العفرية
بالإضافة إلى وجود مدن أخرى كان يتخذها الملك مسمار مقر حكمه للإمارة , ومدينة عوان  مدينة من المدن العفرية القديمة في منطقة شبه جزيرة بوري ومطلة على ساحل البحر الأحمر محاذية لجزر دهلك وسواحل اليمن والجزيرة العربية .

 ويؤكد المؤرخ اليمني العلامة الحسن بن أحمد الحيمي
 في كتابه سيرة الحبشة في زيارته لبيلول وهو في رحلته الى الحبشة ولقاءهـ بسلطان بيلول آنذاك السلطان شحيم بن كامل الدنكلي ) : وجود حسن المعاملة وجميل المواصلة والاتصال بين حكام اليمن وحكام بلاد العفر ولاسيما حكام المناطق الساحلية والتي لم تكن تقع في نفوذ مملكة الحبشة وإنما كانت مستقلة استقلالاً تاماً عنها والتي يطلق عليها في الوقت الحالي دنكاليا (الإقليم العفري في ارتريا) ممايدل على وجود علاقات وطيدة بين الإمارة العفرية في بيلول وغيرها من المناطق الساحلية العفرية وحكام اليمن في زبيد والمخا وغيرها من بلاد اليمن عبر التاريخ .

يقول المؤرخ العفري الدكتور هاشم جمال الدين الشامي
صاحب كتاب المنهل معلقاً على المؤرخ القلقشندى
في معرض حديث عن مدينة عوان العفرية :-

 

أما مدينة عوان (التي كانت عاصمة الإمارة التي كان يحكمها الملك مسمار ) فكانت على ساحل بحر القلزم (بحر عيزاب – البحر الأحمر ) مقابل تهامة اليمن وقد أصبحت هذه المدينة في طي التاريخ ولا تجد لها أثراً أما الجبل فباق(جبل عوان) كما وصفه أهل التاريخ وإذا كان وقت الضحى ظهر منها الجناح
وهو جبل عال على البحر .

 الملك مسمار ملكاً للمملكة وسلطاناً للسلطنة العفرية :

في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي وبداية القرن الثامن الهجري تولى الملك مسمار حكم السلطنة العفرية .
وهو من الملوك المعمرين وجلس على عرش السلطنة أطول مدة حكم ممن سبقه من سلاطين انكالا لذلك اشتهر اسمه وفاضت سمعته وكثر احفاده وطال امدهم بينما انقرض الكثير وافل نجم اخرين من بني عمومته واخوته .

الملك مسمار ذكره المؤرخ القلقشندي صاحب كتاب صبحي الأعشى في صناعة الإنشا وذكره أيضاً صاحب كتاب المنهل في تاريخ وأخبار العفر الدناكل وكذلك صاحب كتاب المثلث العفري في القرن الإفريقي عبر العصور التاريخية وغيرهم من المؤرخين .

 تولى الملك مسمار عرش السلطنة وهي تشهد غزوات عابرة للقارات وحروب صليبية مدمرة وهجرات عشوائية لبعض القبائل البدوية المجاورة وكوارث طبيعية كالبراكين والاوبئة وانتشار الأمراض المستعصية والأمة العفرية في حالة نفير واستنفار و في انكسار ذل وانهزام نتيجة الاسباب المذكورة لذلك اضطر لعقد هدنة مع امبراطور الحبشة لصد طمعه بارضه بينما اخوته في جنوب السلطنة فتحو عدة جبهات لردع هذا الامبراطور الصليبيي الطامع باراضيهم الإسلامية المسالمة والقضاء على شعوبهم المسلمة .

 
لذلك اصبح جزأ من السلطنة العفرية في جنوب السلطنة شبه مستقل وبالتحديد في إمارة تاجوراء الذي انتقلت عاصمتها الى مدينة زيلع العفرية مؤقتا ثم استمرت الامارتين في التعاون فيما ابينهما و اطلق عليها سلطنة عدال و على سلاطينها سلاطين عدل الامراء وتوحدت معها فيما بعد الامارات المجاورة لها وخاصة امارة ايفات وغيرها من الامارات الاسلامية وقد اصبحت في عهد السلطان العفري الإمام احمد غُرى( الأشول) امبراطورية عدال الاسلامية حيث ضمت عدة ارضي وامم وامارات إسلامية اخرى من غير العفر تحت راية الاسلام وتحت حكم الإمام وجهاد الصليبين الطامعين بأراضي المسلمين معاً واتفقت وتوافقت تلك الامم المتحدة مع الإمام بتأسيس سلطنة اسلامية مناهضة للامبرطورية الحبشية الصليبية المعادية ثم انقسمت بعد وفاة الامام وانهارت الإمبراطورية العدلية ولكن بقيت سلطنة عدال العفرية قائمة في كل من إمارة تاجوراء وامارة زيلع 

وإمارة هرر وإمارة أوسا التي انتقلت اليها العاصمة ثم اصبحت هذه الامارات من ممتلكات آل عدعلي ومودي جد سلاطين العفر من سلالة حرا الماحس الحاكمة منذ القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي ومازالت سلاطناتهم باقية حتى الان و تربطهم صلة نسب وقرابة بأبناء عمومتهم و اخوالهم في شمال وشرق السلطنة العفرية من احفاد الملك مسمار حيث ينحدرون من سلالة احد سلاطين انكالا من جهة الام وقد يكون شقيق الملك مسمار وهو السلطان عسى محمد الثالث المعروف (بدنكاحي يكمي ) حيث كان يتولى حكم الإمارة الجنوبية للسلطنة العفرية وكانت عاصمة سلطنته في مدينة رحيتا وكانت تعتبر مدينة تاجوراء عاصمته الأولى حيث اتخذها اجداده سلاطين انكالا نقطة انطلاقتهم ومركز حكمهم للسلطنة العفرية .

ومن الحكام المعاصرين للملك مسمار السلطان سعد الدين من سلطنة عدال او عدل العفرية وهو من سلاطين عدال الاقوياء والحطي الحبشي اي امبراطور الحبشة زرءا يعقوب والملك الحبشي بيدا مريم .

يقول المؤرخ الارتري الكبير المناضل الدكتور محمد عثمان أبوبكر صاحب كتاب المثلث العفري في القرن الإفريقي
 
عبر العصور التاريخية( ص20-21-22( :- 

  أثناء حديثه عن الملك مسمار العفري :

  الحروب الكثيرة التي كان العفر يخوضونها مع جيرانهم أو ضد الغزاة الأجانب لبلادهم , حيث إن العفر معروف عنهم دائماً الحروب ومواجهة أي غازي قاصد الحبشة عبر البحر الأحمر, نظراً لوجودهم على هذه البوابة الشرقية من البحر الأحمر من مصوع حتى زيلع , كما خاضوا حروباً مع الأجانب من الفرس واليونان والبرتغاليين والأتراك وأخيراً الإيطاليين , كما تعرض العفريون في الزمن القديم قبل الاستعمار الأوروبي لهجمات كبيرة من البيجا في الشمال الشرقي
في عهد الملك الدنكلي نجوس يسمر ( الملك مسمار ) ,
علماً بأن العفر كانوا يسمون ملوكهم نجوس ( نقوس(
في ذلك الزمان وقد أخذ اللقب من ملوك قدماء العفر ، إن هذه الحروب التي كانت تخوضها العفر في العصور المختلفة كان لها تأثيرها من حيث النمو والازدهار والنماء , ولم يتمكن الملك العفري الملك مسمار من الدفاع عن شمال البلاد من البجا , نظراً للهجمات التي كانت تتعرض لها بلاده من الجنوب
من قومية ( أرومو _ الجالا) المجاورة مما مكن البيجا احتلال شمال دنكاليا بإريتريا حاليا حتى سمهر حيث كان حدود البلاد العفرية قديماً أبعد بكثير من الحدود الحالية وانسحب الملك مسمار إلى الشرق وجعل من إرافلي مقره الجديد , وبنى سداً منيعاً لمنع تقدم البيجا من سفح الجبل إلى عمق ثلاثة أمتار داخل البحر وذلك في غرب مدينة إرافلي , حيث توجد آثار ذلك الحائط حتى اللان تشهد على عظمة ذلك الملك وحنكته العسكرية , كمايوجد سد مماثل لسد إرافلي في ( عبدور ) بمنطقة ( دالي ) على بعد 30 كيلوا متراً من إرافلي بناه أيضاً ملك عفري آخر وهو أحد أحفاد هذا الملك بعد قرن من بناء سد إرافلي, ولقد بني السد الأخير لمنع هجمات أهل الهضبة من الحبشة وخاصة تيجراي , وكانوا يشنون دائماً هجماتهم على شعوب المنخفضات منذ القرون الوسطى إلى عام (1930م )
 وفي إرافلي توجد صخرة تسمى بالعفرية :   ( أنكالا سريسا دا
(أي الصخرة التي تكسيها أنكالا) وقيل أن ملكاً عفرياً ( نجوس ) من قبيلة أنكالا كان مقره هناك , كان يتقلد اللباس الملكي  على هذه الصخرة الكبيرة والتي لا تزال قائمة حتى اللان بشكلها الذي يشبه منصة الملك أو عرشه ,وكما توجد في جنوب شرق إرافلي على بعد عشرين كيلوا متراً في سهل ( منقبو) منطقة تسمى ( نجوس ربينا) أي مرقد الملك ويقول الرواة أن الملك (نجوس ) الذي قتل في هذا الموقع هو الملك شحيم والمشهور بـ ( نجوس شحيم الأبرار ) وكان زعيماً مسلماً ومجاهداً ومرابطاً لحماية بلاده وشعبه وعامة المسلمين من هجمات الغزاة الأحباش والذين كانوا يغزون بلاد المسلمين من هضبة التيجراي ، ونجوس شحيم الأبرار الذي استشهد في ذلك الموقع هو من قبيلة أنكالا العفرية التي كانت تحكم جميع بلاد العفر … الخ كلامه) . 

 ملحوظة : يقوم العفريون ببناء قبور شهدائهم على شكل اهرامات لتمييزهم والثأر لهم ويطلقون عليها ( ويدل- Waydal) وهي قبور فرسانهم الذين ماتوا في الحروب و الغزوات ممن استشهدوا للدفاع عن الأرض العفرية من السلاطين والملوك وجنودهم العفرية .
حيث كانت هذه الإمارات لديها أنظمة وقوانين خاصة بها ومستقلة استقلالاً تاماً عن الحبشة وكانت علاقة العفر مع مملكة الحبشة النصرانية في الهضبة والجنوب علاقة حروب مستمرة
ومتواصلة لا تهدأ تبادل فيها الطرفان النصر والهزيمة واشتدت حدتها بعد دخول العفر في الإسلام وقيام القبائل العفرية المسلمة بإنشائهم للسلطنات الإسلامية التي حملت لواء الجهاد لنشر الإسلام في ربوع المنطقة ومازالت آثار تلك الحروب باقية في طول وعرض الأراضي العفرية وتوجد مئات المقابر المبنية على شكل أهرامات يصل ارتفاع بعضها إلى عشرة أمتار ويطلق عليها العفريون ( ويدل) وهي قبور فرسانهم الذين ماتوا في الحروب ضد غزوات الحبشة وكانت هذه السلطنات عفرية عربية إسلامية والسلطنات الإسلامية التي أسسها العفر من في المنطقة كان يطلق عليها إمارات الطراز الإسلامي
 ( أي الإمارات التي تترز ساحل البحر الأحمر بالإسلام )

و يقول المؤرخ العربي الكبير العلامة القلقشندي في كتابه صبح الأعشى في صناعة الأنشاء (ج5-ص320 ( .
(واصفاُ مناطق الإمارة الشمالية للسلطنة العفرية وعلى رأسها دهلك وعوان)

     قلت: وأهمل المقر الشهابي بن فضل الله في مسالك الأبصار التعريف عدة بلاد من مماليك الحبشة المسلمين :منها جزر دهلك الواقعة في الإقليم الأول( يقصد إمارة دهلك وجزرها وشبه جزيرة بوري والتي كان يحكمها الملك مسمار(  قال في تقويم البلدان: دَهْلَك بفتح الدال المهملة وسكون الهاء ثم لام مفتوحة وكاف.
ثم يقول : وهي جزيرة في بحر القلزم(البحر الأحمر) واقعةٌ في الإقليم الأول من الأقاليم السبعة.
قال في الأطوال: حيث الطول إحدى وستون درجة، والعرض أربع عشرة درجة.
قال في تقويم: وهي جزيرةٌ مشهورة على طريق المسافرين في بحر عيذاب إلى اليمن. قال ابن سعيد: غربي مدينة حلي في بلاد اليمن، فطولها نحو مائتي ميل، وبينها وبين بر اليمن نحو ثلاثين ميلاً وملك دهلك من الحبش المسلمين وهو يداري صاحب اليمن (يبابع ويتبع تبعية رمزية ودينية للإمام حاكم اليمن)،
ومنها مدينة عوان (عاصمة الإمارة التي كان يحكمها الملك مسمار وتقع في شبه جزيرة بوري ويطل عليها جبل عوان ) بفتح العين المهملة والواو وألف ثم نون، وهي مدينةٌ على ساحل بحر القلزم مقابل تهامة اليمن حيث الطول ثمانٌ وسبعون درجة، والعرض ثلاث عشرة درجة ونصف درجة.
قال في تقويم البلدان: وإذا كان وقت الضحى ظهر منها الجناح وهو جبل عالٍ في البحر(يقصد جبل عوان )
قلت( أي القلقشندي ): وقد أتى الحطي ملك الحبشة النصارى على معظم هذه الممالك(الممالك الإسلامية المحاذية لأرض الحبشة التي كان حكامها نصارى) بعد الثمانمائة (القرن الثامن الهجري) وخربها وقتل أهلها وحرق ما بها من المصاحف وأكره الكثير منهم على الدخول في دين النصرانية، ولم يبق من ملوكها سوى ابن مسمار (الملك مسمار ) المقابلة بلاده لجزيرة دهلك تحت طاعة الحطي ملك الحبش ة وله عليه إتاوة مقررة، والسطان سعد الدين( سلطان سلطنة عدال العفرية) صاحب زيلع وما معها وهو عاصٍ له خارج عن طاعته وبينهما الحروب لا تنقطع، وللسلطان سعد الدين في كثير من الأوقات النصرة عليه والغلبة والله يؤيد بنصره من يشاء.واعلم أن ما تقدم ذكره من ممالك السودان هو المشهور منها،والا فوراء ذلك بلادٌ نائية الجوانب بعيدة المرمى منقطعة الأخبار .

  يظهر في الصور خرائط و آثار قديمة متبقية من آثار السطنة العفرية وبعض شيوخ العفر في دهلك يستعرضون ذكراهم لآثار متبقية من السلطنة العفرية .  

ويقول صاحب كتاب المنهل في تاريخ وأخبار العفر الدناكل معلقاً على حديث العلامة القلقشندي عن إمارة دهلك
وملكها الملك مسمار :
هنا تجدر الإشارة على أن مملكة عدال العفرية كانت تشمل على إمارات لكل منها سلطنة ذاتية وأن ملك مسمار العفري (من قبيلة أنكالا)الذي كان يحكم شبه جزيرة بوري وجزر دهلك لم يكن تحت سلطة مملكة عدال العفرية (التي كانت تشمل ايفات وزيلع ) آنذاك .

ويقول أيضاً  أي صاحب المنهل  :
 لاحظ : بأن عبارة بحر عيزاب تعني البحر الأحمر وعبارة ملكلها من الحبش المسلمين يقصد بها ملوك العفر من قبيلة أنكالا العفرية والتي تنحدر من سلالة الصحابي الجليل جعفر الطيار بن أبي طالب الهاشمي القرشي ).

  ويقول أيضاً ( أي صاحب المنهل) : (وتنزل هذه القبيلة العفرية ( قبيلة أنكالا ) في الوقت الحاضر في نفس المكان الذي كانت تسكنه قديماً (يقصد منطقة شبه جزيرة بوري – فرع قبيلة أنكالا في بوري) (علماً بأنه أفراد القبيلة منتشرون في جميع مناطق المثلث العفري (ارتريا وجيبوتي واثيوبيا )وتتواجد بطون وأسر من القبيلة في منطقة سمهر بإرتريا حتى السودان وفي مرتفعات ارتريا حتى داخل الحدود الإثيوبية)، .
أما مدينة عوان (التي كانت عاصمة الإمارة التي كان يحكمها الملك مسمار ) فكانت على ساحل بحر القلزم (بحر عيزاب – البحر الأحمر ) مقابل تهامة اليمن وقد أصبحت هذه المدينة في طي التاريخ ولا تجد لها أثراً أما الجبل فباق(جبل عوان) كما وصفه أهل التاريخ وإذا كان وقت الضحى ظهر منها الجناح وهو جبل عال على البحر .

  كما ذكر ايضاً أن الملك مسمار العفري كان معاصراً لملك الحبشة ( أدماس بيدا مريم خلال الفترة ( 1468م)
وقد خلفه في حكم دهلك وما حواليها ابنه السلطان إسماعيل بن مسمار ثم السلطان احمد بن إسماعيل بن مسمار وقيل أنه قتل في مواجهة مع الأتراك ( الدول العثمانية ) في عام 1557م حيث كانت تواجه بلاده مضايقات من قبل الأتراك وخاصة عندما تمكن الاتراك من السيطرة على ( مصوع وحرقيقو ) وغيرها من المناطق الشمالية لبلاده ، حيث رفض هذا السلطان الاعتراف بسلطة الأتراك وهيمنتهم على بلاده كما رفض أجداده من قبل هيمنة الحبشة والبرتغاليون على بلادهم وحاربوهم بإستماتة وحزم حتى حافظوا على استقلالهم .
ومن أحفاد الملك مسمار الأول الأمير جعدار بن مسمار الثاني المشهور بــ(قبريري قعدر) وأبناءه السادة الأمراء الخمسة ) شحيم الأكبر وعسى محمد محمد بنويتا ويلقب بـ(– محمد الأحمر – ولي العهد) وسيدي حمد وإلياس وشحيم الأصغر) وكان أشهرهم الأمير شحيم الأصغر بن جعدار المشهور
 بــ( نجوس شحيم الأبرار ) ومنهم أيضاً آخر الحكام شوم جابر بن قعدر وشوم عمر بن جابر من سلالة نقوسا الحاكمة لشبه جزيرة بوري وشوم هلال محمد هلال وهم حكام شبه جزيرة بوري .
وكان آخر حكام دهلك من أحفاد الملك مسمار الأول الشيخ سراج بن محمد بن كامل( حاكم دهلك وعمومها وجزرها)
والذي كان يحظى بإحترام جميع القوى والدول الإستعمارية التي مرت على المنطقة وذلك لهيبته ومكانة بلاده الإقليمية وقد منحته الدولة الإيطالية (لقب) أزماش وتعني (السلطان كبير الشأن ) ومنحته الحكومة البريطانية لقب (بك) ثم بعد وفاته خلفه في حكم دهلك ابنه الشيخ طه بن الشيخ سراج محمد كامل والشيخ طه سراج من مشاهير العفر ومن كبار رجال الأعمال وقادة المجتمع الإرتري في الوقت الحالي .

 و يقول الدكتور محمد عثمان أبوبكر صاحب كتاب المثلث العفري في القرن الإفريقي عبر العصور التاريخية
(
ص326-328) في معرض حديثه عن مملكة أنكالا العفرية  :-

 
الأنكـــالا : هي قبيلة عفرية عربية الأصل تنحدر من سلالة الصحابي الجليل جعفر الطيار بن أبي طالب القرشي الهاشمي , وهي من أقدم القبائل العربية التي استقرت في المنطقة العفرية , وكانت تتوزع سلالتها بين عصب ومصوع ودهلك ودسي وتقيم بعض فروعها عند سفوح جبال بوري على شاطئ البحر الأحمر ,
 حيث يمارس رجالها أعمال الصيد البحري وبقية النشاطات البحرية
كما عرف عنهم التجارة ( كإنتاج الملح وتصديره) وتشتهر قبيلة أنكالا من قديم الزمان باقتنائها للخيول والفوارس حيث يفتخرون باقتنائهم لها ويعتبرونها رمز لهم
 ويطلق عليهم ( فارسلي – Faresle) أي ملاك الخيول والفوارس ،
 كما يمارسون رعي وتربية المواشي حيث يمتلك أفراد القبيلة الكثير من أنواع المواشي كالأبقار والأغنام والإبل ، وجزء من القبيلة يقطن جزيرة دهلك  وتتميز قبيلة أنكالا بمصاهرتها من قبائل التجري في إقليم سمهر كما يتواجد أبناء القبيلة أيضاً في عموم المثلث العفري  في كل من  جيبوتي واثيوبيا وارتريا وقد حفظوا سلالتهم من زمن بعيد وحافظوا على استقلالهم الذاتي ولم يخضعوا لنفوذ قبيلة أخرى , وتعتبر مكعنيلى في شبه جزيرة بوري المحاذية لخليج إرافلي من مقراتهم الرئيسية بالإضافة إلى مدينة  عصب , وكانت لقبيلة أنكالا مملكة وسلطنة تحكم جميع بلاد العفر واستمرت في حكم العفريين مئات السنين ومن أشهر رجالاتهم السيد محمد عمر أكيتو الذي عرف بمواقفه الوطنية في البرلمان الإرتري ضد المخططات الإثيوبية الهادفة إلى ضم ارتريا إلى اثيوبيا وكذلك الشيخ سراج محمد كامل الذي كان من زعماء الحركة الوطنية الإريترية المنادين بإستقلال ارتريا
 كما كان حاكماً لجزر دهلك , ومنهم أيضاً شوم عمر جابر شيخ شمل أنكالا من سلالة نقوسا الحاكمة لشبه جزيرة بوري و شوم قعدر بن محمد بن كامل من شيوخ ومراجع وسادات القبيلة وهو شقيق الشيخ سراج محمد كامل حاكم دهلك 

 وشوم هلال محمد هلال الذي كان ناظراً لقبيلة أنكالا في مكعنيلي بشبه جزيرة بوري والشيخ ابراهيم بن هلال شيخ شمل قبيلة أنكالا  ) …… الخ كلامه .

في الصور يظهر الشوم شيخ جابر بن قعدر من أعيان مدينة مصوع وشيخ مشايخ أنكالا من سلالة نقوسا الحاكمة في بوري .


والشيخ ابراهيم بن هلال  شيخ شمل قبيلة أنكالا 

وعميد بطن بني قعدر( عندا قعدرتو )

و الشيخ قعدر بن محمد بن كامل من شيوخ وسادات القبيلة وشيخ  بني سيدي 

حمد وعميد بطن حليتو وهو شقيق الشيخ سراح بن محمد بن كامل حاكم دهلك .

 والشيخ قعدر بن هلال شيخ شمل قبيلة أنكالا الحالي وعميد بطن قعدرتو
 
ويعد الشيخ قعدر من كبار وعقال وشيوخ ومراجع العفر في دنكاليا . 

وهم أحفاد الملك مسمار في منطقة شبه جزيرة بوري ومصوع ودهلك . 

  كما أسس احفاد الملك مسمارسلطنة بيلول ” “وسلطنة عصب ومن اشهرهم السلطان شحيم بن كامل سلطان بيلول الشهير وانتقلت عاصمة السلطنة فيما بعد إلى منطقة عصب وأسس أحفاد السلطان شحيم بن كامل مدينة عصب في أواخر القرن السابع عشر الميلادي حسب الروايات الشفهية للأجداد وهم وأمراء وحكام ومشايخ عصب حتى الان ومن أشهر مشايخ عصب الشيخ عبدالله بن عمر المشهور بـ(كويلير عبدالله عصب ) شيخ مشايخ عصب في العهد الطلياني ، وأيضا الشيخ عبدالله بن شحيم والشيخ حسن بن أحمد والشيخ إبراهيم بن احمد (سلاطين وملاك عصب)
 والذين عقدت معهم إيطاليا اتفاقية لشراء أراضي للتجارة والإستثمار لإنشاء خط ملاحة (كمحطة لتموين السفن القاصدة إلى الهند) في بادئ الأمر وذلك عن طريق (شركة روبانينو بواسطة المحامي سابنتو) في منطقة عصب والجزر التابعة لها بتاريخ 15/11/1869م ثم وسعت إيطاليا نفوذها في منطقة عصب وخليجها والجزر التابعة لها وتم بمشاورة وموافقة سلطان رحيتا ومشايخ أنكالا في عصب التوقيع على إتفاقية جديدة بتاريخ 11/03/1870م وأيضاً بموافقة ضمنية من السلطان محمد حنفري (سلطان عموم العفر آنذاك ) وقد عقدت إيطاليا معه ومع السلاطين والحكام المحليين عدة اتفاقيات أخرى لغرض التجارة والاستثمار في المناطق العفرية الساحلية الواقعة على ساحل البحر الأحمر كما تبين تلك الإتفاقيات الموثقة والاتصالات والمشاورات المشتركة بين سلاطين وشيوخ العفر مع القوى الإستعمارية بأن العفر كانوا يتعاملون مع القوى الاستعمارية كأمة واحدة وليس ككيانات متباينة (أي كل سلطنة على حده) كما تعد مدينة عصب حالياً عاصمة إقليم دنكاليا( إقليم عفر البحر الأحمر – الإقليم العفري في ارتريا ) وميناءها الميناء الرئيسي الثاني لدولة إرتريا كما عرف عن سكان عصب إنتاجهم (للملح وتصديره ) ويتميز ميناء عصب بالعمق الاستراتيجي والحيوي ومن أهم الموانئ والمنافذ العالمية في البحر الأحمر لقربه من مضيق باب المندب التي تمر به الأساطيل والسفن التجاربة العالمية وتتصارع الدول الإقليمية للسيطرة عليه  .
في الصور يظهر الشيخ عبدالله بن عمر المشهور بـ(كويلير عبدالله عصب )
شيخ مشايخ عصب والشيخ ابراهيم بن احمد في العهد الطلياني 

 و الشيخ عمر بن محمد بن عبدالله شيخ مشايخ عصب الحالي   .

واختم مقالي هذا بمقولة السلطان العفري الراحل المقيم السلطان علي مراح حنفري رحمه الله :

 (نحن العفر نملك مدخل البحر الأحمر ونسيطر عليه وهذا المضيق – باب المندب – سبب لنا العديد من المشاكل, ونحن نسعى بما نملك للمحافظة على أرضنا بعيدا عن أي سيطرة أجنبية, وعندما طلبت منا اسرائيل استقبال قواعد لها مقابل مساعدتنا على تطوير الزراعة والصناعة رفضنا بشدة, فما الذي سنأخذه من عصابة تغتصب وتقتل وتنتهك حقوق الشعب العربي الفلسطينى المسلم )  .

والله ولي التوفيق ,,,,, 

المراجع :

  • كتاب صبحي الأعشى في صناعة الإنشا تأليف العلامة شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي 
  • كتاب (حديقة النظر وبهجة الفكر) المعروفبـ (سيرةالحبشة) تأليف القاضى العلامة شرف الدين الحسن بن احمد الحيمى 
  • كتاب (الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلا) م.تأليفأ حمدبن علي بن عبدالقادر بن محمد المقريزي 
  • كتاب ( تحفة الزمان أو فتوح الحبشة شهاب الدين أحمد بن عبد القادر الجيزاني المعروف بـ(عرب فقيه) .
  • كتاب ( المنهل في تاريخ وأخبار العفر (الدناكل ) تأليف العلامة الشيخ جمال الدين الشامي وابنه الدكتور هاشم جمال الدين 
  • كتاب ( المثلث العفري في القرن الإفريقي عبر العصور التاريخية) تأليف الدكتور محمد عثمان أبوبكر.
  • كتاب (المسألة العفرية في القرن الإفريقي عبر العصور التاريخية) إعداد الإستاذ/ عوض داود محمد .
  • بحث (نقوش جزیرة دهلك كمصدر مؤرخ للخطوط اللینة ( النسخ والثلث) تأليف تاج الدین نور الدائم یوسف . 
  • Dictionnaire historique afar_ 1288-1982 – Didier Morin .
  • تقرير بعنوان (العفر عرب القرن الإفريقي المنسيون – مجلة العربي الكويتية ) بقلم الأستاذ/ زكريا عبدالجواد .

بقلم . عبد الحكيم بن كامل العفري
hakimkamil2@gmail.com
 5
صفر 1441هـ
4 
اكتوبر 2019م . 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.