الحرب القديمةالجديدة هل سترسم خارطة قوميات عوض الدول؟!!

______________
منذ ما يقارب السنة تستعر حرب تدور رحاهاجغرافيا في جنوب شرق إقليم العفر (المنطقة_1و٣)وبشريا أهالي المنطقة من العفروقبائل العيسى ، هم وقودها .
إن هذه الحرب قديمة قدم القوميات وحروبهم التى كانت ذات طابع مناوشات تحكمها حياة الرعاة وترحالهم أينما وجدوا المياه والكلأ لماشيتهم دون مراعات للحدودالمرسومة بين الدول،وبين خطوط التماس بين القبائل أو القوميات
ولهذا نجد اليوم موطن القبائل غير موطنهم فى القدم ، إنحساراً أو إمتداداً و ينطبق ذالك على كلٍ من قوميةالصومال،والأرمو، والعفر وغيرهم فى عموم المنطقة .وفى هذه العجالة سأقف ما أصاب العفر من إنكماش سكناهم عبر القرون شرقا من زيلع،مرورا بجنوب شرق جيبوتي الحالية ،وفي محاذات سكك الحديد في قرى مثل( مُلّلو مالكا ورر،ملكا سدى، معيسو) وعموم منطقة (ERER)التى طٌرِدَ منها تجمع (RUKBAK XERMEELA)بدأً من خمسينيات القرن الماضي حتى نهاية الستينيات،واستمر توغل قبائل العيسى
حربا حيناً ورضاً في بعض الأحيان،(أوقات الجفاف، والقحط)
بائيعازمن السلطان على مراح(رحمه الله )،الذى كان مبدؤه التعايش السلمي بين القوميتين ،ولم تساعد مستجدات أثيوبيا السلطان على تطبيق التعايش السلمي بين القوميتين حيث نفاه عام 1974 نظام الدرق، و فى الثمانينيات القرن الماضي أٌنشئت عديتو و جداميتو كنقاط مراقبة لحركة تهريب البضائع و الأسلحة،ولمتكن آهلة بالمدنيين،ومع مجيئ نظام الوياني،وتطبيقهم للنظام الفيدرالي للقوميات في أثيوبيا غير جذريا تعاطى الرحل مع مفهوم ألأرض والحدود المرسومة حديثا “1991 واحسار حياة البداوة والترحال فاسحا المجال للتمدن والإستقرار فى بلدات وقرىً، فإن المنطقة مالمحاذية للطريق المعبد الرابط جيبوتي بأديس أبابا عبر(Galafi)وعلى مرمى حجر من نهر هواش (مدغدغ مخيلة الرعاة العيسى الذين يرون الأراضى العفر الجنة الموعودة كلما قربت من هواش حيث السهول الخصبة بالعشب والمياه الوفيرة،وللو صول إلى هذه الغاية فكل الوسائل متاحة،من الإستيلائ على أراضى الغير وضمها إلى إقليم القومية الأم إن أمكنو، رفض التعايش مع أهالى المنطقة حفاظا على النقاءالإثني، والمطالبة بالحكم الذاتي،داخل الحكم الذاتي
ومع تعذر الوصول إلى المنشود ، قررت قبائل العيسى إعلان النفير العام بمباركة أعلى سلطة معنويةلها ممثلة بالأٌوجاس(ogaas) بالجلسة التى عقدت في حضرته فى 3أكتوبر ، بل زادت الأمر جسامة باستنجادها والقومية الأم الصومالية، واستجابت قبائل (الدِّر) ممثلة بالإسحاق(حتى الآن) الذين أعلن بعض سلاطينهم أنهم سيساندون إخوتهم العيسى إذا لم يحل الأمر سلماً ووجهواالنداء الى كل من الحكومة الفدرالية وإقلبمى العفر والصومال فى أثيوبيا وفي خضم هذه الحرب الطاحنة التى تأخذ محنا خطيرا بعد هذا الإعلان، ومع تنامى الشعور القومي المتطرف فى أدبياته من الأغانى الحماسية( Ciise weynoow) بصوت المغني الشاب( Maslah)رأس حربة (Barbaarta sitti)فى تأجيج حماس المقاتلين، والتي استقبلته جيبوتي الرسمية بحفاوة بالغة،وحاضنه الرئيسي محمد جامع قائد الحرس الجمهوري، متهم بأنه ألضامن للعتادوالعدّة ، ولن يكون وحده حيث جيبوتي اليوم بقبضة أبناء( Sitti) بدأ من هرم السلطة مرورا بالوزراء ووصولأ المدراء ورأس المال ( تجارة القات)الممنوع الإتجار به لغير العيسى تدر مئات الملايين ،التي تستثمر فى ألأرض العفر المستولى عليها ، ومن استعصى عليه فهم منطق العيسى فى علاقته والجيرة وتعاطيه مع أرض الغير فى الحرب والسلم، أنصحه بقراءة كتاب:(LE VERDICT DE L’ARBRE)للمؤلف؛ على موسى عِيّيِ الذى يفصل فيه العقد الإجتماعي للعيسى(ceer qiissa) المنطلق الأساسي لهم فى حلهم وترحالهم، وعلاقتهم بذوى القربى والأجانب فى الحرب والسلم ، ومن هذا المنطلق يفهم سكوت جيبوتي النظام الذي يرى فى هذه الحرب قارب النجاة، لتفريق الجيبوتيين على أساس إنتمائه القبلي ، وهم أقرب ما يكونون للإجماع على فهم أن هذا النظام آفة على الوطن والمواطنين على اختلاف انتمئاتهم،ويطيل فى عمره، وتنذر هذه الحرب على تعميق هوة الإحتقان الذى أصبح قوت يوم الجيبوتيين مع إنسداد أفق تداول السلطة و أنتفاء أدنى أسس العدالة الاجتماعية وشبح زوال الدولة ، كزمرة( كمؤسسات زالت من عقدين،ومع ذلك هل يا ترى يلعب نظام إسماعيل عمر آخر أوراقه مع السلطات الأثيوبية للمساومة بإشراكه فى حلبة اللعبة فى المنطقة كسابق عهد (ويانى) أم إن ن هناك يتم الإعداد لتغيير الخرائط القديمة ،مما يؤدي إلى تسابق محموم للتوسع ومن ثم فرض الأمر الواقع على العفر ؟!وكل هذه الأسئلة وغيرها وتبعات ذالك على منطقة القرن الإفريقي الذى لم تنعم بالإستقرار،منذ عقود، والضفة المقابلة من الجزيرة العربية ملتهبة،فالأيام  والأشهر المقبلة حبلى بالأحداث، والقوى الدولية المتصارعة على النفوذ فى المنطقة لم تكشف بعد عن أوراقها ربما على أمل أن يبرز الغالب ف المعارك أو الحرب عن نفسه ، والحرب سجال ، وإشعالها أسهل من إطفائها، والمثل العربي يقول:”مصارع الرجال تحت بروق الطمع”!

بقلم: أ عبدالله حٌمّد جدّيتو

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.