لا تقرأني كثيرا،ستصاب بالعمي من كثرة الدخان في تاريخي.

الإنسان المسلم دائما يجعل الله سبحانه وتعالي الي جانبه،والجنة من نصيبه،هو الخير،وغيره الشر،هو الملاك المنزه،وغيره شياطين وكفرة! يقتل خلق الرحمن الرحيم،وينتظر الجنة،بحورها ونعيمها،وعسلها ولبنها!ويغتصب حقوق غيره في الأرض،من مال وزرع وأرض وملك،ويتصور أنه في صراط رب العالمين! نحن في قفلة دائمة،وعقلنا في إجازة علي طول،لا يشغلنا ما يشغل الأمم المتقدمة والمتحضرة،غيرنا منشغل بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا،بينما أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام منشغلة بالحروب والقتل والإستبداد والإنقلابات والثورات والقبلية والآثنية والعنصرية والمناطقية والحزبية!أوطاننا تعيش في تعاسة من يوم ما خلق الله الأرض ومن عليها.والقفلة قتلت إنسانيتنا وضميرنا،وهذه القفلة حالت بين الإنسان المسلم والإبداع والتفكير والتدبر والتأمل.وما هو المطلوب لتجاوز هذه المرحلة،مرحلة القفلة الشبيه بالغيبوبة؟وأين تكمن المشكلة؟هل المشكلة في الإنسان المسلم الذي أصابه الكبر في سن الشباب،أم أن المشكلة في فهمنا للدين؟الإنسان المسلم مصاب بهوس فظيع،يعيش في عتمة أبدية!كيف يمكن التغلب علي هذا المرض النفسي الذي غيب العقل،ليحل في محله جنون العظمة.الفرد العادي منا يقول أنا،والقائد فينا لا يري الا نفسه،وجعلت منه الرعية إلها يعطي ويأخذ!هكذا نحن نعصي الله ورسوله من حيث لا ندري! وفي السر نترقب كل يوم موت الطاغية الذي منحناه صفة الخالق.دخيلك الهي..أصبح الدين مثل شركات تجارية تتدفق منه الأموال،وكل شركة لها رجال مجندين يعملون لصالحها،وكأنهم مافيات سوق العمل.لذا أصبح الإسلام غريبا في هذا العالم الكبير،عالم المصالح الكبري والنفاق.قبل ثمانية سنوات كتب أحد الإخوة منشورا زينه بآية قرآنية تقول:وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”قالها من باب الدعاية الإنتخابية لسيادة الرئيس!وهكذا نوظف آية الله لخدمة الطغاة!دخيلك الهي..وهل يجوز لي كمسلم أن أوظف آيات رب العالمين ليرضي عني الحاكم؟أعينوني أعانكم الله..التدين مثل الشعوذة،ولا يكفي ترديد ايات الله،إن لم نستوعب ونفهم ونوظف آياته كما أمرنا الله ورسوله بطريقة سليمة.وأخيرا أقول كما قال الشاعر العراقي من كردستان:لا تقرأني كثيرا،ستصاب بالعمي من كثرة الدخان في تاريخي.. ونهاركم سعيد.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

الوعد الصادق.. تحدّي إيراني وتحولات إقليمية في مواجهة إسرائيل.

ال 14 من نيسان – إبريل 2024..كانت عملية الوعد الصادق اليوم الذي كسرت فيه إيران …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.