قابيل وهابيل

في هذه الأيام نشاهد في ساحة التواصل الإجتماعي صراعا مريرا بين الإخوة في جيبوتي،وصراعهم هذا يذكرنا بصراع قابيل وهابيل،صراع من نوع جديد،لم نشهد له مثيلا في السابق.وليس لهذا الصراع علاقة بمصالح المواطن الجيبوتي البائس الفقير،لا من قريب ولا من بعيد،وليس له علاقة أيضا بالدين ولا بالقضايا السياسية والثقافية،ولا بأحداث الساعة التي تستحق مواكبتها!وصراع قابيل وهابيل المذكورة في القرآن الكريم:يقول أن كلاًّ من قابيل وهابيل قدما قرابين إلى الله سبحانه وتعالي،فتقبل الله قربان هابيل؛لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل قربان قابيل؛لسوء نيته، وعدم تقواه، فقال قابيل -على سبيل الحسد- لأخيه هابيل: {لأقتلنك}، بسبب قبول قربانك، ورفض قبول قرباني،فكان رد هابيل على أخيه: {إنما يتقبل الله من المتقين}، فكان ردُّ هابيل لأخيه قابيل ردًّا فيه نصح وإرشاد؛حيث بيَّن له الوسيلة التي تجعل صدقته مقبولة عند الله.ثم إن هابيل انتقل من حال وعظ أخيه بتطهير قلبه من الحسد،إلى تذكيره بما تقتضيه رابطة الأخوة من تسامح، وما تستدعيه لحمة النسب من بر، فقال لأخيه: {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين}،.ونحن لحد الآن لم نعد نعرف من هو قابيل ومن هو هابيل لنحدد موقفنا من هذا الصراع الغريب،ولا ندري من هو الشخص الذي يسعي الي ما فيه صلاح الأمة في الساحة الجيبوتية،لأن الصراع بين قابيل وهابيل يجري بأسماء مستعارة غير معروفة.وقد تكون لهم مصالح شخصية في وزارة الأوقاف،وقد تملي عليهم هذه المصالح عدم الكشف عن أسمائهم الحقيقية،لكن ما الذي جعلهم ينقلون معاركهم الي ميدان عام في مثل هذا الوقت بالذات،وهل بصراعهم هذا يخدمون الشعب والوطن؟وهل هو من أجل مصالح العفر؟أم من أجل تمتين علاقتهم بسعادة الوزير(….)؟وأين هي أطراف الصراع عن القضايا الكبري،قضية المعلمين الذين قضوا 90 يوما في سجن جبوت؟وماذا عن الطغيان المسلط في رقاب المواطنيين في محافظة دخل،أبوك،عسعيلا جالافي،ومبلا وتجورا ومولحولي ودادعتوا؟وأين نحن من إنتشار الأمراض،ونكبات الفقر والجوع،وإنعدام الكهرباء في المحافظات الشمالية؟وهل مصالحكم الشخصية أهم من مشاكل المواطن الجيبوتي يا قابيل وهابيل؟فنظام جيبوتي يفعل ما بدي له من شرور ومفاسد،بينما المثقفين منشغلين في صراعات داخلية شخصية حزبية قبلية في ساحة التواصل الإجتماعي!وهو شفاف لا يكتم ما وراءه كما تعلمون جميعا.ونحن كعفر لا يهمنا صراع قابيل وهابيل،لأنه صراع من أجل الوصول الي السلطة والثروة.والويل كل الويل للشعب العفر،إذا ما وصل هذا الصنف من البشر الي مناصب عليا،كل الناس في الدنيا تعمل لأجل مصالح وطنها وشعبها،بينما أنتم تتعاركون علي الفضلات،وتشتمون بعضكم البعض بألفاظ غير لائقة أمام الرأي العام.فهل تري أن هذه الوزارة تملك أداة سياسية صالحة تمكنها من محاولة تغيير سياستها المنحرفة عن الطريق السوي المستقيم؟فالنترك الصراع الشخصي جانبا،لنتفرغ لأمور أهم وأكبر وأعظم من هذا الصراع الشخصي الآني.ونتمني من كل قلوبنا أن يغلق هذا الملف الي الأبد.

 

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.