المعلم.

المعلم: كيف ينظر الي المعلم والمعلمة في عصرنا الحاضر،وخاصة في دولنا الإفريقية والعربية التي يعاني فيها المدرسين؟يعاني المدرس في دولنا عن الإهمال،لا يحترمه التلميذ في الفصل،ولا يحترمه المدير في الإدارة،ولا تحاول الدولة أن تغير شيئا عن وضعه وحاله!وإدارة الدولة تبغضه وتضايق عليه في عمله وفي رزقه وفي أمنه!ماذا تبقي له بعد من الكرامة؟والعدل الذي يبحث عنه المعلم بطيئ،بطيئ جدا! أصبح العدل بطيئا،كأنه يمشي في القيد!وغاية الدول عندنا هو أن يزداد المترف ترفا ويمعن المعلم في البؤس والشقاء!وحتي المدرس لم يعد يبالي بمشاكل زميله في التدريس!وإذا مرض لا يسأل عنه!وإذا أبعد عن وظيفته لا أحد يعترض!وإذا جلب الي السجن لا يفكر بالسؤال عنه أحد،ولا نكلف أنفسنا في زيارته!هذا هو حال المدرسين في عالمنا الإفريقي والإسلامي والعربي!وقبل عشرين عاما قرأت مقالة قيمة للكاتبة وفاء كريدية تناولت فيه جانبا من حال المعلم والمعلمة قائلة* :المعلمون ملائكة وصناع حضارات ووحوش) الصينيون أول شعب إكتشف أنه يسستحيل ميلاد الحضارات دون معلم،وفي كثير من الطقوس والعادات عندهم يتحول المعلم الي رمز مقدس.كونفوشيوس مثلا رفع الي درجة القديسين لا لسبب سوي أنه من بين رموز شعبية قليلة خرجت الي الشارع وعلمت الناس.الهنود عبدوا الكهنة وأقاموا لهم التماثيل لا لسبب سوي أن الكهنة في زعيم الثقافة الهندية هم معلمون.حمورابي دخل التاريخ وبقي في ذهن البشرية معلما وسقطت من شخصيته صورة الملك لا لسبب سوي أنه كان أستاذا من الشرائع وأستحدث أول مشروع لحقوق الإنسان.اليونانيون أنفسهم بوصف أرضهم أم الثقافة الأوروبية إحترموا المعلم وما كان سقراط ليبقي لولا أنه أول من علم الناس وخرج من معطفه الكثير من الفلاسفة الذين آثروا الحضارة الأوروبية ولا زالوا يثرونها اليوم..والمعلم الياباني يتمتع ببطاقات خاصة للحسم دون المهن الأخري،فهو يأكل بثمن أقل ويعالج بثمن أقل ويتمتع بموقف قوي في مجتمعه وما من سبب سوي أن اليابانيين يريدون خلق المزيد من حوافز التشجيع التي تدفع المعلم للتألق والإبتكار.تتساءل الكاتبة،وتقول:إذا كانت كل حضارات الدنيا قديمها وحديثها تحترم المعلم فماذا حدث؟وأين الخطأ ومن هو المسؤول في أروقة جامعاتنا ومدارسنا،المعلم أم الجيل؟هذا السوال نود طرحه علي وزارة المعارف والتربية والتعليم في الدول العربية.”هكذا ختمت الكاتبة مقالها،وكأنها تتحدث عن وضع المعلمين في جمهورية جيبوتي.وأخيرا جاء الفرج من السما،وبفضل نقابات المعلمين الغربيين.وشكرا للسيد عمر علي عواضو الذي كان وما يزال ناطقا بإسم المدرسين في الساحة الجيبوتية،،وشكرا لحكومة جيبوتي التي لبت الدعوة بعد ثلاث أشهر!

إبراهيم علي

*المصدر-Al Majalla
1998-العدد-956

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.