ثوروا فلن تخسروا سوي الفقر والظلم والإعتقالات والقتل.

إتفاق حنلي كان مخزيا لتطلعات شعبنا في الداخل والخارج،ولم يكن إنجازا سياسيا مع النظام القمعي الذي حول الدولة الي شركة صغيرة تابعة لشخص واحد.وهذه الإتفاقية المخزية تمت في أجواء ضغوتات دول إقليمية،وعلي رأسها نظام التيجراي الذي إستهدف المعارضة العفرية في جيبوتي،وهذا ما أدي بهم الي قبول أدني حد من مطالب الجبهة،والجبهة في حد ذاتها إنشقت الي قسمين.والذي تفاءل كثيرا،وظن أن نظام غيلي قد تغير وتبدل،هو عبيط لم يفهم جيدا ما يخطط له النظام.كان هدف النظام هو تقسيم الجبهة الي قسمين،وإضعافها لترضخ لمطالب الدولة،وهذا ما حققه النظام لاحقا.وهنا أتذكر مقولة الدكتور جورج حبش التي تنطبق علي الجناح الذي عقد الصلح مع غيلي الا وهي:إن المقاتل غير الواعي سياسيا كأنما يوجه فوهة البندقية الي صدره.وهكذا إنتحرت جماعة أوجري كفلي وأحرقوا معهم القضية العفرية برمتها،وما زال الشعب يعاني من جراء تصرفاتهم الصبيانية..إستطاع النظام العنصري البغيض أن يجمل وجه قتلته إقليميا ودوليا،وعلي هذا الأساس أصبح غيلي رجل السلام في المنطقة،وهذا بالطبع ساهم في فك العزلة السياسية التي كانت تعاني منه حكومة جيبوتي في التسعينات.وهذا النموذج السيئ من الإتفاقات هو ما تبحث عنه حكومة جيبوتي،وذلك لضمان بقائهم في سدة الحكم الي أجل غير مسمي.ونتائج إتفاق أبعا المخزي نري اليوم علي ارض الواقع!مضايقات سياسية علي العفر وضج المدرسين في السجون وتحريمهم عن المحاكمة العادلة،وتحريم المحافظات العفرية من التنمية الإقتصادية والتعليمية والصحية،وقتل المعارضين في السجون.كل ذلك لماذا؟كل ذلك للقضاء علي الإنسان الجيبوتي الذي يراه النظام عدوا!ولا يستطيع نظام غيلي أن يدعي بأنه لم يعذب أحدا،ولم يقتل أحدا ولم يبعد أحدا،فكونه المسؤول الأول عن الدولة طيلة كل هذا الزمن،فإنه يتحمل المسؤولية عن كل الجرائم التي إرتكبها كل شخص مارس التعذيب أو القتل من موظفي أجهزة المخابرات،وإذا لم يكن مسؤولا فإننا نتحداه أن يلقي القبض علي المجرمين الذين قتلوا محمد أحمد الجبهة وآخرين في السجون.وفي الآونة الآخير نشاهد بعض الشخصيات العفرية التي تستنكر ما يجري في الساحة الجيبوتية من ظلم وتهميش وتحريم وإعتقالات.ولن أقول أن هذه الأصوات غير مفيدة،بل دعوني أقول أنها تأخرت كثيرا،وضيعت الكثير من الفرص السياسية بسبب إنتظارهم لنظام عنصري تديره العصابة.وبرأيي أن المخرج الوحيد لشعب جيبوتي هو أن تتضافر الجهود الشعبية والحزبية والنقابية لإسقاط هذا النظام الديكتاتور الوحشي الذي قهر العباد وخرب الديار وأفسد النفوس وزرع الفتن…وما الذي يجري في هذه الساعة في محافظة الدخل؟ولماذا تشعل القوات المسلحة فتيل الحرب في منطقة عسعيلا المهمشة؟وما الهدف من ذلك؟ولماذا يستفزون العفر في مناطقهم المحرمة من أبسط مقومات الحياة.ثوروا فلن تخسروا سوي الفقر والظلم والإعتقالات والحرمان،ثوروا.وما ينتظر الشعب والأحزاب المعارضة من هذا النظام الذي تربع علي رؤوس غالبية الشعب الذي تمكن منه الجوع والفقر والعطش والبطالة؟ماذا تنتظرون بعد؟

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” كل عامٍ وأنتم أبطال الأمة المنصورين وفرسانها الأحرار “

مئةٌ واثنان وعشرون شهيدًا وستةً وخمسين جريحًا ، يكتبون بدمائهم الزكية وثيقة شرفًا وتضحيةً وفداءً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.