القات يجلب للأرواح أفراحا**ويورث القلب تنويرا وإصلاحا

أن تري طابورا من الناس يتجمهرون أما محلات لبيع القات مصيبة،الأب يبحث عنه وليس للأبناء  بعد الظهيرة هما أكبر من هم القات،حتي الإنسان الفقير الذي لا يملك قوت يومه،يفكر فيه أكثر مما يفكر بلقمة يومه!والمجتمع الجيبوتي بات مدمنا علي هذه الشجرة وأوراقها التي لا تقل أقل خطورة من بقية المشروبات المسكرة.وليس هناك فرق كبير بينه وبين الخمر،الفرق الوحيد هو أن الخمر ذكر بالقرآن،وحددت منافعه وأضراره،بينما القات لم يذكر،وعدم ذكره في القرآن جعل منه حلالا عند عامة الناس! ووفقا لمنظّمة الصحّة العالمية، فإنّ مستخدمي القات عرضة للإصابة بمجموعة من الأمراض، مثل السلّ والأنيميا (فقر الدم)، والعجز الجنسي. لكن لا يبدو أنّ هذا يثير قلق المدمنيين علي هذا العشب.إذ بات القات يحظَى بشعبية كبيرة،ويلقى رواجاً بصورة قانونية في دول القرن الإفريقي-إثيوبيا مقره الرئيسي-جيبوتي تستقبله بقوة،وكذلك الصومال واليمن،وشعب دنكاليا أيضا يعتبر من المدمنين.وتدرّ تجارته ملايين الدولارات علي إثيوبيا.أن تري أفواجا من البشر في الشوارع بحثا عن القات غريبة،وعجيبة.وفي العالم المتحضر تري طوابير أمام محلات الأزياء،والحدائق الغناء،وتراهم يتهافتون بقوة لشراء الكتب أو لمجرد التمتع بقراءة عناوينها وتصفحها فهو أمر يدعوا الي التساؤل والوقوف مليا أمام هذه الظاهرة الثقافية التي تعكس فهم الناس وتطلعاتهم الي عالم الفكر والروح في عصر لعل من أبرز سماته إستسهال الوصول الي المعلومات.وغياب المكتبات المروجة للمعرفة وإنعدام مؤسسات تقيم معرض الكتاب ترك للقات مساحة واسعة لينفرد بالإنسان ليجعل منه داء خطيرا يقضي علي صحة الإنسان وماله.ووفقا لمدير مستشفي الرحمة في جيبوتي دكتور صلاح عبد العظيم فإن من يتناول القات يشعر بالساعات الأولي من التخزين والمرجنة باللذة والإرتياح والتفاؤل،ثم يدخل في التوتر وعدم الإستقرار العاطفي،تعقبه حالة من الخمول،قبل أن يصبح مزاجه العام معكرا ومشوشا،فإذا أوي الي فراشه يبقي الأرق رفيقه حتي بزوغ الفجر.”والقات كما رأينا لم يترك الفرصة لدماغ من يحرصون علي مضغه،ولهذا السبب دمر معنويات المجتمع وقضي علي آمالهم وتطلعاتهم المستقبلية.لا أحد يفكر،ومن يفكر لا يفكر الا بحزمة القات ومكان التخزين.الناس في الغرب يسكرون في الأسبوع مرة،بينما نحن سكرانيين علي طول!وعلي هذا الأساس يتعامل النظام مع المجتمع،يوفر لهم حزمة القات وقليلا من الفرنكات.وبعد ذلك الجميع يحمد صاحب النعمة.MAYAN MAYAN,KOK SA.وفي الختام أختم كلمتي عن القات بهذا البيت الجميل الذي حفظته قبل ثلاثين عاما:

القات يجلب للأرواح أفراحا**ويورث القلب تنويرا وإصلاحا

ويشرح الصدر من هم ومن نكد**حتي يعود بعيد الهم مرتاحا

لأجل ذلك حث الأولياء علي** دوام مأكله نصا وإيضاحا

هو المعين علي الأعمال أجمعها**هو المعيد لليل الهم إصباحا.

بقلم:إبراهيم علي

*وهذه القصيدة لأحد الصوفيين المشهورين وهو عبد الهادي السودي المتوفي في 937-هجرية في مدينة تعز.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.