الإمارات تحارب الإرهاب في حكومة الشرعية،. والإصلاح يدعوا للإنسحاب من الحد الجنوبي،.بينماأمريكا تمد يدها للحوثي.

عبدالرزاق الباشا

هكذا كما يبدو عنوان التقرير،. معطيات وتداعيات ومتغيرات في المواقف،وشواهد كثيرة،. لكن الشاهد الأبرز في الحرب على اليمن في أي زمان ومكان،. تبدأ بالإستدعاء للخارج وتنتهي بالتصادم فيما بينهما. حتى أنها أصبحت ظاهرة أعتاد عليها التاريخ اليمني، وتكررت كثيراً عبر الزمن القديم،. وهاهي تتجدد في القرن الحادي والعشرين.

وما شهدته المناطق الجنوبية اليمنية من حرب مؤخراً،أكبر شاهداً على ذلك،.تقودها الإمارات العربية المتحدة الحليف الأساسي لإعادة الشرعية التي قصفت القوات الموالية لحكومة (هادي) على مشارف عدن، لتحصد العشرات من القتلى والجرحى لتمكن قوات المجلس الانتقالي من (عدن وابين والضالع ولحج ) وإسقاط منطقة( عزان ) في شبوة وعينها على حضرموت والمهرة بينما جزيزة سقطرى تحت السيطرة.
لترد حكومة الشرعية بإصدار العديد من البيانات والإنتقادات مطالبة الرئيس (هادي) أن يخرج عن صمته الذي اعتبره هادي( الصمت) أن الصمت أبلغ من الكلام.لإنهاء مشاركة الإمارات في التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية،.وإبلاغ مجلس الأمن الدولي بذلك ما تقوم به دولة الإمارات في اليمن”.

– بينما الخارجية الإماراتية أكدت تنفيذ قواتها للهجمات، واصفة قوات الحكومة بالجماعات الإرهابية، مبررة القصف الجوي بالدفاع عن النفس وحماية ما وصفتها بقوات التحالف العربي.
وجاء تأييد امريكي بأنه يحق للإمارات أن تدافع عن نفسها ومصالحها في المنطقة،..وكان هذا التصريح متزامناً مع زيارة المسئول السعودي لإمريكا الأمير (خالد بن سلمان).

– تجدر الإشارة ان هناك التفاف أقليمي ودولي لمحاربة الإرهاب معتبرة أن حزب الإصلاح تنظيم إرهابي متفق عليه إقليمياً ودولياً،وأن الإمارات مكلفة لمحاربة الإسلام السياسي في المنطقة ،..برضاء تام من قبل هادي الشرعي الوحيد وتواطئ سعودي ودعم دولي وموافقة أمريكية .

– ليظهر دور أمريكا الخفي التي اشارت إليه بعض المصادر، أن هناك تنسيق أمريكي، لعقد لقاء مباشر مع جماعة أنصار الله( الحوثيون) بإنفراد في مسقط خلال الأيام القادمة لحل الأزمة اليمنية وإيقاف الحرب.
***************
وهنا وجد الكتاب والمحللون السياسيون أنفسهم أمام العديد من هذة المتغيرات الجديدة.
– فمنهم من أرتأى أن الإمارات كشفت عن حقيقة مشاركتها في الحرب باسم عاصفة الحزم، وانها الوجه الحقيقي والقبيح للسعودية ونواياهما تجاه اليمن وتمزيقه والسطو على موانئه ومناطقه النفطية.

– ومنهم من رأي العكس تماماً، بأن التحالف العربي أنقذ اليمن في الوقت المناسب،..للتخلص من الحوثي وجماعة الإصلاح( إخوان اليمن) الذي خذل السعودية والإمارات أربع سنوات من الدعم العسكري واللوجستي والمالي،.لكن الإمارات تداركت الموقف مبكراً لتنشأ قوات خاصة باسم الأحزمة الأمنية في المناطق الجنوبية تحت مظلة( المجلس الإنتقالي الجنوبي) والقوات الوطنية بالساحل الغربي ( حراس الجمهورية – المقاومة التهامية- ألوية العمالقة) تحت قيادة طارق محمد عبدالله صالح – بعيداًعن حكومة هادي وقواته العسكرية (وزارة الدفاع) المسيطرعليها حزب الإصلاح كما تقول الإمارات ،.
وما قامت به مؤخراً في جنوب اليمن ماهو إلا رداً على مماطلة وإطالة أمد الحرب من قبل حزب الإصلاح وقواته القابعة في (مأرب والجوف والبيضاء وفرضة نهم) التي تبعد عن صنعاء- 30 كيلومتراً تقريباً، لإرهاق التحالف وإبتزازه وإستثمار الحرب لصالحه (حزب الاصلاح) المادي والسيطرة على مفاصل الدولة باسم حكومة الشرعية،..حتى يأتي الوقت المناسب للعودة والجميع في حالة مرهقة، والإنقضاض على البلاد ومقومات الدولية.
لكن جاء الرد من السعودية مجاهرةعلى لسان صحيفتها الرسمية عكاظ قبل ساعات من هذا التقرير،.بأن الإخوان ( حزب الاصلاح) في الشرعية اليمنية لم يكونوا في مستوى الدعم المقدم لهم من التحالف ولم يحققوا أي إنتصارات في معظم الجبهات،..وأشارت عكاظ السعودية، إلى أن المجلس الانتقالي نجح في فضح نوايا وخيانات «إخوان اليمن»، الذين عطلوا الجبهات وأساءوا للشرعية والتحالف، لتحقيق أطماع السلطة الوهمية.
وكذلك بعد التحرك العلني للمنظمات المحلية والاقليمية الحقوقية المسيطر عليها حزب الإخوان التنظيم العالمي،. التي تغذي المنظمات الدولية والحقوقية،..والحشد الجماهيري في المحافل، ضد السعودية والإمارات – بانهما أرتكبا مجازر في حق الشعب اليمني، والدعوة إلى طرد الإمارات من التحالف ،وعلى السعودية تنفيذ ما أعلنت عليه منذ إنطلاق الحرب على اليمن في مارس2015 ،.ولم يأت هذا الضغط إلا بعدما شعر حزب الإصلاح بالخطر الحقيقي القادم عليه.
وكانت رسالة واضحة بان هناك موافقة سعودية ماتقوم به دولة الامارات العربية المتحدة الموكلة دولياً لمحاربة( الإسلام السياسي) ومن ضمنه حزب الاصلاح (اخوان اليمن)،. الذي دعا على لسان القيادي في حزب الاصلاح (حمود المخلافي) بعد أحداث عدن سحب كل القوات الموالية للشرعية من الحد الجنوبي للسعودية والعودة إلى تعز .

– وهناك من رسم مشهداً وربما هو الأقرب إلى الواقع،.. أن الإمارات كشفت مخطط (حزب الاصلاح) داخل الشرعية لإطالة الحرب،وأن (الإمارات والسعودية -وهادي) ينظرون إلى الشرعية بأنها بحاجة إلى عملية جراحية وقد تم تسليم الملف اليمني بأكمله للإمارات،. التي تسعى إلى إستبدال ماتسميها قوات (حزب الإصلاح)المنطوية تحت وزارة الدفاع الموالية للشرعية ،.بقوات المجلس الإنتقالي المسيطر على جنوب اليمن والقوات المشتركة في الساحل الغربي ،..القوتان الفعليتان على الساحة والميدان القتالي،لكن بعد حوار جدة التي دعت إليه المملكة ورفضته حكومة الشرعية،.. الذي يهدف من وراء الحوار تشكيل حكومة جديدة للشرعية ،وإشراك كل القوى السياسية من كافة الأحزاب خاصة حزب (المؤتمر الشعبي العام) القاعدة الشعبية والمجتمعية والسياسية والمكون الجديد (المجلس الانتقالي).
كل ذلك بموافقة ورضى أمريكي- التي تسعى هذة الإيام من خلال وزير خارجيتها(مايك بومبيو)إلى مفاوضات مباشرة بين واشنطن والحوثيين تهدف من وراءها،..الضغط على الحوثيين للتقارب الجاد في أي مفاوضات عما قريب ،.خاصة وأن الأيام القادمة إذا لم يكن هناك تقارب لإنها الحرب وإحلال السلام- ستسلم إدارة الحرب إلى القوى العسكرية الجديدة ( قوات الحراك- والقوات المشتركة في الساحل الغربي).
لأن هناك رغبة من إدارة ترامب القادمة على إنتخابات أمريكية بإنهاء الحرب في اليمن وتفادي تفككه من جهة،.. والبحث عن آليات جديدة لتحريك المفاوضات مع (إيران )عن طريق الحوثيين وهي رسالة واضحة من واشنطن لطهران بأن النافذة الديبلوماسية متاحة من جهة أخرى.

وختاماً كما قال الإمام الشافعي :
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفا.

والله من وراء القصد،،
الكاتب والإعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن – الساحل الغربي.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.