كم مرة هزمتنا الخيانة دون قتال؟

 

يخشي نظام جيبوتي عن الثورة والثوار،ويحسبون لها الف حساب،وبخاصة منهم الحزب الحاكم( R.P.P).وكلما إندلعت الثورة وخرجت مظاهرات إحتجاج إضطربت السلطة السياسية وتأهبت لمواجهة الحركات،وهو ما يحدث منذ عام1977وكأن السلطات الجيبوتية أختارت التصلب في مواجهة الحركات السياسية المطالبة في الإصلاحات السياسية،ومن جانبها لعبت فرنسا دورا كبيرا في إضعاف الجبهة (فرود )وفي تلك اللحظة عرض غيلي علي الزعيم إتفاقية السلام وهو ما حمل ديني أحمد ديني الي عقد الصلح مع نظام غيلي عام 2002.وحينها قدم الإتحاد الأوروبي دعما ماليا خياليا ضخما لمساعدة البلاد ولإخراجه من حالة الحرب الي طريق إحلال سلام عادل وشامل بين المعارضة والحكومة.
وهكذا انتهت الجولة الأولي من الإتفاقية،وبالتالي أدار غيلي ظهره للإتفاقية التي وقعها مع الزعيم الراحل ديني بعد أن إستلم المعونات الدولية علي حساب الإتفاقية!ومن يومها تفاعلت الأزمة بين ديني وغيلي الذي تنسل من كل ما إتفقا عليه سابقا مع الزعيم.وهكذا خضع غيلي ديني أحمد دين كما خضعه حسن غوليد أبتيدون عام 1979.وأشتد الخلاف أكثر عندما فاز حزب أحمد ديني بأغلبية ساحقة في الإنتخابات البرلمانية.وكيف جري ما جري لديني الذي كان يتمتع بصفات كاريزمية في داخل الوطن وخارجه؟ومن الذين خضعوه؟وهل من بينهم عفر؟ومن هم الذين صمدوا معه الي آخر الشوط؟ومن هم الذين تركوه قبل أن يتم شوطه الأول؟فمن يلحق بك سريعا،يتركك سريعا.(فمن يدرك بسرعة مفرطة،يدرك إدراكا فاسدا) كما كان يقول الروائي الكبيرFyodor Dosteyesky في روايتة “The Idiot”والجدل لا يقتصرعلي فئة دون سواها،وإنما يشمل بعض الشخصيات العفرية التي كانت تصلي معه صلاة الفجر في مسجد السادة!والصلاة والصوم والتظاهر بالعبادة لا يغني من حب الوطن.وحبنا لوطننا واجب شرعي وديني وخلقي.وكم هو مؤلم وشاق أن يتردد الإنسان بالمساجد ويصلي بالجماعة ويمارس الخيانة والمكر.وهذه الثلة تركته وحيدا كأن معارضتهم للنظام لم تكن حقيقة،وذلك بعد أن ظهروا معه كمواطنين مخلصين لله ورسوله وزعيمهم وقضيتهم!وكم مرة هزمتنا الخيانة دون قتال كما كان يقول سعد الله ونوس الله يرحمه.بينما البعض الآخر شن ضده حملة شعواء لإرضاء غيلي طمعا بالمال والسلطة!وهذه الفئة تحتضر وتلفظ أنفاسها الآخيرة..ومهما كان موقف أصحاب الجباه السوداء عن المرحوم ديني فإنه لا يمكن لهم التقليل عن دوره كزعيم سياسي أمين مخلص لقضية وطنه وشعبه.نجح ديني في تحرير البلاد من إستعمار الرجل الأبيض،لكنه فشل في تحريره عن الرجل الأسود! لكن من هم الذين صمدوا مع الزعيم أحمد ديني أحمد الي أن وافته المنية؟ومن هم الذين تركوه في منتصف الطريق؟وأخيرا من هم الذين قتلوه؟وإذا كان هناك قتلة محتملين فهو نظام غيلي وأعوانه.وأما اليوم قد لا تقع حربا كتلك التي إندلعت في التسعينات بين المعارضة والنظام الهش،لكن مسلسل الفوضي وإدامة الأزمات قائمة ما دام غيلي في السلطة.فهل يعقل غيلي ويتصرف بعقلانية ليخرج من الحكم بسلام؟الله يرحمك يا ديني.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

فالإتحاد الجديد أمامه الكثير من التحديات.

“شيطان يأخذ جميع هؤلاء الرهبان،فليس لديهم سوي مظهر خارجي إكتسبوه عبر قرون،أما في الحقيقة فليس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.