هل تعتقد أن السيطرة السياسية والعسكرية للمجلس الانتقالي في عدن قد تقود إلى استقلال جنوب اليمن؟

الاعلامية / فيروز علي

لا…ما دام التحالف مستمر فلن يتم الانفصال مهما كان.. الأمر بعيد عن العواطف بل من وجهة نظر السياسة.. خريطة التحالفات تكاد تكون معقدة (أميركا تلعب بورقة السعودية= بريطانيا تلعب بورقة الإمارات) بالمقابل (السعودية تملك ورق الشرعية بصبغة أغلب كيانها جنوبي والحوثي شمال = الإمارات تملك ورق الانتقالي الجنوبي الداعم للعمالقة وحراس الجمهورية الشمال)، الأمر فعلاً صادم وسأحاول تلخيص الأمر: المعروف أن الانتقالي مدعوم من الإمارات التي هي جزء من التحالف الذي تقوده السعودية، هذا التحالف هدفه أمام المجتمع الدولي هو إنهاء الانقلاب الحوثي بما يضمن دعم وحدة اليمن وهنا يكمن الخلاف، قد يخفى على الكثير حقيقة الخلاف الأزلي بين السعودية والإمارات.. اتفقوا مرة واحدة فقط كانت في الضربة الجوية على اليمن بهدف تقاسم المصالح للدولتين ومن يقف وراءهم، الخلاف عاد للواجهة بسبب ملف الحديدة وتخوف الإمارات المنطقي من الخيانة السعودية المحققة لها وإخراجها من عدن لأنها من تقود التحالف الذي يضمن وحدة اليمن أمام المجتمع الدولي وينال الدعم الأكبر، وهذا يتعارض مع رغبة الإمارات في الانفصال، المصالح والصراع يتركز على الخط الساحلي والموانئ الغنية الموجودة هناك في الجهة الشرقية من البحر الأحمر، من جهة السعودية فهي تملك ميناء جدة ضمن أرضها وتسعى للسيطرة على الحديدة عن طريق الأمم المتحدة وهذا يعني ميناءين مهمين وتسعى بكل قوتها للسيطرة على عدن التي هي من حالياً نصيب الإمارات وبهذا سيكون السيناريو إما ضغط دولي مع تحريض لانسحاب الإمارات أو تحريض محلي عن طريق الشرعية وأخواتها يليه مواجهات عسكرية مباشرة وهذا ما حدث في الفترة السابقة في شهر يوليو المنصرم، من جهة الإمارات فهدفها البقاء في عدن مع تجريد السعودية من السيطرة على الحديدة ولذلك أوزعت للانتقالي المعادي للشرعية البحث عن لاعب جديد حليف في عداوته للشرعية وكذلك معادي للحوثي وهدف سيطرته شمالي وبذلك إذا انتصر تضمن الإمارات ترأسها للتحالف ودمار السعودية بخسارتها الشرعية والحوثي، وهذا واضح في دعم الانتقالي المدعوم إماراتياً لمعارك الساحل الغربي لحراس الجمهورية والعمالقة.
* لكن لماذا لم يعلن الانتقالي الانفصال بعد النجاح العسكري الذي حققه بل حدث العكس اعترف بالشرعية؟ ببساطة التحالف لا زال قائم وإعلان انفصال تكلفته خروج الإمارات منه وسيطرة كاملة للسعودية على اليمن كذلك ستتعرض الإمارات لعقوبات دولية وتحميلها نفقات مالية خيالية تكاليف حرب وإعادة إعمار لليمن ناهيك عن محاكمات دولية لثبوت تورطها في تدمير كيان دولة وهذا محرم دولياً، الحوثي لا زال مسيطر والشرعية لازالت موجودة أوراق السعودية التي ستلتهم الانتقالي بعد خروج الإمارات من التحالف، الحديدة لازال وضعها معلق لم يحسم علماً أن من شروط الإمارات لكي تدعم الانتقالي دولياً هو حسم وضع الحديدة لصالحها.

# هل تعتقد أنه من الأفضل للجنوبيين أن ينفصلوا عن اليمن؟ هل تعتقد أن الجنوبيين يفضلون الانفصال؟

الموضوع ليس أفضلية ولكن هناك اعتبارات سياسية ودولية يجب التطرق لها لفهم شكل المرحلة القادمة للوضع اليمني بشطريه.. إضافة لما سبق يظل الموضوع متعلق بملف الحديدة فهو من سيحدد ملامح الفترة القادمة والأكثر ترجيحاُ أن يكون نظام حكم اليمن واحد ولكن فدرالي مكون من إقليمين فقط في حال حسم الأمر لصالح الإمارات وهذا ما يتناسب من وجهة نظري مع الأحداث التي مرت بها البلاد من شحن مناطقي.. أما لو كان الحسم لصالح السعودية فالوضع الآن لن يختلف مستقبلاً.. فوضع اليمن في القانون الدولي ليس بصالح الانتقالي في كل الحالات التي سأذكرها… فاستناداً على القوانين الأوروبية وميثاق الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية لا يوجد أي فقرة تدعم الانفصال وتراجع عن وحدة بالرغم من القوانين التي تدعم تقرير الشعوب لمصيرها ولهذا وضع الانتقالي ضعيف لأن الانفصال عسكري وليس حق شعبي في تقرير مصير واستفتاء رسمي، ومسألة حق تقرير المصير بالرغم من أنها مبدأ أساسي في القانون الدولي أيضاً سيتم التشكيك فيها وذلك لأن المجتمع الدولي ملتزم بالحفاظ على وحدة أراضي الدول وهذه النقطة أهم من مبدأ تقرير المصير خصوصاً أن الوحدة كانت اختيارياً وحدثت بالتراضي واتخذت مبدأ حق تقرير الشعوب لمصيرها وتم الاعتراف بها دولياً، وحتى إن استند الانتقالي لهذا النص سوف تستند الشرعية إلى نصوص قوانين الحفاظ على الوحدة والشرعية هنا ليست هادي بل مجلس النواب المنتخب، وهنا يجب أن يكون قرار الانفصال باتفاق بين طرف الانتقالي ومجلس النواب حسب الدستور اليمني المستفتى عليه والمعترف به دولياً والمودع في الأمم المتحدة وهذا أيضاً ليس بصالحه لأن مجلس النواب منتخب رسمياً وشعبياً ويمثل الطرفين الشمال والجنوب، علماً أن شرعية هادي منتهية حسب الدستور ومنتهية في الشمال والجنوب ولكن هذا لا يمثل فراغ سياسي يمكن للانتقالي الاعتماد عليه لتبرير الانفصال لوجود مجلس النواب، كذلك لا يمكن للانتقالي اعتبار أن الشمال محتل لأراضيه لأن الوحدة حدثت باستفتاء وتراضي وبذلك يسقط عن الانتقالي مبرر حالة استقلال من استعمار.
وعن حق تقرير المصير فالوضع أكثر تعقيداً وذلك لأنه يشترط فيه أن يكون الشعب معتمد على نفسه في حق تقرير المصير وأن لا يتم ذلك في زمن حرب بل في وضع سياسي مستقر على أقل تقدير فترة انتقالية ويتم استفتاء شعبي، والشعب في نظر القانون الدولي هو كل الأفراد في الدولة الوطنية الموحدة والجنوب جزء منه، كذلك لا يمكن اعتبار الجنوب بحكم الأقليات ولديه ميزة لأننا نتكلم عن أكثر من 8 مليون نسمة كأقل تقدير لا يملكون مبرر اختلاف لغة أو هوية أو ديانة مميزة عن بقية شعب اليمن الكلي، وأخيراً تبعات إعلان الانفصال في حال تمت فحظوظ الشمال أفضل من الجنوب وذلك لعودته لنظامه السابق، لكن الجنوب مسمى جديد كلياً فمن الذي سيتحمل نفقات المالية لتكوين دولة جديدة كلياً بمسمى جديد (الجنوب العربي) كتأسيس بنك مركزي مستقل وعملة مستقلة جديدة ووو، من سيتحمل نفقة الشمال خلال سنوات الوحدة؟ كيف سيتم التعامل مع موضوع إعادة إعمار وكيف سيتم التعامل معه دولياً في قضية الجرحى والقتلى وضربات التحالف ووووو، كيفية تكوين مجلس نواب، أنظمة وقوانين استخراج هوية جديدة محليا ودولياً وكذلك قبل كل ذلك الاعتراف الدولي وقبول المندوبين والسفراء، الوضع معقد جدا كما ذكرت في أكثر من موضع.
وضحت لكم اللعبة يا اهل اليمن!!!!!

فيروز علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.