دخلت دياري وحرقت زرعي ** أهنت شعبي وأخذت حقي!

إستلم غيلي مقاليد السلطة منذ أربعين عاما،وكان شريكا للرئيس الراحل حسن غوليد أبتيدون قبل أن يتنحي ويترك له السلطة.وكان مساعده الأول والآخير،وأنتهز غيلي الفرصة ليصبح حاكما فعليا لهذا البلد الصغير،وهكذا تحققت أمنياته وأصبح قائدا لجمهورية جيبوتي،وهكذا وسع غيلي نفوذه الي عمق إثيوبيا حيث أقام هناك دولة في إقليم ديرداوا الإثيوبية وكسب ود سكانها ”العيسي”ولم يكترث غيلي بخطورة السياسة التي إتبعها،ومن ناحية أخري يتظاهر بأنه لا يريد التدخل في الشأن الإثيوبي،ولكنه يتدخل يوميا في شأن إثيوبيا وشعبها ونظامها وأرضها.كما يتدخل في شأن الصومال يوميا.ولجيبوتي مستعمرات إضافية في عمق إثيوبيا،وخاصة في إقليم العفر.وفيما بعد غير غيلي إسم المدن العفرية الثلاثة لتصبح أرضا تقع من ضمن الخريطة الصومالية!وهكذا أصبح غيلي مشغولا في المقام الأول في شأن هذه المدن الثلاثة.وسكانها يطلبون منه المساعدة في السلم والحرب،وأتضح فيما بعد أن نظام جيبوتي وجيشه هما من يقود الحرب في أطراف هذه المدن وحواليها،وهذه المليشيات المدعومة من جيبوتي تقول علنا أنها تسعي لضم عاصمة إقليم العفر بإقليم الصومال،وهذا ما يقوله حسين بوح وهذا ما يؤكده ريالي حامود الذي يعتبر ممثلا شرعيا لهذه المليشيات في إسكندانافيا!فهل يدخل غيلي الحرب علنا لتقطيع أوصال إقليم العفر في إثيوبيا؟والي أين سيذهب غيلي بالعلاقات الجيبوتية-الإثيوبية في المستقبل القريب؟ومناورات غيلي في إقليم العفر تبدو مثل لعب الأطفال،ولا يدري غيلي أنه دخل في حرب وخيمة العواقب.ولن يخرج غيلي من هذه المناورات دون أن يدفع ثمنا باهظا لقاء فعله.

السلاح الوحيد الذي يملكه غيلي ضد العفر هو تحريض القوات الإثيوبية ونظامها بالتدخل لصالحه هو،بقدر ما يستطيع،ولو كلفه ذلك منح الموانئ الجيبوتية لإثيوبيا مجانا.لكن هل تتحقق أمنيات غيلي هذه المرة مع النظام الإثيوبي الجديد؟وفي نطاق هذه المصالح العيسية،ضمان وجود حكومة مصغرة ذات قدرة علي إحتلال المزيد من الأراضي العفرية الواقعة في ضفاف نهر هواش..لكن رسالة الشعب العفر تقول كالتالي:نحن الملاك هنا في الواقع،وأنتم لا تستطيعون أن تخرجونا من أرضنا بالقوة)وأنا كمواطن جيبوتي يحب السلام ويحترم الجيرة،أقول يجب أن لا يتورط إخواننا العيسي مع العفر أكثر مما تورطوا،فإن ذلك سوف يشعل المزيد من الحريق بين العفر وعيسي،كما سيؤدي ذلك الي ضياع الفرص التي كانت متاحة لسكان هذه المدن الثلاثة.كانت الأراضي العفرية هي الغنيمة الكبري بالنسبة لعيسي،لكن الحرب الآخيرة الدائرة في منطقة جرني بقيادة القوات الجيبوتية ستؤدي الي إنهيار الثقة بين الشعبين هنا وهناك،والسيد غيلي هو من سيتحمل تبعات هذه الحرب في المستقبل.ولم تكن جيبوتي يوما دولة ذات وزن عسكري في منطقة القرن الإفريقي ليذهب بها الطمع الي عمق إثيوبيا وإحتلال مدنها،إذا قيست بدول الجوار،لكن الرئيس غيلي بعد أن أصبح رئيسا لهذه الدولة الصغيرة،ظن أنه قادر علي إحتلال مدن عفرية تقع في إثيوبيا،ولا يدري  أنه يلعب ضد دولة كبيرة لا قبل له بها.سوف يخسر غيلي مرتين.مرة أنه لم يتحقق حلمه في إقامة دولة عيسية في وسط العفر.ومرة أنه أصبح عدوا بالنسبة للعفر والأورمو في آن واحد.

دخلت دياري وحرقت زرعي

أهنت شعبي وأخذت حقي

وتقول نحن إخوة!!!

وتقول أنك مسلم!!!

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.