القوى المدنية اليمنية.. وتجربة الصومال

بقلم / بليغ المخلافي

تقترب الحرب اليمنية من إنهاء عامها الخامس-على إعتبار أن دماج كانت بداية انطلاقتها-
وخلال المدة الماضية من عمر الحرب تكشّف قبح كافة وكلاء السماء ومعهم أصحاب مشاريع التمزيق الصغيرة ، وفقدت كل هذه القوى الكثير من رصيدها الشعبي الذي يفترض به الذهاب لصالح القوى المدنية التقدمية …

في المقابل مرت خمس سنوات على القوى المدنية التي ينتظرها الجميع، والتي لم تتمكن – للأسف – من لملمة شتاتها الذي تعيشه منذ أربعة عقود وكأنها لا تزال تعيش مرحلة السرية التي باتت أسلوب عملها وبصمة تفكيرها التي لن تتغير طالما ظلت حبيسة الماضي، وظل نظام صالح ماثلاً أمامها، ورغم أن مرحلة ما بعد صالح وحتى اسقاط الحوثيون صنعاء كانت العصر الذهبي لازدهار المشاريع المدنية بما وفرته شرعية الثورة من هامش للحقوق والحريات المدنية والسياسية إلا أن تلك المرحلة تحولت بفعل تخاذل القوى المدنية وعدم جاهزيتها لقيادة مشروع وطني للحياة وبناء المستقبل لحساب ميليشيات دينية لا تمتلك سوى مشروع الموت والعودة إلى الماضي …

تعيش القوى المدنية اليمنية مرحلة من الضياع والتيه والانغلاق على أفكار الماضي ولم تتمكن خلال الفترة الماضية من إنتاج المشروع الوطني الجامع الذي ينتظره منها الجميع والذي يفترض بها أن تكون الحامل الرئيس له خلال هذه المرحلة، ولطالما كان رهان شباب الساحات في العام ٢٠١١م عليها كبيراً حينها، لكنها وللأسف لم تكن في مستوى التحدي، حتى القيادات السياسية التي كان الجميع يتطلع إليها بإعتبارها المنقذ الوطني، كانت للأسف أصغر من مستوى آمال الشارع …

دخلت الصومال في حرب أهلية أستمرت لأكثر من عشرين عاماً ، يتذكر جيلنا أسماء أمراء الحرب الصوماليون على غرار حسين عديد ومحمد سياد بري وغيرهم الكثيرون الذين تلاشت أسمائهم بعد عشرين عاماً من الحرب لصالح جيل جديد من الصوماليين الذين قرروا أن لا طريق أمامهم سوى إستعادة الدولة الضامنة لحقوق الجميع دون استثناء ، بدأ البرلمان الصومالي بعقد جلساته في كينينا ، لكن الصومال اليوم قد عقدت اربع دورات من الانتخابات الرئاسية والنيابية، لا شك أن طريق استعادة الدولة طويل لكن الصوماليون قد وضعوا العربة على بداية ذلك الطريق ..

لا تعي القوى المدنية اليمنية اليوم أن السؤال الأبرز الذي يدور في ذهن كل مواطن يمني على إختلاف قدراته العلمية وخبراته العملية هو : هل تعي القوى السياسية التقدمية – على الأقل – ما حدث في دول أخرى مشابهة وهل بإمكانها الإستفادة من الدروس التي أنتجتها تجارب من قبلنا حتى لا تعيش، ونحن معها، التاريخ مرات عديدة…!!؟؟

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.