نحن السبب..عندما لم ننصف أنفسنا بكلمة الحق..

بقلم / علي أبو عزام

● في وطني اليمن كنا إذا سمعنا بقرار جمهوري لتعين شخص في منصب ما،، سارعنا نبحث عن مؤهلاته العلمية ..ونظارته العملية .وخبرته في ذلك المجال ،،وأين درس ،وكيف نزاهته
وماهو ماضية.. طمعاً منا أن يغير بشيئ إيجابي وملموس على أرض الواقع بما يعود فائدته على المواطن.

● اليوم أصبحنا للأسف عكس ماكنا تماماً صرنا جميعاً، ما إن نسمع عن قرار جمهوري بتعين شخص في منصب ..إلا وبحثنا عن إنتمائه السياسي ووﻵؤه الحزبي .. دون النظر للمؤهلات اﻷخرى وصحوة الضمير والنزاهة والكفاءة ..

! والعجيب أننا عدنا شهود لذلك المسؤول متحملين أخطاؤه مبررين إياها مدافعين عن عجزه وتقصيره وفشله

● لقد أصبحنا جميعاً ظلمة شهود زور ندفن أحلامنا تحت ركام الحزبية ونهدم مستقبل أبناءنا بالوﻵء الضيق .. نبيع الوطن وصحوة الضمير والقيم اﻹنسانية بثمن بخس ..في حين أننا كشعب ندفع جميعاً تكاليف تلك الفاتورة المحزنه .

● إذن نحن السبب ،،
عندما لم ننصف أنفسنا بكلمة الحق ..
نحن السبب ،،
حينما جعلنا عقولنا مكشوفة لكهنة الكلمة .وإسفنجة تمتص ما يأفكون..
نحن السبب ،،
حينما سلمنا أحلامنا ومستقبل أولادنا ﻷصحاب القلوب المأزومة والضمائر المسلوبة ومروجين اﻷحقاد والكراهية
نحن السبب ،،
عندما صار الكثير منا يقف في وجه اﻷخر ليس من أجل الوطن ولا حباً في نصرة الشعب وتقديم العون له ،بل نقمة وحقد إستشرى في القلوب بسبب الوﻵء الضيق والماضي البغيض..
نحن السبب ،،
عندما دول العالم تستفيد من أخطاء الماضي لتصحح به مسار المستقبل وتتلاشى تلك اﻷخطاء وتتجاوز اﻷحقاد وما حل فيها،لتصنع ﻷجيالها غد مشرق يحيى به الناس جميعا.

أما نحن وللأسف ،،
أحيينا الماضي بكل مساؤه وأحزانه جراحاته وخيباته ثاراته وعنصريته مناطقيته ومذهبيته .
وقام الجميع بتصدر ذلك الركام من الظلم والإستبداد والإستعباد والتبعية والعنصرية والمناطقية والحزبية والدجل والإفتراء والتدليس على الناس وبث الصراع والفرقة والكراهية والشتات ..فبدلاً من دفن تلك اﻷمراض والقضاء عليها، قمنا جميعاً بتصديرها للمستقبل لندفن ماتبقى من حلم في عقول اﻷجيال ونتوارث الصراع من الجد للإبن للحفيد.

نحن السبب ،،
عندما العالم يفكر بالماضي ليبني المستقبل ..ونحن نفكر بالماضي لنصدره للمستقبل.

● لم يعد في وطني اليمن من يستحق أن نلتف حوله مادمنا بعيدين عن الثوابت الوطنية والقيم الأخلاقية وشرف المسؤولية تجاه الوطن والشعب.

●نحن الشعب السبب ،،
فقد قال عنا الشهيد الزبيري رحمه الله ..كلمة إستنتجها من الواقع الذي لمسه في الشعب وهو يرى الإذلال والتبعية والوقوف في وجه الأحرار ..وسارع البعض إلى تكفيرهم ..بقوله

والشعب لو كان حياً ما استخف به ** فرداًولا عاث فيه الظالم النهم.

وطيب الله أوقاتكم بكل عافية وراحة بال.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.