رئيس إقليم أوروميا الإثيوبي لمنتقديه ” لا تصطادوا في الماء العكر

رئيس أروميا السيد لما مغيرسا يرد على منتقديه، ويدعوهم أن يكفوا الإصطياد في الماء العكر.

بعد تعرضه لسيل من الانتقادات والهجوم عليه على بعض وسائل الإعلام المحسوبة على المعارضة الأمهرية وكذلك منصات التواصل الإجتماعي التابعة لهم كذلك ، خرج رئيس أروميا السيد لما مغيرسا ليرد على تلك الإنتقادات والإشاعات المغرضة حسب وصفه ممن لا يتمنون الخير لإثيوبيا ويسعون لإشعال فتيل أزمة بين القوميات قد تتحول الى نار تأكل الأخضر واليابس و لا تبقي ولا تذر، وقد تحول البلد إلى روندا أخرى كما وصف، وقال لما مغيرسا في مستهل حديثه أنا لست هنا لكي أرد على أولئك المغرضين الذين يزيفون الحقائق، ولكنني هنا لكي أوضح الأمر للمواطنين الذين قد ينخدعون بهؤلاء وبأجنداتهم الهدامة للوطن.

الإنتقادات التي توجه إلى لما مغيرسا ليست وليدة اللحظة، فمنذ التغيير الذي حصل في البلاد كانت تخرج انتقادات من هنا وهناك ولكن على استحياء، لسبب أو لآخر وحتى كانت تصدر من البعض دون أية أسباب، ولم يسعى هو أو مكتبه للرد عليها، ربما لأنهم رأوها لا تستحق الرد والوقوف عليها، أما الآن فقد تصاعدت وتيرة تلك الإنتقادات وأصبحت منظمة، والمروجون لها كثر يعملون عليها ليلا ونهارا لتأليب الرأي العام ضده وتصويره على أنه رجل مخادع ومراوغ لا يعمل الا لمصلحة قومه، ربما هذا ما إستدعى الرئيس لما مغيرسا للخروج وتوضيح الأمر للناس، وذلك في اجتماع عقده مع رجال الأعمال في في إقليم أروميا يوم السبت الماضي.

ما هي أهم الانتقادات التي توجه إليه وكيف رد عليها؟

بداية صعود وتيرة الإنتقادات والهجوم عليه تزامنت مع قرار الحكومة الإقليمية لأروميا إزالة المساكن العشوائية والغير المصرح لها بالبناء والغير مسجلة في سجلات البلدية لإقليم أروميا في منطقتي سلولتا ولغاطافو، وكانت لهم مصوغاتهم ومبرراتهم الكافية لهذا القرار، تحركت الأصوات التي كانت تتحيز الفرص والمسوغات للهجوم عليه ورأت في هذا أكبر فرصة وأنه لا يجب تضيعها، فبدأو بغربلة أرشيف الرجل إلى أن وجدوا ضالتهم في شريط فيديو مسجل له أخرج عن سياقه تماما كان يتحدث فيه بشكل عام عن دعم النازحين من جميع المناطق بمن فيهم الأروميين ومساعدتهم في الاستقرار في العاصمة أديس أبابا، فحولوا هذا الحديث العام واخرجوه من سياقه ودلسوه كي يتوافق مع مخطاتهم ليفسروه للناس على أن لما مغيرسا يسعى لتغير التركيبة السكانية للعاصمة، هذي فحوى التهمة فكيف كان رده؟

رده لما مغيرسا كان حاسما ونفيه كان قاطعا، وقال : ” لست مختلا كي أفكر بهذه الطريقة لست مجنونا كي أفكر بتغيير ديمغرافية العاصمة أعتقد أن ما قلته قد أخرج من سياقه تماما وأُسيء تفسيره عمداً ، لإستهلاكه للدعاية المدمرة” وأشار إلى الاجتماع الذي أُخذ منه هذا الحديث ، فقال: إنه سُئل سؤالًا مباشرا مفاده أن حزبه لم يفعل شيئًا من أجل المزارعين الذين هجروا من ديارهم وأسرهم وما زالوا يكدحون في التربة وأنه أجاب جوابا مباشرا ايضا ، إن إدارته تعمل على خطة لتحضير هؤلاء، فقال متعجبا كيف يأخذ هذا الكلام ويفسر على انه محاولة لتغيير التركيبة السكانية للعاصمة أديس أبابا.!!

وتطرق لما مغيرسا أيضا في حديثه عن العلاقة بين حزبه الحزب الديمقراطي الأورومي (ODP) والحزب الديمقراطي الامهري (ADP) وقال أن العلاقة بينهما في احسن أحوالها وأقوى أوضاعها، وأن ما يشاع من تصدع العلاقة بينهما وفتورها مجرد أحلام وأمنيات للبعض، وأكد على أن التحالف معهم تحالف استراتيجي من أجل إنقاذ البلاد، ولم يكن تحالفا مصلحياً أنياً، وأنه لم يكن مخادعا حين حمل الوطنية الإثيوبيا وتوجه إليهم ولم يكن كاذبا حين تغنى بها ، وقال إثيوبيا نوع من الإدمان يستحيل تركه، وقال أنه لم يعتنق تلك القناعات بشأن الهوية الإثيوبية سعيا لنيل شهرة شعبية ، أو من أجل تحقيق مصلحة معينة ولم يجبره أحد على ذلك ! ولم يقبض مالا من أجل قول ذلك، ولكن لأن هذا إيمانه وعقيدته من أجل إثيوبيا قوية وموحدة، وأكد انها ليست مسألة إختيارية بل حتمية من أجل وحدتنا وقوتنا ورفعتنا، وأضاف قائلا: ” لا أؤمن بالوحدة الإثيوبية فحسب بل دفعت ثمنها لست انا وحدي من دفع بل زملائي في الدرب معي دفعوا الثمن غاليا من اجلها، هذه الوطنية الإثيوبية سأستمر في الحديث عنها والعمل من أجلها ما حييت”.

ردود الفعل كانت متباينة على حديثه ، هناك عدد كبير من الإثيوبيين وهم الأغلبية مقتنعون به وبحديثه و بأن ليما مغيرسا لم يخطأ وأن آرائه بشأن إثيوبيا لم تتغير، و هناك أيضًا من يرى أن الكلمات ليست كافية لعودة المياه الى مجاريها وأنه هو ومن معه بحاجة إلى إظهار ذلك من خلال العمل على أرض الواقع، أما المعسكر المهاجم فما زال على رأيه وما زال البحث جاري في الأرشيف لصيد أخر من المياه العكرة.

عن عبدالمعين عبدالسلام محمد

الاسم: عبدالمعين عبدالسلام محمد ناشط إثيوبي حر في مجال الصحافة المؤهل: ▪الثانوية العامة من المعهد العلمي الإسلامي في دولة الإمارات ▪شهادة باكلريوس في الاتصال الجماهيري قسم الصحافة من جامعة الإمارات ▪شهاداة في تحرير الأخبار من هيئة و إذاعة الإمارات وتليفزيون ابوظبي ▪حاصل على عدة شهادات من خلال المشاركة في عدة دورات

شاهد أيضاً

اليونيسكو تمنح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد جائزة السلام

منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، جائزة السلام لرئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور أبي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.