هل أنتم عفر؟!

في الأسبوع الأول من شهر مارس كنت جالسا مع نخبة من شباب العفر في رأس هوتيل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا،وفجأة إنضم الينا رجل  معروف بألأوساط العفرية بالرئيس السابق لأقليم العفر.دخل الرجل من باب الفندق وهو يتحدث لوحده،وكأن به مس من الجنون.جلس الرئيس الي جواري دون أن يلقي علينا التحية قائلا:هل تدرون ما جري لأبنائي في الأسبوع الماضي؟قالوا له:ما يصيبهم الا خير.رد الرجل منفعلا:إعترض العيساويين طريقهم وأنزلوهم من السيارة قائلين لهم:هل أنتم عفر؟فردوا سريعا بالنفي،وقالوا لا،نحن تيجراويين!!.وقال:أخذوا منهم مبلغا من المال وتركوهم يواصلون طريقهم.إنتظرت قليلا لأري تعليق الحضور،لكن الصمت خيم في المكان.وقلت له بهدوء،ماذا تعلمت من الواقعة يا سيدي (….) لم يرد،وكأنه لم يسمع سؤالي!وهل تعلمون من هو صاحب القصة المؤلمة الذي نجت عائلته بأعجوبة من القتل؟ولو لم يقولوا أنهم ليسوا عفر لذبحوهم مثلما تذبح الخرفان.كل هذا يحصل في إقليم العفر،والمسؤولين العفر لا يبالون،فقط يتحدثون عندما تتعرض عوائلهم للخطر!يقول جورج أوريل( إن قدر المرء علي رؤية ما هو أمام أنفه تماما في حاجة الي نضال مستمر.) وينسي هذا المسؤول أنه هو من زرع الشوك في الطريق،هو المسؤول وهو الملوم عما يفعله هؤلاء الناس.إذا كنت لا تري الشر الا عندما يصيبك،فأنت أحمق يا سيدي.يؤسفني ما حدث لزوجتك وأبنائك،لكني أحملك المسؤولية،مسؤولية ما جري لهم في الطريق.ومن الذي جلب هؤلاء القوم الي هذه المنطقة أصلا يا سيادة الرئيس؟كان عليك أن تشتكي وتتقدم ببلاغ الي الجهات المعنية.،لكنك لم تفعل!ولم تعط لهذا الحدث أية إهتمام.يتساءل الروائي الكبير مارك مانسون في رواية -فن اللا مبالاة ويقول:هل تقاوم من يريد سلبك؟هل يصيبك الذعر؟هل تتجمد في مكانك؟هل تخبر الشرطة؟هل تحاول نسيان الأمر والتظاهر أن شيئا لم يحدث؟هذه كلها خيارات وردود أفعال أنت المسؤول عن إتخاذها أو عدم إتخاذها.أنت لم تختر أن تقع ضحية السلب،لكنك تظل مسؤولا عن إدارة النتائج الإنفعالية والنفسية والقانونية أيضا لتلك التجربة” لكن يبدوا لي أن هذا المسؤول العفري لا يهمه شيئ،حتي عائلته لم تعد تعني شيئا بالنسبة له.ومع كل هذا رأيت الناس في بهو الفندق يظهرون مزيدا من الإحترام لهذا الإنسان الذي لم يعد يهتم بحياة عائلته!وكأنه شخصا إستثنائيا متميزا وليس شخص عادي.!حكم الرجل عدة سنوات ولم ينجز أي شيئ ملموس في إقليم العفر!ومع ذلك يحظي بإحترام كبير..!والله إنكم مجانيين يا عفر.

بقلم:إبراهيم علي

أديس أبابا

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.