ARHIBA- أرحبا

من يعرف هذا الحي مثلما أعرفه أنا،كان من أجمل الأحياء نظافة ومن أحسن الأحياء ضيافة وكرما،كان يسكن فيه الأستراليين والإيطاليين.وكان يلجأ اليه كل مظلوم ضاقت به الأرض،وكان يعتبر بمثابة دار أبا سفيان.وكان يلجأ اليه كل فقراء جيبوتي من كل حدب وصوب،لجمع قليل من الفرنكات.هكذا كان حي أرحبا قبل الإستقلال وبعد الإستقلال.ولا ننسي تعاطف سكانه مع كل مضطهد مظلوم.لكن اليوم تحول هذا الحي الي مستنقع تعيش فيه الفيروسات.وكأنه سجن كبير يعاقب فيه المساجين!وهكذا ينتقم منه أعداء الحق والإنسانية ليهينوا خلق الله في عقر دارهم..هناك نمطين من الخطاب في داخل النظام الجيبوتي،هما،خطاب يدعوا الي تهميش الإنسان العفري والعربي وتحجيم دورهم في جيبوتي،وخطاب آخر يدعو الي الحفاظ بنسيج المجتمع الجيبوتي الذي يتكون منهم  المجتمع- عرب عيسي عفر صومال.ومثل هذا الخطاب من شأنه أن يطفئ نار الفتنة التي يشعلها النظام القبلي هنا وهناك.ومنذ أربعين عام يحاول هذا النظام هدم حينا وسكانه!!لماذا؟وهل هذه هي المساواة.. والوحدة.. والسلام.. الذي يتغني فيه نظامنا ورئيسنا؟وهذه هي قمة المأساة بالنسبة للمواطن الجيبوتي المضطهد،فجمهرة شبابنا المثقف نجدهم مضطرين إما للهجرة ” الخارجية” في إتجاه كندا وفرنسا وبلجيكا،أو للهجرة الي الريف،ولو لبعض الوقت،في إتجاه مشروعات إنمائية في ظل ظروف الإحباط المادي والمعنوي المتزايد علي المواطنيين.ويكمن الحل في العودة الي النظام الديمقراطي التعددي،هو السبيل الفعلي لتجاوز حكم الفرد الواحد،ولا بد أن يشارك الجميع في صنع القرار لبروز أحزاب سياسية أكثر تتطورا وإيمانا بالعدالة الإجتماعية،عبر تحديدهم لأهداف الإصلاح الإجتماعي ووسائل تحقيقه في وقت معا.وهكذا تستطيع الأحزاب السياسية في إسهام خروج المجتمع الجيبوتي من إطار نظام الحكم التسلطي.وبلوغ الهدف يفترض ان تكون قطيعة مع النظام الزئف الذي سخر ممتلكات الدولة والشعب لخدمة الفرد.وهل يتحقق ذلك؟

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.