السودان ربيع في شتاءٍ قارس.

✏علي ابو عزام

مشكلة السودان ليست إحتقان سياسي .بين السلطة والمعارضة كما كنا نرى ذلك في بلدان الربيع العربي ..وإنما الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشه الذي أنهك المواطن المسكين.

* ماتحتاجه السودان ليس إنتفاضة شعبية، وتصفيق قوى خارجية .بل دعم مالي لتقف على أقدامها متحدية العجز الاقتصادي الذي ينخر جدار الدولة،.والشعب حين يخرج ..يخرج بعفوية ومصداقية لما يصلح حاله ويؤمن عيشة ومستقبل أبناءه.

* لكن هناك من يستغل هذا الخروج ﻷسباب سياسية داخلية وأطماع خارجية .

* هنا نقف ونتسائل هل ستقوم دول مجلس التعاون الخليجي ببذل وتقديم المساعدة الاقتصاديه والمنح الماليه لجمهورية السودان الذي له مواقف مشرفه مع القضايا العربيه .والتحالف الخليجي بشكل خاص .وساهم بدفع جنوده إلى اليمن للقتال تحت راية المملكة السعودية ضد المشروع الايراني ..لخروجه من هذه اﻷزمة وإيجاد البدائل؟؟؟، أم أنها فقط تنتظر سقوط نظام البشير لتقوم بدور الثورة المضادة كما فعلت اﻷمارات في مصر . وليبيا . واليمن . وما ترتب على ذلك من دفع اموال طائله لاستعادة اﻷنظمة العسكرية ؟؟

**الامارات قبل يومين قدمت لدولة باكستان 3مليار دولار كوديعة مالية لرفد الاقتصاد،..وقدمت لمصر و ليبيا واليمن اموال كثيرة .
فهل ستقف إلى جانب السودان منذ البداية أم إنها فقط تسعى لخلق أنظمة هزيله تدين لها بالولاء تديرها من ابوظبي ؟

**الرئيس اليمني السابق (علي صالح) كان يدعوا الدول المانحه وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي،. أن اليمن بحاجة إلى 5مليار دولار لتجاوز محنتها الاقتصاديه،. لكن لم نرى لهم إلا همساً!!

* اليوم المتحدث بإسم قوى التحالف العربي يؤكد أن دول التحالف قدمت أكثر من 16مليار دولار في المجال الإغاثي منذ بداية عاصفة الحزم .وقد تتعدى الكثير إن أستمرت الحرب،
ناهيك عن دورها المستقبلي في إعادة الإعمار ومادمرته الحرب.

* خشيتي على السودان ليس من أبناءها ولكن من الايادي الخارجية التي قد تأخذ بشعب السودان من المطالب في الإصلاح الإقتصادي إلى المطالب السياسية .والتي قد يكون للمعارضة نظريتها في ذلك .

* الشعوب قد تكون صادقة موجوعة وعندها أمل،.لكن أن يتحول اﻷمل إلى ألمٍ، فذلك هو الضلال والوجع المستدام،
ﻷن القرار اليوم لم يعد قرار الشعوب .بل قرار اﻷجندة الخارجية والهيمنة الدولية.
فالذين أيدو (علي صالح ) وأوهموه بثورة مضادة تكفل له عودته إلى مجده وكرسي سلطته وصدقهم بذلك وتحالف مع أعداء الوطن والجمهورية الحوثيين.
هم أنفسهم من أنقلبوا عليه وأعلنوا حربهم ضده عندما عجز عن خلاصه للحوثيين .بعد أن أوهم قادة الثورة المضادة الخارجية أنه سيستخدمهم مجرد كرت لضرب جماعة بعينها.
فنقلب السحر على الساحر …وقتل (علي صالح) .حقده.

**واﻷن ليس مع البشير سوى السعي إلى عمل إصلاح اقتصادي ومكافحة الفساد والمحسوبية والنظر لشعب بعين المتعظ المستفيد من أخطاء الآخرين،. وعلى دول الخليج والمجتمع الدولي بذل العون لإخراج الشعب السوداني من بلوته الاقتصاديه

* أم أن زعماء العرب فقط منتظرون ثورة مضادة ليضعوا من يرونه خادماً ﻷطماعهم واجندتهم ،،؟

الكاتب اليمني
علي أبو عزام

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.