قبعة الموت

جيبوتي بلد العجائب والغرائب،لا الفنان فيها يحترم رسالة الفن،ولا السياسي فيها يحترم الجمهور،ولا المناضل فيها يحترم أدبيات الثورة،ولا الخطيب فيها يخاف خالقه،ولا رجل القانون فيها يحترم القانون.وهكذا وقع المجتمع الجيبوتي في حيص بيص..ومع أن الفن الجيبوتي له من العمر ما يقارب سبعين سنة،وما زال يمارس الدعارة مثل إمرآة تعرض جسدها للبيع.الا بإستثناءات قليلة،ولم يكتسب الفن في ساحتنا مكانا جديرا في إطار الفن الهادف.والفنان الجيبوتي ما زال يساهم في هدم قيم الفن الراقي.والفنان الهابط دائما يروج للأنظمة الديكتاتورية،إنها ظاهرة جيبوتية عفرية عيسية،إنه فن منحل خارج علي قيم الفن الراقي الذي عرفناه في الستينات والسبعينات.ولم نشاهد فنانا يعبر عن هموم المواطن المهموم غير الفنانة الكبيرة مفره محمد لالي والفنانة المناضلة نعمة جامع.وأما البقية منهم أدمنت علي الرقص في محراب الحاكم.!في الواقع أن هذا الصنف عن الفنانيين لا يعرف من قيم الفن غير الوقوف أمام الكاميرا لأداء دور سخيف طلب منه مسبقا،وهو يوقن بأن ما يقوم به لا يقنع غير الحكومة التي جندت الفنانين لخدمتها.ولم يكن علينا غريبا أن يرجع هذا الفنان من كندا الي حضن النظام ليرقص مع الراقصين!ومثل هؤلاء الفنانيين حالهم كحال الفطريات السامة المعروفة ب ( قبعة الموت ) وهي من أكثر أنواع الفطر فتكا.والمجتمع الجيبوتي هو المسؤول عن تردي أوضاع الفن،كان عليه أن يفرق بين الفن الهادف والفن السام القاتل،ومن واجب المجتمع أن يدين تصرفات بعض الفنانيين الذين يسيئون الي رسالة الفن.علينا جميعا أن نحرص علي الفن ورسالة الفن،وعلي الجميع أن يحمل شمعة الفن في وطننا لكي نجعل منه شعلة تضيئ كل بيت وقرية ومدينة جيبوتية،حتي ينتصر الفن الراقي علي الفن الهابط والعفن.وفي الختام أختم كلمتي بشعر الشاعر الكبير محمود درويش.

آه.. يا جيل الخيانات..

ويا جيل العمولات..

ويا جيل النفايات..

ويا جيل الدعارة..

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

الخديعة المركبة والحقيقة الواضحة ..غزة!!!

يعيش الغزاويون أسوء انواع العذاب والقتل والتشريد والتنكيل لم تشهد له البشرية منذ أن خلق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.