أحاول أن أتجنب متابعة الأخبار الواردة عن الشرق الأوسط،لأن معظمها مؤلم وحزين وفظيع.وكثيرا ما أسأل نفسي: أين هو صوت الإنسان السوي المستقيم في عالمنا الإسلامي؟أم أن الإستقامة لم تعد تهم دولنا وقادتها؟وحتي الدعاة فقدوا مصداقيتهم،وبدل أن يدعوا الي الحق،تراهم يشجعون الناس علي الكذب والدعاية وكل ذلك إرضاء لمن بيدهم مقاليد السلطة.وكان علي الدعاة والمؤسسة الدينية أن تتقدم الموكب لتقف الي جانب الحق،لكنها إتخذت مسارا آخر لا يخدم الحق ولا الدين بقدر ما يخدم السلطان وأعوان السلطان.وهنا أتذكر قصيدة شهيرة للشاعر العراقي الكبير وليد الأعظمي الذي يقول في مطلعها:
علماء دينك يا محمد قد لهو ** بالدين حتى ضاعت الأحكام
تركوا التفكر في أمور فلاحهم ** فكأنهم بجمودهم أصنام
لا ينطقون الحق في بلد به ** من دون ربك تعبد الحكام.
فالخطأ الأساسي الذي يقعون فيه يوميا هو أنهم يعتقدون أن طاعة ولي الأمر فرض.وأصبح دورهم قاصرا علي تمجيد الحاكم المستبد الذي بيده السلطة،وهذا الفهم الخاطئ والكارثي يقود أمتنا الي الهاوية.لكن هل مجتمعاتنا الإسلامية ملزمة بإتباع رجل دين يخدم السلطان علي حساب سلطان رب العالمين؟
إبراهيم علي