صور إساياس ، أبي احمد و فرماجو

جـــوندر .. القمـــــــــــــــة الثـــــلاثيـــــــــــــة و الأجنـــدات المخفــــــــــية.. (1) 

***القمم المتكررة  وعلاقتها بحرب اليمن***

مقال الرأي/ شــفا العفــري

وصلت إلينا عن اجتماع  جوندر بإقليم أمهرة بإثيوبيا صور حميمة عن رساء القرن الافريقي  الثلاث . رئيس الوزراء الاثيوبي أبيُ احمد والرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو والرئيس الإرتري إساياس افورقي  ، وهما يجلسان بوضعيات توحي أنهم أخلاء تربطهم روابط الصداقة المتينة الخالية من المصالح.  فمن خلال قرأءتنا للصورة ونحن غير متخصصين بهذا العلم،  فقد داهمني  إنطباع  لمجرد  النظر اليها هو أن أبي احمد  يبدوا بعفويته وسلامة نيته  المعتادة ،حيث يستمع لإساياس بكل حواسه والابتسامة تملأ شدقيه متكئا علي ركبتي فرماجو الذي يبدوا غارقا في تحليل وفهم  ما يسعى إساياس لفتحه من لغز ، بينما إساياس -مع ان وجهه لا يظهر في تلك الصورة – يبدوا انه بصدد فتح أمر جلل، فعلى كل حال  فإن صاحب الشأن أعني  أبي كان يبدو  مرتاحا لها. 

لكن هذه الحميمية  فتتها أحداثٌ تزامنت مع هذه  القمة الثلاثية. صاروخ يحمل بصمة حوثية يضرب عمق الساحل فى إرتريا ، انفجارات تهز العاصمة الصومالية مقديشو ، ومشاكل وعنف داخل إثيوبيا .. فإن بعض هذه الأحداث يبدوا انها رسائل متعمدة سوف أحاول تناولها في نهاية المقال وفي جزئه الثاني  . 

 أجندات المؤتمر : 

هناك اجندات معلنة للمؤتمر تتمثل بتعزيز اتفاق التكامل الاقتصادي الذي وقع في العاصمة أسمرة في سبتمبر الماضي. ويبدوا لنا من خلال قراءات فاحصة، انه  قد تكون هناك اجندات سرية غير معلنة للمؤتمر  تتمثل بقضايا داخلية للاقليم  وخارجه   . 

الشأن الخارجي..  

ربما تتذكرون معي القمة الثلاثية في أبوظبي والتكريم بالاوسمة ، وتلتها قمة ثلاثية في جدة و التكريم بالاوسمة ايضا . واعقب كل قمة منها ترويج إعلامي كبير قاده الذباب الاكتروني التابع للدولتين كل على حدى يزعم ان السلام يعم القرن الافريقي بفضل قياداتهم الحكيمة. الغريب ان العالم كله كان يعلم ان الامر كان محسموما مسبقا بمبادرة دولية كانت تتقدمه امريكا منذ زيارة يماموتو للمنطقة، مما جعلهما مادة دسمة للبرامج الساخرة في انحاء العالم . 

 كتبت منشورا على صفحتى بموقع التواصل الفيسبوك تحت عنوان ” ما ثمن الأوسمة؟ ” تزامنا مع اول وسامين تم منحه للعدائين   أبي أحمد وإساياس افورقي في أبوظبي برعاية محمد بن زايد، كنت اتساؤل فيه عن جدى هذا الإحتفاء الكبير بحدث محسوم مسبقا ومعلن عنه دوليا  . لكن قمة جدة كانت اكثر غرابة حيث كانت تبدوا مجرد استهلاك إعلامي سطحي غير مدروس، إذا  فقد تم تضليلنا وتضليل الرأي العام بحدودة بمباركة السلام .  فقد تراءى لي فما بعد ان الأمر أعمق من ذلك بكثير، الموضوع ربما له علاقة بحرب الساحل الغربي (حرب اليمن) التي انتقلت الى مرحلة الحسم في معركة الحديدة.  

منذ أن كسب التحالف قائد الحرس الجمهوري السابق المقاتل الشرس طارق عفاش (قائد حراس الجمهوية  والمقاومة المشتركة  في الساحل الغربي حاليا ) بعد ان غدر الحوثي بعمه الرئيس المرحوم على عبد الله صالح انتقلت معركة الساحل من مرحلة الجمود الى مرحلة تحقيق انتصارات وكسر شوكة الحوثي، لكن قوات أنصار الله الحوثي أظهرت الحنكة والشجاعة في ادارة المعركة. في كل مرة تقترب فيها قوات المقاومة من تطويق الحديدة كانت تقطع الحزام قادمة من الشرق ، من جبال محافظة إب لتقطع خطوط الامدادات بالوسط وبالتالي حصار جيوب المقاومة . لكن الأسابيع الماضية حملت الكثير من المفاجآت حيث فقدت خطة الحوثي فعاليتها وأصبح تحرير الحديدة مسألة وقت ، مما يوحي ان المعركة تُدار بخبرة ميدانية  وهذه الخبرة يمتلكها جيشا إرتريا واثيوبيا الذًين خرجا من  حرب وصفت بالاقوى في تاريخ المنطقة.  

بالإضافة الى ذلك هناك معلومات متداولة لم يتسنى لنا التأكد منها تفيد أن جيشا قوامه 4000 جندي إرتري، إثيوبي  دخل اليمن ليشارك بمعركة الساحل منهم عدد ألفين جندي إرتري ، والفين آخرين إثيوبيين.  فحسب الخبر نفسه أن الجيش انطلق من ميناء عدي  المحاذية لجزر حنيش، تحديدا جزيرة زقر  ومنها مدينة  التحيتا في الساحل اليمني وهي من المناطق المحررة .  وهذه المدينة اقصد عدي هي نفسها التي تلقت صاروخا يحمل بصمة الحوثي والذي دمر الميناء ، تزامنا مع قمة جوندر الثلاثية. 

 

أعلن الحوثي انه على علم بما جري وراء كواليس القمة برسالة حملها صاروخ مدوي، فبذلك فك لنا طلاسم القمم المتكررة هنا وهناك . واذا صح كل ذلك فإن القمة ربما ناقشت  الموقف الدولي وخاصة الامريكي عن حرب اليمن وتداعياته. فإن وزير الخارجية والدفاع الامريكي أمرا بوقف الحرب على اليمن وإدارة ترمب أعلنت وقف إمداد طائرات التحالف بالوقود . فبالتأكيد سلام القرن الافريقي الذي ولد خديجا ليس بحاجة الى مواجهة المجتمع الدولي حاليا. فدراسة تداعيات المسألة تحتاج الى مشاورات معمقة ومدروسة . 

 

وهذا ربما يفسر سكون فرماجو في الصور وعدم تفاعله مع  زميليه  كونه غير معني بهذا المسألة  وليس طرفا فيها فلم يحصل على وسام خليجي ثمنا لذلك بل رفضه، كما أن زيارته لم تكن معلنة اصلا. 

أما الأجندات الداخلية سوف نتناولها في الجزء الثاني من المقال  تابعونا.  

 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.