تساؤلات حول الاحداث في الأقليم العفري

 

بقلم /صلاح الدين أحمد صالح

إنه لأمر رائع و جميل أن نرى حراك من قبل الشباب المثقف داخل اقليم العفر الفتي و هذا الحراك ان دل فإنما يدل على وعي منهم و تحملهم لمسؤولياتهم التاريخية تجاه مجتمعهم و تجاه أمتهم و نرجو من الله العلي العظيم أن يصب كل ما نراه اليوم من احداث متسارعة في مصلحة و تطور الأقليم العفري و أبناءه.

ليس سراً و لا خفيا على احد أن إقليمنا و بعد ما يقرب من ثلاثة عقود ما زال في مؤخرة الأقاليم و يعاني من مشاكل جمة أدت إلى هذا التأخر المشين الظاهر للعيان للاسف و لكن لست في هذا المقال في صدد الكتابة عن جوانب الفشل في ادارة الاقليم فقد تعرض له الكثيرون قبلي من هم أفضل مني دراية و علما بالإقليم و ان كان ما نسمعه من اخبار في الفترة الماضية تدل على تحسن ملحوظ و هذا ما نسمعه من أبناء الإقليم من الداخل و بعضهم ينقل عن الشباب المتظاهر أيضا و ان كان اقل مما نطمح له. أما ما دفعني لاكتب هذا المقال فضولي و تشوفي لهذه الحراك الشبابي ولدي بعض التساؤلات:

1- لماذا لا يعرف هؤلاء الشباب عن قياداتهم فهم من خيرة ابناء هذا الوطن بلا خلاف فهم شباب ارادوا العزة لوطنهم فمن باب أولى أن يظهروا للعلن لا ان يختفوا و يتواروا بين الظلال و خاصة و كما توارد الينا اخبار ان بعض قيادات الاقليم عندما دب النزاع بينهم ارادو استغلال هؤلاء الشباب، كما أن في اشهار عن تسلسهم الهرمي قطع لدابر كل من يحاول الصاق تهمة ان هؤلاء الشباب تابعين لجهة ما.

2- كانت احدى القضايا الرئيسية لشباب في الفترة الأخيرة هي قضية اختفاء السيد/ صالح رشيد و التي كانت بعض الاصوات الشبابية تتهم الحكومة اما باخفاء السيد/ صالح رشيد قسرا او التستر على من فعل ذلك أو على الاقل عدم الاهتمام بأمره لعداوتها السياسية معه و الان و بعد أن ظهر لنا ان السيد/ صالح رشيد توجه الى جيبوتي و منها الى اريتريا لم نسمع من الشباب أي تعليق على هذه الحادثة اليس من الأولى ان يقوموا بايضاح الاسباب التي دفعت الى اتهام الحكومة و موقفهم الان من ظهور السيد/ صالح من جديد.

3- استغرب من بعض الشباب المخلص، الاندفاع في توصيف الاشياء بغير وصفها فقد وجدت الكثيرين يصفون ما يجري الان في الاقليم بأنها ثورة شعبية واسعة و هذا التوصيف له مدلولاته: اولا: ان الثورة الشعبية يخرج فيها معظم الشعب اذا لم يكن كله و في الفيديوهات التي بثها الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي لم أرى فيها ما يمكن وصفه بثورة الشعبية من جانب عددهم. ثانيا: الثورة الشعبية تعبر عن معظم الشعب اذ لم يكن كله و بالتالي فإن كل من يخالفها يعتبر ضد الشعب ( بل و يمكن تسمية كل من يقف ضدها بالخائن )و في هذا مصادرة واضحة و جلية لرأي الآخر و هذا منطق خطير فنحن لا نريد استبدال ديكتاتورية بديكتاتورية اخرى. 4- لماذا يقتصر دور الشباب في تقديم المطالب ( و هي بالفعل مطالب مستحقة و شرعية ) أليس دورهم أيضاً ان يقدموا اطروحات للحل. بعض اطروحات الحل التي سمعتها حقيقة لا ترقى الى مستوى الطموح الذي تشرئب له أعناقنا منها على سبيل المثال مقترحهم ان تكون القيادة من حملة شهادة البكالوريوس، من المتفق عليه ان التعليم أمر مهم و ضروري و لكن ما الذي يضمن الا يكون هذا المتعلم فاسدا مختلسا بائعا لذمته و لذمة أهله، كنت آمل في سماع اطروحة تفعيل الية مكافحة الفساد و الية لنزاهة الانتخابات بحيث يصل الى الحكم من يراه المجتمع العفري القوي الأمين.

5- لماذا يرفض الشباب الولوج إلى عالم السياسة فنحن في حاجة الى وجوه و دماء جديدة فإذا لم يكن هؤلاء من يقوموا بحمل المسؤولية فمن يكون و ذلك لنصل لحالة من التوازن السياسي داخل الاقليم و التي اتسم في السنوات الماضية بالقطبية السياسية، فعجبي من طلبهم التجديد و الاحجام عن المشاركة و في نفس الوقت يعتبرون انفسهم ممثلين الشباب اذن من سيتولى اذا رفض الشباب و ممثليهم خوض غمار عالم السياسة. و هل ما يقومون به الان بعيد عن السياسة؟! هذا بعض من التساؤلات التي وجدتها عند بعض المثقفين ممن ناقشتهم في الموضوع اعلاه مع اتفاقنا ان الوضع السياسي في اقليم العفري يحتاج الى تعددية مختلفة بل وقوية لكي نخرج من عنق الزجاجة و هذا ما بدأه هؤلاء الشباب و الذي يتوجب عليهم إكماله حتى يكونوا عضوا فاعلا و مستقلا في ميدان السياسة فيدخلون الانتخابات و يأسسون لحزبهم المستقل و يحاولوا الوصول الى السلطة بالطرق الشرعية التي كفلها الدستور الاثيوبي و تفعيل ما يحتاجونه من بنود فيه لتفعيل عميلة تدوال السلطة السلمي داخل الاقليم و لا يتم هذا الا بتوسيع قاعدتهم الشعبية و تقديم طرح سياسي مختلف كل الاختلاف عن سياسة حكومة الاقليم حتى يجدوا الحاضنة الشعبية اللازمة لنهوض بهم و هذا ليش بالشيء المستحيل.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.