الثقة والوفاء:تسبق العمل السياسي

لكل عام طعمه ولونه،إما أن تري فيه ما يسر الإنسان،وإما أن تري فيه ما يغضب الإنسان والعياذ بالله.وفي عام 2018 رأينا كيف إنتصر الشعب الأورومي علي نظام وياني الذي حكم البلاد منذ إنهيار نظام الدرك في إثيوبيا.وفيه رجعت معظم المعارضة الإثيوبية الي إثيوبيا.ودول القرن الإفريقي نراها تنشط تقاربا وتكتلا وتفاوضا وتعاقدا،والكابتن أبي أحمد هو من بيده عصا موسي عليه السلام،وبمجرد تلويحها تتحرك الدول،ورأينا كيف حلت طائرة الرئيس الصومالي في مطار أسمرة،وبمجرد تلويحها تتصالح الحكام.وكأن أبي أحمد جاء لينتقم من الشاعر المصري الراحل أمل دنقل الذي علمنا كيف نقاوم الظلم والإستسلام. :لا تصالح علي الدم حتي بدم.هكذا كان يقول أمل دنقل في قصائده. بينما قصائد أبي أحمد تدعونا الي نسيان الخلافات والحروب والجروح والدماء.ورأينا كيف تصالحت إثيوبيا مع جارتها الذي دخلت معها الحرب في منطقة بادومي.وإن دل هذا علي شيئ،فإنما يدل علي أن اثيوبيا جاده في تصفية حساباتها مع جارتها لتنطلق نحو سلام ”شامل”.ودولة جيبوتي التي إستيقظت متأخرا ركبت في القطار سريعا ليجلس رئيسها جنب الي جنب مع اسياس أفورقي الذي يتناوب قيادة القطار مع الكابتن آبي أحمد.هنا حدثت المعجزة والمفاجأة..وأخيرا أقول إن الثقة والوفاء تسبق العمل السياسي،وبغيرها يختل النظام وتفقد الثقة وتنهار المفاوضات وتحل محل الثقة الشكوك والريبة في التصرفات والمعاملات،وتخون الأنظمة بعضها البعض.إذن كيف لقادة تقوم علي الشك والخيانة او الغدر تبني مجتمعها؟وما زالت الإتفاقات السابقة في الساحة الجيبوتية تنتظر الحلول،فكلما كذبت القيادة بشعوبها وقابلته بالجحود والعناد عاقبها الله بأي طريقة.”فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون”

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.