جريدة السلام أخبار القرن الإفريقي
الكاتب / عبدالرزاق الباشا
مع إقتراب الموعد المحدد الذي أعلنه المبعوث الاممي للمتحاورين في
6 سبتمبر (جنيف3) وحصره في (الشرعية والحوثي)،.محذراً من فشل المشاورات واستنساخ سوريا في اليمن.
تشهد ساحة القوى الحزبية الثقيلة في اليمن( حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للاصلاح )،.مساجلة حادة وإنشقاق وتفرقة وتشرذم لم يشهده المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه،. وكان لقاء القاهرة الآخير الذي دعا له هادي وطلع بنتائج سلبية،.لم يفى بالغرض،.لكنه وسع من شرخ خلاف المؤتمري الخارجي، وإنتقادات لمؤتمر الداخل الذي لم يملك إرادته،. هذا من جهة.
وبالمثل خلاف حاد داخل حزب التجمع اليمني للاصلاح الذي وصل إلى حد التكفير لبعض قياداته وأعضاءه البارزين في الساحة المحلية والأقليمية والدولية،..التي نادت وتنادي هذة الأيام إلى دولة يمنية علمانية، .
وتبنت هذا المشروع القيادية البارزة، وعضو مجلس الشورى في حزب الاصلاح (توكل كرمان )الحاصلة على جائز نوبل للسلام ،.ومن يناصرها أو يأخذ برأيها ويتبعها منهجاً وسلوكاً،..
ومن على منصة صفحتها الرسمية فيس بوك،.أعلنت (توكل) أن الديمقراطية المعلمنة هي الحل من التشظي الطائفي والإحتراب المناطقي والجهوي ومن كل الصراعات مادون وطنية،
وقالت (العلمانية هي الحل، وماعداها ليس اكثر من شعارات زائفة،أختبر الزمن فشلها وسقوطها المدوي)،..
وفي منشورٍ آخر،أضافت توكل كرمان الاصلاحية قائلةً (في دولتنا العلمانية الديمقراطية المنشودة سوف نصدر قانون يجرم تجارة الجنس بإعتبارها انتهاك كبير للمرأة وعدوان صارخ على الكرامة الانسانية)
وأكدت في منشورٍ ثالث أن من
دون دولة ديمقراطية معلمنة سيتقاتل الاسلاميون طوائف ومذاهب ومدارس وتيارات ونِحَل حتى يموت آخر مسلم!!
ولهذا فإن العلمانية والديمقراطية حل للإسلاميين اكثر من غيرهم وهي بشكل عام حل للمسلمين اكثر من غيرهم.
كل تلك التصريحات التي صرحت بها توكل كرمان أعتبره البعض بأنه خارج عن المألوف وجعلت من هيئة علماء اليمن التي عقدت اجتماعاً طارئاً يوم الاحد الموافق19/8/2018
ويرأسها عبدالمجيد الزنداني ورئيس مجلس الشورى لحزب الاصلاح والقيادي المطاع والفعال عند اعضاء الحزب وقياداته،.أصدرت الهيئة بياناً ضد من يروج ويدعو للعلمانية في إشارة غير مباشرة للقيادية الاصلاحية توكل كرمان ومن يناصرها او يأخذ برأيها ويتبعها منهجاً وسلوكاً،..
ورداعلى الدعوات التي تنادي بإقامة دولة علمانية باليمن، والتي قالت إنها تقف ورائها جهات وشخصيات تنفذ أجندات أجنبية تستهدف دين الشعب اليمني المسلم،.واضافت الهيئة في البيان ،إن “العلمانية نظامٌ وضعيٌّ يقومُ على أساسٍ من الإلحادِ يُناقض الإسلامَ في جملته وتفصيله، وتلتقي مع الصهيونيّة العالميّة والدَّعَواتِ الإباحيّة والهدّامة، لهذا فهِي مذهبٌ إلحاديٌّ يأباهُ اللهُ ورَسولُه والمؤمنون”.
وإن العلمانية هي مبدأ وموقف يقوم على فصل الدولة عن الدين، فتجعل نظام الدولة السياسي والتشريعي والقضائي والاجتماعي خاضعاً لتشريعات وقوانين تناقض التشريعات السماوية، وفصل الدين عن الدولة.
ياتي هذا التكفير المتبادل باليمن من ( حزب التجمع اليمني للاصلاح) بعد خلافات وانقسام التيار اذ بات كل طرف يدعم توجهات متشددة هي بالاساس خارجة عن مبادئ الشعب اليمني. لكن جمعتهم ثوره الربيع العبري2011 . وفرقتهم الدولة العلمانية ،.
ولهذا نجد ان الخلافات والصراعات الحزبية القائمة الان داخل أقوى حزبين على الساحة اليمنية داخل( المؤتمر الشعبي العام وحزب الاصلاح ) ليست حديثة العهد ولكنها تراكمات طرأت على السطح في الوقت الراهن التي مكنت الحوثي من السيطرة والاستفراد بالبلاد دون أي منازع .
الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن – صنعاء
