اليمن ..جنيف 3 وما سبقه من تداعيات محمومة،والمرجعيات الثلاثة تتهاوى للسقوط ،والحوثي يصف جنيف بأنها مفاوضات لا تفضي إلى حوار .

الكاتب والإعلامي
عبدالرزاق الباشا

بعد اللقاءات والتحركات الواسعة التي قام بها المبعوث الأممي السيد(مارتن غريفيث)لجميع الأطراف اليمنية واستضافته لمشائخ صعدة في الرياض ومطالبهم من يمثلهم في الحوار والمفاوضات القادمة لعرض قضيتهم (قضية صعدة)ولقاء لندن مع( مارتن)مؤخراً ب 22 شخصية يمنية وناشطات نسائية”.ومسؤولين سابقين وآخرين مناوئين لـ«هادي»..لخلق مسار آخر،.. لمشاورات السلام في اليمن المضطرب، يختلف عن مسار سلفيه جمال بن عمر والموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
الذي هدف من ورائه مارتن(ونقصد هنااللقاءات)عدم الإقتصار مع الأطراف المعنية بالحرب في اليمن،وإنما وسع الدائرة،على طريقة عمل المنظمات المدنية، ليشمل النقاش فئات وشرائح مختلفة من المجتمع وفي مقدمتهم النساء وسياسيون من خارج دائرة الصراع،.بغرض الإستماع لأفكار واطروحات،.من شأنها أن تساهم في بلورة رؤية لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن.
وقد شهدت تلك الإيام الماضية تحركات محمومة، إبتداءاً من زيارة الرئيس هادي للقاهرة التي شملت عقد لقاء مع بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام(مؤتمرالخارج) الذي دعا فيه(هادي)كافة قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام إلى نبذ الخلافات والتكاتف ورص الصفوف لمواجهة الحوثي وإستعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة وبناء اليمن الإتحادي الجديد.
واعتبر هادي حالة الشتات التي شهدها المؤتمر مؤخراً، سحابة صيف ويجب أن تنتهي،..وأضاف بأن “العالم اليوم ينظر إلى المؤتمر الشعبي العام ولديه آمل كبير أن يلم شتاته ويجمع صفوفه.

لكن ما إن انتهى لقاء هادي بقيادات مؤتمر الخارج،. حتى دعا العالم ممثلاً(بالأمم المتحدة) يوم االجمعة 16/8/2018 (حكومة اليمن الشرعية والحوثيين) فقط دون غيرهم لمحادثات(جنيف3) في6سبتمبر2018 المقبل،.الذي أعتبر (محمد عبدالسلام) الناطق الرسمي للحوثيين تلك الدعوة عبارة عن «مشاورات وتحديث أفكار وليست مفاوضات تفضي إلى حلول جادة».

وعلى نفس السياق من جانب الحوثيين أصدر (محمد علي الحوثي)رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين بياناً رسمياً ذكر فيه أنه ” يقدر عالياً الإنضباط من الأجهزة الرسمية وبالأخص القوات البحرية بوزارة الدفاع الإلتزام بالهدنة أحادية الجانب التي ستنتهي بعد ساعات من تاريخ البيان(في الأسبوع الماضي)..مبيناً أن عدم قبول تحالف العدوان بالهدنة يؤكد أنهم صانعو الإرهاب وتجار حروب وهو ما نتج بتدميرهم لليمن وإرتكاب مجازر حرب يومية وغيرها من إنتهاكات القانون الإنساني والدولي.
********************
من خلال تلك العاصفة والمتغيرات المناخية للتقلبات السياسية التي يقودها المبعوث الأممي السيد (مارتن غريفيث) قبل لقاء 6 سبتمبر المقبل في جنيف (3) تتعدد الأراء والتكهنات والإحتمالات عند المتابعين عن كثب لتلك الأحداث على النحو التالي :

** فثمة من يرى أن لقاء هادي بالقيادات المؤتمرية لم تخرج بنتائج إيجابية كما كان يرسمها(هادي) في مخيلته كي يطلع من هذا اللقاء بعقد مؤتمرٍ جامع وإنتخابات،ترشحه لرأسة المؤتمر الشعبي العام،.حيث أنقسم مؤتمر الخارج إلى مؤيد ومعارض،..فكان سلطان البركاني وتياره من المجموعة المؤيدة لهذا اللقاء،..لكن (الرئيس هادي) لم يوفق في ذلك اللقاء، في ضوء مقاطعة من قيادات بارزة تعارض خطته لتولي رئاسة الحزب خلفاً للرئيس الشهيد(علي عبدالله صالح)-ومن أبرز من أمتنعوا عن حضور اللقاء أعضاء اللجنة العامة في الحزب، يحيى دويد، وفهد دهشوش، وقاسم الكسادي، ومطهر رشاد المصري وناصر باجيل وعادل الشجاع ،عضو الأمانة الذي قال إن غالبية قيادات الحزب الموجودة في مصر، قاطعت الإجتماع للتعبير عن الإحتجاج،وأن من حضروااللقاء من القيادات البارزة، وبينهم الأمين العام المساعد سلطان البركاني،لا يتجاوز عددهم عشرة أشخاص“وجاءت بصفتها الشخصية،وبإعتبار أنه إجتماع عام دعا إليه الرئيس الإنتقالي وليس إجتماعاً تنظيميا يخص الحزب”.وأستبعد الشجاع أن تكون هناك دعوة للإنتخابات داخل تيار المؤتمر،.بسبب إختطاف الحوثيين لقيادات بارزة من الحزب في صنعاء، وأن أي حوار سوف يركزعلى أن تكون هناك قيادة موحّدة للحزب بعيدا عن هادي.

**ترتب عن هذا كله فشل الإجتماع وأغضاب هادي،.الذي جعله يمتطي طائرته مباشرة إلى مقر إقامته المؤقتة في الرياض،..مخلفاً وراءه إنقساماً وتوسيع الشرخ المؤتمري،.حتى تفاجأ الجميع من طلب المجتمع الدولي لحوار جنيف للحكومة الشرعية والحوثيين فقط دون إشراك أي قوى آخرى على الساحة التي توعد بها مارتن من خلال لقائته الموسعة لكل الآطياف .
الذي رأى البعض هذة الدعوة من الأمم المتحدة لطرفين فقط لا ثالث لهما لحوار جنيف 3 هي عبارة عن ترحيل مؤقت للقضايا اليمنية وأن بهذة الدعوة ،.حصرت مشكلة اليمن بين طرفين لا غير (شرعية وحوثي)وهذا يعطي سلطة الأمر الواقع (الحوثيون) في المناطق الشمالية تمكين أكثر من السيطرة وبسط النفوذ وترتيب صفوف مقاتليه بفتوى ومرجعية أممية ،..إضافة إلى إسقاط المرجعيات الدولية الثلاث التي قامت من أجلها الحرب على اليمن،..من خلال ما سيظهر في الأيام القادمة من تبني قرارات أممية جديدة،..تخدم المرحلة والمفاوضات الجديدة( حكومة هادي -وسلطة الأمر الواقع صنعاء الحوثي)،.

** وبرأي بعض المتابعين من القياديين المؤتمريين، أن المؤتمر أكبر من طاولة مفاوضات،.هذاماقاله القيادي المؤتمري( كامل الخوداني) الذي رأى أن المفاوضات الحالية بين طرفين سلطة شرعية تمثل الشعب بمختلف توجهاته وأطيافه ومن بينها المؤتمر الشعبي- وجماعة أستولت على السلطةوسيطرت على المحافظات بقوة السلاح إسمها الحوثيين..
وأكد كامل الخوداني، ثقته التامة بوفد الحكومة والسلطة الشرعية المفاوض. بإن ملف الأنتهاكات بحق المؤتمريين والمؤتمريات ورفع الإقامة الجبرية عن قياداته، والمطالبة بمنحهم حق حرية التنقل والسفر وإطلاق سراح الأسراء والمحتجزين من منتسبية وأعضائه، سوف تكون من أولويات أوراقه على طاولة المفاوضات إن لم تكن شرط الموافقة على المشاركة كبادرة حسن نيه مقدمه من الحوثيين وإثبات وفد الشرعية المفاوض تمثيله فعلاً لكافة اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم .،

** وهناك من ذهب إلى أن تلك التصرفات من المجتمع الدولي والدعوة لطرفي (الحوثي وحكومة هادي فقط) التي يسيطر عليها تيار حزب الإصلاح اليمني ( جماعة الاخوان المسلمين)هي خطة الإخوان نفذها (هادي) بإستبعاد المؤتمر الشعبي العام والمجلس الإنتقالي الجنوبي في عدن التي شهدت حراكاً مسلحاً، خاصة بعد إطلاق النار على العرض العسكري،.راح ضحيته مقتل جندي وجرح آخرين أثناء العرض وإنزال علم الجمهورية اليمنية -مما جعل الرئيس هادي يحيل قادة عسكريين .إلى التحقيق وهما: (ابواليمامة )و ( ابوهمام ) المواليان لدولة الامارات العربية المتحدة الشريك الفعال في قوات التحالف المساندة للشرعية منذ إنندلاع عاصفة الحزم 26 مارس 2015- وهذا مؤشر خطير تستعد له عدن لحرب يمنية جديدة!
أكد ذلك المؤشرالمقابلة التلفزيونية على قناة أبو ظبي مع رئيس المجلس الإنتقالي (عيدروس الزُبيدي) أن الأمم المتحدة إذا تجاهلت المجلس الإنتقالي في المشاورات فستتحرك قواته نحو “الحديدة” وتبسط السيطرة عليها بالقوة بعد السيطرة على عدن والمحافظات الجنوبية المحررة من الحوثيين،.تلاه اليوم التالي تهديدات”هاني بن بريك” نائبه على تويتر: “الحديدة الحل”في إشارة إلى تنفيذ تهديد الزُبيدي !

** بينما هناك من يتابع عن كثب التصرفات الآخيرة في القضية اليمنية أن الهدف الأساسي منها، تكسير أجنحة القوى الموالية للامارات العربية المتحدة(القوات المشتركة بقيادة طارق عفاش)والمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الزبيدي ونائبة هاني بن بريك،..وإسقاط مشروع الإمارات في اليمن،..الذي دوماً يروج له حزب الاصلاح في إعلامه ونشطائه،..لكن لا يستبعد،إسقاط الحديدة بيد المؤتمر الشعبي العام ممثلة بالقوات المشتركة بقيادة العميد(طارق محمد عبدالله صالح) وإعلان خروج الجنوب عن سيطرة الشرعية وإذا سقطت الحديدة يعني لا حوار وتفشل مفاوضات(جنيف 3 )

** وهناك إحتمال من بعض المراقبين أن مقاطعة لقاء القاهرة كانت بسبب عدم وصول المفاوضات مع هادي والتي بدأت بين أطراف الحزب الموجودة في القاهرة وأبوظبي منذ فترة، إلى قواسم مشتركة بشأن مستقبل الحزب الذي يعاني من إختلالات كبيرة، وعدم الاتفاق على آليات واضحة لإعادة تأهيل الحزب،.لقيادة المشهد السياسي،في الوقت الراهن هذة من ناحية، ومن ناحية أخرى، ضغط على الشرعية من أجل رفع العقوبات عن السفير أحمد على عبدالله صالح -وتوحيد المؤتمر .

** وهناك من توقع ويتوقع أن كل القوى المستبعدة من حوار جنيف3 التي حاول جمعها مارتن وأجرى لقائات مسبقة مع كل منها على حدة،.كالمجلس الانتقالي الجنوبي-والموتمر الشعبي العام الداخل والخارج-ومشائخ صعدة-والشخصيات المجتمعية والسياسية ال 22 شخصية التي التقى بها مارتن في (لقاء لندن).
ستجتمع ضد هادي والإخوان-لإسقاط شرعيتهم التي يتغنوا بها في المجتمع الدولي،.وتنطلق حرب جديدة في اليمن ضد الحوثي والإخوان باسم القوات المشتركة( الشمالية والجنوبية )تحت رعاية التحالف العربي وبموافقة دولية..

** وهناك من يدلي بدلوه بأنها خطة من الرئيس هادي والتحالف العربي لابقاء طرف ثالث قوي وفعال في الميدان كمقاتلي جبهات صعدة الممثلة بمشائخها ومناصريهم والقوات المشتركة في الساحل الغربي والحراك الجنوبي خارج المفاوضات حتى اذا لم تنجح مفاوضات(جنيف3)سيتم تحريك الطرف الثالث واشعال جبهات القتال ضد الحوثي،.من جديد وحرب يمنية ليس لها نهاية .

وخلاصة القول:إن بعد إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن السيد(مارتن غريفيث) يوم 6 من سبتمبر القادم في(جنيف 3)التقاء القوى المتحاربة على طاولة حوار واحدة في جنيف 3 شهدت الساحة السياسية تحركات سياسية محمومة لا تصب في مصلحة اليمن أو القضية اليمنية ومعانات اليمنيين بل للبحث عن المصالح الذاتية الأنانية من دون الإلتفات أو الإستدارة إلى ما وراء ظهورهم،ليرون حالة الأوضاع الإنسانية والمآساوية للشعب اليمن في كل ربوعه .

ولهذا طالما يستعد “المجتمع الدولي” لمفاوضات أخرى في جنيف من أجل حل شامل للسلام في اليمن، فعلى اليمنيين إستعداد لجولة جديدة ( أربع سنوات أخرى على الأقل،شوط إضافي ) لحرب شاملة..ومستدامة في اليمن..
وحفظ الله اليمن .

الكاتب والإعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن- صنعاء

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.