كيف نطوِّر صناديق جديدة للتفكير لبناء مستقبل جديد؟

ياسين أحمد بعقاي
ناشط من اجل   السلام في القرن الإفريقي.

اشتهرت منطقة القرن الإفريقي بأنها منطقة صراعات مستمرة، وظل هذا الواقع المرير منذ بداية ستينيات القرن الماضي حتى بداية مبادرة الدكتور أبي أحمد في تبني السلام والمصالحة بين اثيوبيا واريتريا والتقارب بينهما الذي توج بتوقيع اتفاقية السلام في العاصمة الإريترية أسمرا في التاسع من شهر يوليو 2018 وطرحت تساؤلات وحوارات من الكثير من شعوب القرن الأفريقي في الخارج والداخل بخصوص التحول الديمقراطي والإصلاح السياسي والاقتصادي، وهذا يتطلب تفكيراً جديداً لبناء مستقبل جديد، من خلال التراضي الاجتماعي والتوافق السياسي، لا سيما في إرتريا، التي عانت من حكم الحزب الواحد بقيادة رجل واحد، وهو ما أفضى إلى الاستبداد والفساد، وانهيار الدولة، والهروب الجماعي للشباب الإرتري الذي فقد الأمل في العيش في بلاده، أما واقع النظام السياسي في إثيوبيا فقد بدأ بالائتلاف السياسي بين مختلف القوميات بقيادة الرئيس الراحل ملس زيناوي، والتطور السياسي للتعددية الحزبية خلال الفترة (1991-2018) أفرز ظاهرة الدكتور أبي أحمد، وصعود قومية الأورومو إلى سدة الحكم بعد قومية التقراي، وبذلك وصل الشعب الأثيوبي إلى مرحلة حصاد بذور الديمقراطية التى زرعها قبل 27 سنة التى بدأت ستة 1991بينما الشعب الاريتري دخل الآن في مرحلة زرع بذور الديمقراطية والتي بدون شك تحتاج الي فترة من الزمن حتي تثمر تلك البذور ويتم التحول الديمقراطي وليس بالضرورة أن تستغرق نفس المدة الزمنية التي مرت بها إثيوبيا لان اختلاف العوامل والمكونات في إريتريا تختلف عن إثيوبيا مع التشابه بين البلدين والشعبين في بعض العوامل المشتركة. المهم الآن هو كيف يغتنم الشعب الارتري فرص رياح التغيير في منطقة القرن الافريقي من اجل توظيفها لمشروع التحول الديمقراطي في إريتريا حتي تحين مرحلة الحصاد للبذور الديمقراطية التى يعمل الآن على زرعها بعناية مستفيداً من تجارب الشعب الإثيوبي الإيجابيات والسلبيات مابين مرحلة زرع البذور والحصاد لمشروع التحول الديمقراطي والإصلاح السياسي والاقتصادي.. وانا متفائل بان رياح السلام ستخلق فرصا جديدة منها العوامل الاقتصادية المرتبطة بمصالح الدول الإقليمية والدولية المشتركة في إريتريا واثيوبيا وباقي دول القرن الإفريقي للوصول إلى أفضل الحلول بشأن القضايا الكبرى للمنطقة. والأمر يتطلب الخروج من صناديق التفكير القديمة، وتطوير مجموعة صناديق جديدة لبناء رؤية استراتيجية بعيدة المدى لبناء السلام والتنمية في المنطقة التي كانت مسرحاً للحرب الباردة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م مما حرمها من الاستقرار والتنمية واليوم هناك مؤشرات إيجابية تبعث على التفاؤل، لتطوير مبادرة أبي أحمد إلى خيار استراتيجي لشعوب منطقة القرن الإفريقي للبدء في بناء السلام الدائم، والتنمية الشاملة لعموم شعوب المنطقة، وهو ما يتطلع إليه الجميع..

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.